اعتقال إمام مسجد اللد بتهمة التحريض

يضاف إلى أكثر من 2000 معتقل من «فلسطينيي 48»

TT

اعتقال إمام مسجد اللد بتهمة التحريض

داهمت قوات ضخمة من الشرطة الإسرائيلية بيت إمام وخطيب المسجد الكبير في مدينة اللد، الشيخ يوسف الباز، في ساعات الفجر الأولى، الخميس، وقادته إلى الاعتقال مستخدمة الترهيب والعنف الكلامي، وأبلغته بأنه مشبوه بتهمة «التحريض على ممارسة العنف والإرهاب على رجال الشرطة، وتهديد حياتهم وحياة غيرهم على أساس عنصري».
وقد نفذت الاعتقال وحدة التحقيق القُطرية في الجرائم الخطيرة في الشرطة «الوحدة 433»، في أعقاب وضعه منشوراً على حساباته في الشبكات الاجتماعية يتضمن صورة من الفيلم السينمائي «وولف كريك»، يظهر فيها أحد أبطال الفيلم وهو يطعن بالسكين رجلي شرطة جاءا لاعتقاله. وكتب الشيخ الباز تحت الصورة الجملة التالية «تحملوني. أفضل طريقة للتعامل مع الظلم». وتبين أن نائبين يمينيين متطرفين في المعارضة، هما بتسلئيل سموترتش وايتمار بن غفير، من حزب «الصهيونية الدينية»، تقدما إلى الشرطة بشكوى مرفقة بصورة عن هذا المنشور، وطالبا باعتقاله باعتباره يلقي خطب الجمعة في المسجد ويملأها بأقوال التحريض على اليهود وعلى الدولة.
وفي وقت لاحق من يوم الخميس جلبت الشرطة الشيخ إلى المحكمة لتمديد اعتقاله. وقالت مصادر محلية في اللد، إن المسجد تعرض لاعتداء ومحاولة إحراق، خلال الأحداث في الشهر الماضي بأيدي رجال اليمين المتطرف. وبدلاً من أن تعتقل المعتدين، تلجأ إلى اعتقال الضحية.
ويأتي اعتقال الباز ضمن حملة اعتقالات واسعة تنفذها الشرطة والمخابرات الإسرائيلية منذ أحداث الشهر الماضي في صفوف العرب «فلسطينيي 48»، بشكل جارف، بينهم رجال دين ونشطاء سياسيون واجتماعيون وأطفال وفتية. وقد تجاوز عدد المعتقلين 2000 شخص، وفقاً لبيانات لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين العرب، بينهم رئيس لجنة الحريات في لجنة المتابعة ونائب رئيس الحركة الإسلامية (الشمالية) المحظورة، الشيخ كمال خطيب، ورئيس حركة أبناء البلد، محمد أسعد كناعنة، والأسير المحرر ظافر جبارين، الذي أحيل إلى الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر.
وأكدت لجنة المتابعة، أن القوات الأمن الإسرائيلية، تستخدم الاعتقالات وطريقة تنفيذها أداة ترهيب وتخويف. وأضافت، أن الشيخ الباز قيادي بارز في الحركة الإسلامية المحظورة من قبل السلطات الإسرائيلية، وهو معروف بمواقفه المدافعة والمناصرة عن الحقوق العربية في اللد على مدار سنوات طويلة.
في ظل هذا الجو المشحون بالكراهية ضد كل ما هو عربي في البلاد، قررت الشرطة اعتقال الباز انتقاماً منه ومن مواقفه، كما فعلت عندما اعتقلت رئيس الحركة، الشيخ رائد صلاح ونائبه الشيخ كمال خطيب، وأغلقت 20 مؤسسة أهلية، دون تقديم أي تهمة بصدد تجاوز قانوني لأي منها، وإنما اعتمدت على قانون الطوارئ المجحف والموروث عن الانتداب البريطاني في القرن الماضي.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.