أوسع إضراب في لبنان اليوم بمشاركة أحزاب في السلطة ونقابات

TT

أوسع إضراب في لبنان اليوم بمشاركة أحزاب في السلطة ونقابات

يشهد لبنان اليوم أوسع إضراب دعا إليه الاتحاد العمالي العام، ولاقى تأييداً من أحزاب، بينها أحزاب موجودة في السلطة، وقوى ونقابات عاملة، رفضاً لحال الانهيار على مجمل المستويات، وللمطالبة بتأليف حكومة اختصاصيين.
ويأتي الإضراب في لحظة اشتباك سياسي، رغم أن الإضراب كان مقرراً قبل التصعيد الذي شهدته الساحة اللبنانية، على خلفية ملف تشكيل الحكومة.
وطالب رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر في بيان: «الهيئات الاقتصادية وجمعيات التجار، وجمعية (مصارف لبنان)، بتأييد الإضراب الذي دعا إليه الاتحاد، اليوم (الخميس)، وإفساح المجال أمام الموظفين والعمال للمشاركة في هذا اليوم الوطني»، محذراً من «التعرّض للمشاركين والموظفين وتهديدهم في عملهم لعدم المشاركة».
وكان لافتاً انضمام «تيار المستقبل» وموظفي المصارف إلى هذا الإضراب، فقد دعا «المستقبل»، اللبنانيين عامة، وجمهوره خاصة، إلى تلبية دعوة الاتحاد العمالي العام للإضراب والاعتصام، اليوم (الخميس)، ورفع الصوت عالياً تحت سقف المطالب الملحّة التي توحد اللبنانيين على اختلافهم، في وجه كل مَن يستثمر في الانهيار لتحقيق مصالحه الضيقة من حساب الشعب اللبناني، ويحول دون تشكيل حكومة مهمة تعمل على إنقاذ لبنان واللبنانيين من جهنم التي تنتظرهم.
وأعلنت «جمعية المصارف» أنها ستقفل أبوابها اليوم، في إطار الإضراب العام، فيما «تبقى إدارات المصارف العامة تعمل بحسب مقتضيات العمل، ووفق قرار كل مصرف».
من جهته، دعا المكتب العمالي في قطاع المهن في «التيار الوطني الحر»، في بيان، إلى الالتزام بدعوة الاتحاد العمالي العام إلى الإضراب «استكمالاً للضغط تحت شعار الإسراع، وعدم التلكؤ في تأليف حكومة فوراً».
وقال التيار إن «الحاجة أكثر من ملحّة لتشكيل حكومة، دون إضاعة مزيد من الوقت أو ابتكار أعراف جديدة خارجة عن الأصول، لفتح نافذة أمل للعمال والموظفين، ولكافة أبناء الشعب اللبناني، والبدء في انتشال البلاد من المستنقع الذي وصلت إليه».
ويشمل الإضراب عمال شركة «طيران الشرق الأوسط» (ميدل إيست)، حيث يتوقفون عن العمل ساعة واحدة، كما يشمل متعهدي الشحن وموظفي وعمال إهراءات الحبوب في مرفأ بيروت، ومستوردي الأدوية، وأصحاب المستودعات وقطاع التأمين، ومستخدمي الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وموزّعي المحروقات، فضلاً عن عمال ومستخدمي منشآت النفط في الزهراني، والاتحاد العام لنقابات السائقين، وعمال النقل.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».