كيف خيم التوتر على علاقة بوتين بـ5 رؤساء أميركيين؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في هلسنكي (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في هلسنكي (أرشيفية - رويترز)
TT

كيف خيم التوتر على علاقة بوتين بـ5 رؤساء أميركيين؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في هلسنكي (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في هلسنكي (أرشيفية - رويترز)

أقام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يلتقي نظيره الأميركي جو بايدن للمرة الأولى اليوم (الأربعاء)، علاقات متوترة مع خمسة رؤساء أميركيين تعامل معهم منذ وصوله إلى السلطة في نهاية 1999.
منذ توليه مهامه في البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، يبدي جو بايدن حزما شديدا حيال نظيره الروسي.
إذا كانت الاتصالات جيدة بين بوريس يلتسين ونظيره الأميركي بيل كلينتون، رغم خطط حلف شمال الأطلسي التوسع شرقا، فإن حرب كوسوفو جاءت لتفسد علاقات ما بعد الحرب الباردة.
فور استقالة يلتسين في 31 ديسمبر (كانون الأول) 1999 كانت واشنطن ترتاب من خليفته فلاديمير بوتين. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت في 2 يناير إنه «رجل صلب (...) حازم جدا ويتطلع إلى العمل»، مضيفة «سنكون مضطرين لمراقبة أعماله بانتباه شديد»، حسبما أفاد تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.
خلال أول قمة بين كلينتون وبوتين في يونيو (حزيران) 2000 أشاد الرئيس الأميركي علنا برئيس قادر على بناء روسيا «مزدهرة وقوية مع حماية الحريات وسيادة القانون».
*جورج دبليو بوش
في ختام أول لقاء بينهما في 16 يونيو 2001 قال جورج دبليو بوش إنه نظر إلى الرئيس الروسي في عينيه وتمكن من «فهم روحه: هو رجل مخلص بشدة لبلاده. واعتبره قائدا رائعا».
بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 عرض فلاديمير بوتين الذي أطلق حرب الشيشان الثانية، على الفور على الرئيس بوش تضامنه في «الحرب ضد الإرهاب».
لكن هذه التهدئة لم تدم طويلا، فاعتبارا من ديسمبر 2001 انسحبت واشنطن من معاهدة «آي بي إم» المضادة للصواريخ الباليستية الموقعة عام 1972 لإقامة درع مضادة للصواريخ في أوروبا الشرقية وهو ما نددت به موسكو.
في 2003 أدانت موسكو الاجتياح الأميركي للعراق ونددت بعد سنة بنفوذ واشنطن في «الثورة البرتقالية» في أوكرانيا.

* باراك أوباما
في 2009 أطلق الرئيس باراك أوباما مبدأ «إعادة إطلاق» العلاقات وأصبح بوتين قبل سنة من ذلك رئيسا للوزراء وتسلم الرئاسة ديميتري مدفيديف المقرب منه.
قبل زيارته الأولى إلى روسيا في يوليو (تموز) 2009 اعتبر الرئيس أوباما أن بوتين «يعتمد من جهة الطريقة القديمة في إدارة الأمور ومن جهة أخرى الطريقة الجديدة».
وقال في موسكو: «ما يهمني هو التعامل مباشرة مع نظيري الرئيس».
رغم النجاحات الأولية - لا سيما التوقيع عام 2010 على معاهدة جديدة لنزع السلاح النووي - فشلت المحاولة. في أغسطس (آب) 2013 منحت موسكو اللجوء السياسي إلى الأميركي إدوارد سنودن. بعد أيام قليلة ألغى أوباما قمة مع الرئيس بوتين، معربا عن أسفه للعودة إلى «عقلية الحرب الباردة».
وأدت الأزمة الأوكرانية عام 2014 - مع ضم روسيا شبه جزيرة القرم وفرض عقوبات اقتصادية على موسكو - ثم تدخل روسيا في سوريا عام 2015 إلى زيادة توتر العلاقات العلاقات الثنائية.

* دونالد ترمب
وعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالعودة إلى علاقات جيدة مع روسيا.
بعد انتخابه، طغت على ولايته الاتهامات بالتدخل الروسي في الانتخابات الأميركية. خلال مؤتمر صحافي في يوليو 2018 مع بوتين، بدا وكأنه يعطي وزنا لأقوال الرئيس الروسي أكثر من استخلاصات مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال ترمب: «الرئيس بوتين قال للتو إنها ليست روسيا (...) ولا أرى لماذا قد تكون كذلك».
في مواجهة الجدل الذي أثارته تصريحاته حتى في داخل المعسكر الجمهوري، أوضح أنه أسيء فهمه.
كما قال في سبتمبر (أيلول) 2020 في خطاب حملته الانتخابية: «أحب فعلا بوتين، وهو يكن لي المودة. نحن نتفق جيدا».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».