تقرير جديد: ربع مصابي «كورونا» يعانون من أعراض طويلة الأمد

طبيب يهتم بمريض مصاب بفيروس كورونا داخل وحدة العناية المركزة في مستشفى بالهند (أ.ف.ب)
طبيب يهتم بمريض مصاب بفيروس كورونا داخل وحدة العناية المركزة في مستشفى بالهند (أ.ف.ب)
TT

تقرير جديد: ربع مصابي «كورونا» يعانون من أعراض طويلة الأمد

طبيب يهتم بمريض مصاب بفيروس كورونا داخل وحدة العناية المركزة في مستشفى بالهند (أ.ف.ب)
طبيب يهتم بمريض مصاب بفيروس كورونا داخل وحدة العناية المركزة في مستشفى بالهند (أ.ف.ب)

بعد مرور عام ونصف على انتشار الوباء، لا تزال الحالة المعروفة باسم «كورونا طويل الأمد» تثير حيرة الأطباء. يعاني عدد كبير من المرضى من أعراض طويلة الأمد بعد الإصابة بـفيروس كورونا، لكن لم يتضح سبب حدوث ذلك، أو الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة أو حتى عدد المرضى الذين يستمرون في المعاناة، وفقاً لمجلة «تايم».
قد تساعد دراسة جديدة كبيرة في تكوين بعض الإجابات على هذه الأسئلة. تماشياً مع التقديرات السابقة، وجد تقرير جديد أن ما يقرب من ربع الأشخاص المصابين بالفيروس يصابون بمشكلة صحية واحدة ممتدة على الأقل، وأن معظم أعراض «كورونا» الطويلة يتم الإبلاغ عنها بشكل أكثر شيوعاً من قبل النساء أكثر من الرجال.
وصدر التقرير في 15 يونيو (حزيران) من قبل المنظمة الصحية غير الربحية «فير هيلث». قامت المنظمة بتحليل سجلات مطالبات الرعاية الصحية الخاصة لما يقرب من مليوني مريض تم تشخيص إصابتهم بـ«كورونا» في عام 2020. وشملت الدراسة مرضى من الأطفال إلى كبار السن؛ نحو 53 في المائة من الإناث و47 في المائة من الذكور.
أبلغ ثلاثة وعشرون في المائة منهم عن مشكلة صحية واحدة أو أكثر بعد 30 يوماً على الأقل من تشخيص إصابتهم بـ«كورونا». وشملت المشاكل الأكثر شيوعاً الألم، وصعوبة التنفس، وارتفاع الكولسترول، والشعور بالضيق أو التعب وارتفاع ضغط الدم. لكن أعراض ما بعد «كورونا» التي تم الإبلاغ عنها كانت متنوعة تماماً، حيث تمتد من الاكتئاب والقلق إلى الأمراض الجلدية ومشاكل القلب واضطراب الجهاز الهضمي.
وكان المرضى الذين يعانون من حالات خطيرة من «كورونا» هم الأكثر عرضة للإبلاغ عن حالة «كورونا طويل الأمد»، لكن الدراسة تظهر أن الناس يمكن أن يصابوا بـذلك حتى بعد معاناتهم من أعراض خفيفة من الفيروس.
في حين أن المرضى من جميع الأعمار والأجناس أبلغوا عن حالات ما بعد «كورونا»، فإن أعراضهم المحددة تختلف إلى حد ما حسب الديموغرافية. على سبيل المثال، كانت مشاكل الجهاز الهضمي هي ثالث أكثر الأعراض شيوعاً بين المرضى الأطفال، ولكن المرتبة 11 الأكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و49 عاماً. وكان ارتفاع الكولسترول هو ثاني أكثر الأعراض شيوعاً بين المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 50 إلى 59 عاماً، ولكنه كان الثالث عشر الأكثر شيوعاً بين الأطفال.
تختلف الأعراض أيضاً حسب الجنس. أشارت الدراسات السابقة إلى أن مرض «كوفيد الطويل الأمد» أكثر شيوعاً بين النساء منه بين الرجال، ويدعم البحث الجديد هذا الاستنتاج. كان 58 في المائة من الأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض ما بعد «كورونا» من الإناث،. لكن بعض المشكلات، مثل أمراض القلب والفشل الكلوي، أثرت على الرجال بشكل ملحوظ في كثير من الأحيان.
ولا يزال هناك العديد من الأمور المجهولة حول «كورونا» طويل الأمد، بما في ذلك - على وجه الخصوص - سبب حدوثه. يعتقد بعض الخبراء أن بقايا الفيروس تقبع في أنظمة بعض الأشخاص، مما يتسبب في مشاكل صحية دائمة. وهناك نظرية أخرى مفادها أن الفيروس يحفز أجهزة المناعة لدى بعض الأشخاص، مما يتسبب في مهاجمة الجسم لنفسه. ويبقى هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد ذلك، ولتطوير علاجات لـهذه الحالة الطبية.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
TT

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)

كشفت دراسة أميركية عن استراتيجية بديلة تلجأ إليها الخفافيش عندما تفقد قدرتها على السمع، وهي حاسة أساسية تستخدمها للتوجيه عبر تقنية الصدى الصوتي.

وأوضح الباحثون من جامعة جونز هوبكنز أن النتائج تثير تساؤلات في إمكانية وجود استجابات مشابهة لدى البشر أو الحيوانات الأخرى، مما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات المستقبلية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Current Biology).

وتعتمد الخفافيش بشكل أساسي على حاسة السمع للتنقل والتواصل عبر نظام تحديد المواقع بالصدى (Echolocation)، إذ تُصدر إشارات صوتية عالية التّردد وتستمع إلى صدى ارتدادها عن الأشياء المحيطة لتحديد موقعها واتجاهها. وتعد هذه القدرة إحدى الحواس الأساسية لها.

وشملت الدراسة تدريب الخفافيش على الطيران في مسار محدد للحصول على مكافأة، ومن ثم تكرار التجربة بعد تعطيل مسار سمعي مهمٍّ في الدماغ باستخدام تقنية قابلة للعكس لمدة 90 دقيقة.

وعلى الرغم من تعطيل السمع، تمكنت الخفافيش من إتمام المسار، لكنها واجهت بعض الصعوبات مثل التصادم بالأشياء.

وأوضح الفريق البحثي أن الخفافيش تكيفت بسرعة بتغيير مسار طيرانها وزيادة عدد وطول إشاراتها الصوتية، مما عزّز قوة الإشارات الصدوية التي تعتمد عليها. كما وسّعت الخفافيش نطاق الترددات الصوتية لهذه الإشارات، وهي استجابة عادةً ما تحدث للتعويض عن الضوضاء الخارجية، لكنها في هذه الحالة كانت لمعالجة نقص داخلي في الدماغ.

وأظهرت النتائج أن هذه الاستجابات لم تكن مكتسبة، بل كانت فطرية ومبرمجة في دوائر الدماغ العصبية للخفافيش.

وأشار الباحثون إلى أن هذه المرونة «المذهلة» قد تعكس وجود مسارات غير معروفة مسبقاً تعزّز معالجة السمع في الدماغ.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة سينثيا موس، من جامعة جونز هوبكنز: «هذا السلوك التكيفي المذهل يعكس مدى مرونة دماغ الخفافيش في مواجهة التحديات».

وأضافت عبر موقع الجامعة، أن النتائج قد تفتح آفاقاً جديدة لفهم استجابات البشر والحيوانات الأخرى لفقدان السمع أو ضعف الإدراك الحسي.

ويخطط الفريق لإجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة مدى تطبيق هذه النتائج على الحيوانات الأخرى والبشر، واستكشاف احتمال وجود مسارات سمعية غير معروفة في الدماغ يمكن أن تُستخدم في تطوير علاجات مبتكرة لمشكلات السمع لدى البشر.