نمو عدد مصانع الإنتاج الغذائي في السعودية 61 %

حجم الاستثمارات يبلغ 23.2 مليار دولار تمثل 8 % من إجمالي القطاع

تنامي حجم الاستثمارات الموجهة للصناعات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
تنامي حجم الاستثمارات الموجهة للصناعات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

نمو عدد مصانع الإنتاج الغذائي في السعودية 61 %

تنامي حجم الاستثمارات الموجهة للصناعات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
تنامي حجم الاستثمارات الموجهة للصناعات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

كشفت وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية، أمس، أن حجم الاستثمار في صناعة المنتجات الغذائية في البلاد بلغ 87 مليار ريال (23.2 مليار دولار)، ما يشكل 8 في المائة من إجمالي حجم الاستثمارات في القطاع الصناعي، مبينة أن مصانع المنتجات الغذائية نمت خلال الربع الأول، وباتت تشكل ‎‎11 في المائة من إجمالي عدد المصانع في المملكة، وتساهم في توفير أكثر من 82 ألف وظيفة.
وأوضح تقرير صادر عن المركز الوطني للمعلومات الصناعية أن مصانع الأغذية في السعودية بلغت حتى الربع الأول من عام 2021 ما يصل إلى 1121 مصنعاً، مسجلة نمواً قدره 61 في المائة، في عدد التراخيص الصناعية الصادرة خلال عام 2020 بـ114 ترخيصاً، مقارنة بعام 2019، في حين شهد النشاط نمواً بنسبة 9 في المائة خلال الربع الأول من العام الحالي 2021 مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وأشار التقرير إلى أن منتجات مصانع حفظ وتجهيز الفاكهة والخضار تتصدر قائمة المصانع المنتجة للأغذية في المملكة بنحو 296 مصنعاً، تليها مصانع منتجات «المخابز» بـ240 مصنعاً، مبيّناً أن النسبة الكبرى من المصانع الغذائية ترتكز في 3 مناطق رئيسية تغطي الطلب المحلي وتوجد في كثير من الأسواق الإقليمية والعالمية.
وأفاد التقرير بأن الاستثمار المحلي في نشاط صناعة الأغذية استحوذ بشكل كبير على غالبية الاستثمارات في هذا القطاع بنسبة تصل إلى 90 في المائة، فيما انقسمت النسبة المتبقية بين استثمارات أجنبية ومشتركة، لافتاً إلى أن المنشآت الصغيرة والمتوسطة العاملة في إنتاج وصناعة المواد الغذائية تشكل النسبة الكبرى من عدد إجمالي المصانع في المملكة.
وأضاف تقرير المركز الوطني للمعلومات الصناعية أن مصانع المنتجات الغذائية في المملكة تنتج أكثر من 1582 منتجاً غذائياً، في حين تُعد «عصائر الفواكه» من أكثر المنتجات الغذائية تصديراً تليها منتجات الألبان والقشطة المركزة ثم منتجات المخابز والكعك وذلك لما تتميز به هذه الصناعات الوطنية من جودة عالية.
وأوضح المتحدث الرسمي لوزارة الصناعة والثروة المعدنية جراح الجراح، أن المملكة تتمتع في القطاع الصناعي بقدرات عالية في كثير من الأنشطة، ولا سيما مجال صناعة المنتجات الغذائية، ومن أهمها قطاع الألبان والدواجن والزيوت والتمور والمخبوزات وغيرها، مبيناً أن ما يتمتع به القطاع من إمكانات كبيرة ساهم بشكل كبير في وصول هذه المنتجات إلى مختلف مناطق المملكة، وكذلك المساهمة في تصديرها للأسواق الإقليمية والدولية.
وأكد الجراح أن وزارة الصناعة والثروة المعدنية تولي أهمية خاصة لقطاع الأغذية؛ حيث يعد من القطاعات المهمة التي سجلت نمواً ملحوظاً منذ بداية العام الحالي، ما يؤكد أهمية المضي قدماً في زيادة معدل الاستثمار في هذا القطاع لتحقيق الأمن الغذائي في المملكة.



انهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا يزيد الضغوط على الاقتصاد

الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير يسلم شهادة الإقالة لوزير المالية كريستيان ليندنر بعد عزله من قِبَل المستشار أولاف شولتز (رويترز)
الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير يسلم شهادة الإقالة لوزير المالية كريستيان ليندنر بعد عزله من قِبَل المستشار أولاف شولتز (رويترز)
TT

انهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا يزيد الضغوط على الاقتصاد

الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير يسلم شهادة الإقالة لوزير المالية كريستيان ليندنر بعد عزله من قِبَل المستشار أولاف شولتز (رويترز)
الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير يسلم شهادة الإقالة لوزير المالية كريستيان ليندنر بعد عزله من قِبَل المستشار أولاف شولتز (رويترز)

من المتوقع أن يؤدي انهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا إلى زيادة معاناة الاقتصاد في الأشهر القادمة. ورغم ذلك، هناك بصيص أمل في إمكانية تشكيل حكومة جديدة أقل تشتتاً قادرة على تقديم سياسات أكثر انسجاماً قد تعيد الزخم للاقتصاد الألماني.

وجاء هذا الانهيار في وقت بالغ الحساسية بالنسبة للاقتصاد الأكبر في أوروبا، بعد ساعات فقط من فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، مما أثار احتمالية نشوب حرب تجارية بين الولايات المتحدة وألمانيا، وهو ما يزيد القلق على مستوى السوق العالمية، وفق «رويترز».

أزمة داخلية تزيد من الضغط الاقتصادي

ويوم الأربعاء، أقال المستشار أولاف شولتز وزير المالية، مما يمهد الطريق لإجراء انتخابات مبكرة بعد شهور من المشاحنات داخل ائتلافه المكون من ثلاثة أحزاب، ما أثر سلباً على الثقة في الاقتصاد الذي يعاني من ارتفاع تكاليف الطاقة وتآكل القدرة التنافسية.

ويُتوقع أن ينكمش الاقتصاد الألماني للسنة الثانية على التوالي في 2024، مما يجعله الأسوأ أداءً بين اقتصادات مجموعة السبع الكبرى. كما يُحتمل أن يتسبب انهيار الائتلاف في مزيد من الضرر للاستهلاك والاستثمار في الأشهر القادمة التي من المتوقع أن تشهد تراجعاً، حيث أشار ثلث الشركات الألمانية في استطلاع حديث إلى خطط لتقليص الإنفاق.

وقال رئيس الاقتصاد الكلي في بنك «آي إن جي»، كارستن برزيكي: «بالإضافة إلى فوز ترمب، من المرجح أن تتراجع الثقة الاقتصادية بشكل كبير، مما يجعل الانكماش في الربع الرابع أكثر احتمالاً». لكنه أشار إلى أن هناك أيضاً إمكانية للحصول على دفعة جديدة إذا تم تشكيل حكومة أكثر استقراراً.

وأوضح برزيكي أنه مع اقتراب الانتخابات في مارس (آذار)، يُتوقع أن تكون الحكومة الجديدة قادرة على إنهاء حالة الركود الاقتصادي وتقديم توجيه سياسي اقتصادي أكثر وضوحاً. ويخطط شولتز لإجراء تصويت على الثقة في حكومته في 15 يناير (كانون الثاني)، ما قد يؤدي إلى انتخابات مبكرة في نهاية مارس. وحتى ذلك الحين، من المتوقع أن يرأس حكومة أقلية تضم الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر، مع الاعتماد على تحالفات مؤقتة في البرلمان لتمرير التشريعات.

وهناك مَن يرى أنه يمكن لحكومة جديدة أن تمنح الاقتصاد بعض الزخم. وقال كبير الاقتصاديين في بنك «بيرنبرغ»، هولغر شميدينغ: «بمجرد أن تستقر الأوضاع ويستلم الحكومة الجديدة التي تحمل أجندة جديدة زمام الأمور بعد الانتخابات المبكرة، من المحتمل أن يكون التأثير إيجابياً».

وقد يسمح رحيل وزير المالية كريستيان ليندنر بتخصيص مزيد من الأموال لدعم الاقتصاد الضعيف. وكان ليندنر، من الحزب الديمقراطي الحر، يعارض خطط شولتز لتعليق «فرامل الديون» التي تحد من الدين العام.

وبحسب شولتز، فإن ألمانيا لديها مجال كافٍ للإنفاق دون التأثير على صحة ماليتها العامة. وقال: «من بين جميع الديمقراطيات الاقتصادية الكبرى، لدينا أقل دين بنسبة بعيدة». وأضاف: «هناك حلول لكيفية تمويل مؤسساتنا العامة ومسؤولياتنا بشكل سليم».

ترمب يشكل تهديداً إضافياً للاقتصاد

الأزمة الداخلية في ألمانيا تتزامن مع وصول ترمب إلى البيت الأبيض مجدداً، مما يضيف مزيداً من الضغط على الاقتصاد الألماني. فقد أشار تقرير صادر عن معهد الاقتصاد الألماني «آي دبليو» إلى أن فرض إدارة ترمب رسوماً جمركية بنسبة 20 في المائة على السلع الأوروبية، كما ألمح خلال حملته الانتخابية، قد يتسبب في تقلص الاقتصاد الألماني المعتمد على الصادرات بنسبة تصل إلى 1.5 في المائة بحلول عامي 2027 و2028.

وتشير التوقعات الحالية إلى أن الاقتصاد الألماني في طريقه إلى الركود أو مزيد من الانكماش في العام المقبل، ما يجعله يشهد أطول فترة من دون نمو اقتصادي منذ إعادة توحيد ألمانيا في عام 1990.