التحول لـ«الخدمات» يضغط «التجزئة» الأميركية

توقعات التضخم بمستويات قياسية

تراجعت مبيعات التجزئة الأميركية بأكثر من المتوقع مع تحول الإنفاق إلى قطاع الخدمات من قطاع السلع (أ.ف.ب)
تراجعت مبيعات التجزئة الأميركية بأكثر من المتوقع مع تحول الإنفاق إلى قطاع الخدمات من قطاع السلع (أ.ف.ب)
TT

التحول لـ«الخدمات» يضغط «التجزئة» الأميركية

تراجعت مبيعات التجزئة الأميركية بأكثر من المتوقع مع تحول الإنفاق إلى قطاع الخدمات من قطاع السلع (أ.ف.ب)
تراجعت مبيعات التجزئة الأميركية بأكثر من المتوقع مع تحول الإنفاق إلى قطاع الخدمات من قطاع السلع (أ.ف.ب)

تراجعت مبيعات التجزئة الأميركية بأكثر من المتوقع في مايو (أيار)، مع تحول الإنفاق إلى قطاع الخدمات من قطاع السلع، إذ أتاحت التطعيمات للأميركيين السفر والمشاركة في أنشطة أخرى كانت مقيدة بسبب الجائحة.
وقالت وزارة التجارة إن مبيعات التجزئة انخفضت 1.3% الشهر الماضي، وعدّلت البيانات الخاصة بشهر أبريل (نيسان) صعوداً لتظهر زيادة المبيعات 0.9% بدلاً من استقرارها كما ورد من قبل. وتوقع اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم تراجع مبيعات التجزئة 0.8%.
وخلال الجائحة تحول الطلب للسلع مثل الأجهزة الإلكترونية والسيارات نتيجة التحول للعمل من المنازل والدراسة عبر الإنترنت وتجنب وسائل المواصلات العامة. وجرى تطعيم أكثر من نصف البالغين في الولايات المتحدة بالكامل، مما عزز الطلب على السفر جواً والإقامة في الفنادق وتناول الطعام خارج المنزل والترفيه وأنشطة أخرى. ودُعم الطلب بالتطعيمات وإنفاق الحكومة تريليونات الدولارات وأسعار الفائدة المنخفضة جداً.
وتمثِّل السلع 41% من الإنفاق الاستهلاكي وتستأثر الخدمات بالباقي. ونتيجة لذلك يظل الإنفاق الاستهلاكي قوياً في الربع الثاني من العام بفضل النمو الاقتصادي. ونما الإنفاق الاستهلاكي الذي يمثل أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة 11.3% سنوياً في الربع الأول، ويُتوقع أن يكون النمو قوياً لربع آخر، ويتنبأ معظم الاقتصاديين بمعدل نمو للناتج المحلي الإجمالي في خانة العشرات في الربع الثاني.
وتأتي البيانات فيما يتوقع المستهلكون في الولايات المتحدة أن يزدهر الاقتصاد على مدار العام المقبل، في حين ارتفعت في مايو، توقعات التضخم وأسعار المنازل والأجور وسوق العمل، وفقاً لمسح شهري أجراه فرع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي في نيويورك).
وزاد متوسط التوقعات لما سيبدو عليه التضخم على مدار العام المقبل للشهر السابع على التوالي إلى 4% في مايو. ويمثل ذلك ارتفاعاً من 3.4% في أبريل، ويصل إلى مستوى مرتفع جديد لزيادات التضخم منذ عام 2013.
وزادت توقعات التضخم على مدار السنوات الثلاث المقبلة قليلاً إلى 3.6% من 3.1%. كما عبًر المستهلكون المشاركون في المسح أيضاً عن نظرة أكثر إشراقاً لسوق العمل في وقت يفتح فيه مزيد من الشركات أبوابها ويزيد الإقبال على السفر ويتحسن معدل التوظيف.
وانخفض متوسط التوقعات بأن معدل البطالة في الولايات المتحدة سيكون أعلى بعد عام واحد من الآن إلى أدنى مستوى له عند 31.9% في مايو، هبوطاً من 34.6% في أبريل.
وأشارت «بلومبرغ» إلى أن مسؤولي مجلس الاحتياطي قد يناقشون هذه البيانات ودلالاتها خلال اجتماع لجنة السوق المفتوحة المعنية بإدارة السياسة النقدية في الولايات المتحدة المنعقد حالياً. ويتابع مسؤولو المجلس توقعات المستهلكين لمعدل التضخم بدقة بوصفها مؤشراً مهماً لتحديد معدل التضخم الحقيقي في المستقبل.
وكانت البيانات الأميركية الصادرة يوم الخميس الماضي قد أظهرت أن أسعار المستهلكين ارتفعت بنسبة 0.6% في مايو، وهو أعلى مما كان متوقعاً. وأعلنت وزارة العمل يوم الخميس أن مؤشرها لأسعار المستهلكين ارتفع بنسبة 0.6% في مايو، بعدما قفز بنسبة 0.8% في أبريل. وكان خبراء الاقتصاد يتوقعون ارتفاع أسعار المستهلكين بنسبة 0.4%.
وباستثناء أسعار المواد الغذائية والطاقة، فقد ارتفعت الأسعار الأساسية للمستهلكين بنسبة 0.7% في مايو، بعد ارتفاعها بنسبة 0.9% في أبريل. وكان من المتوقع أن ترتفع الأسعار الأساسية بنسبة 0.4% فقط.
وأظهرت البيانات ارتفاع أسعار المستهلكين في مايو بنسبة 5% على أساس سنوي، مسجلةً أعلى ارتفاع منذ أغسطس (آب) من عام 2008. كما تسارع المعدل السنوي لنمو الأسعار الأساسية للمستهلكين إلى 3.8% في مايو، وهو ما يمثل أكبر قفزة منذ يونيو (حزيران) 1992.


مقالات ذات صلة

البيت الأبيض: سياسات بايدن تجذب استثمارات اقتصادية أميركية بقيمة تريليون دولار

الاقتصاد الرئيس الأميركي جو بايدن يوقع على قانون الاستثمار في البنية التحتية بالبيت الأبيض 15 نوفمبر 2021 (رويترز)

البيت الأبيض: سياسات بايدن تجذب استثمارات اقتصادية أميركية بقيمة تريليون دولار

أعلنت الإدارة الأميركية يوم الاثنين أن الشركات تعهدت باستثمار أكثر من تريليون دولار في قطاعات صناعية أميركية، مثل أشباه الموصلات والطاقة النظيفة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

ترشيح بيسنت يدفع عقود «داو جونز» الآجلة لأعلى مستوياتها على الإطلاق

سجلت عقود «داو جونز» الآجلة أعلى مستوى لها على الإطلاق يوم الاثنين، محققة مكاسب ملحوظة بين عقود مؤشرات الأسهم الأميركية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

تواصل الأسهم الأميركية تعزيز تفوقها على منافسيها العالميين، ويعتقد العديد من المستثمرين أن هذه الهيمنة قد تزداد إذا تمكن دونالد ترمب من تنفيذ برنامجه.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت يتحدث خلال فعالية (رويترز-أرشيفية)

حاكم تكساس الأميركية يأمر أجهزة الولاية بوقف الاستثمار في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري غريغ أبوت، الأجهزة المعنية بوقف استثمار أموال الولاية في الصين، وبيع هذه الاستثمارات في أقرب فرصة.

«الشرق الأوسط» (أوستن (تكساس))

بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

ارتفعت الأسهم الأميركية إلى مستويات قياسية، مما أضاف إلى المكاسب التي حققتها الأسبوع الماضي. فقد حقق المؤشر القياسي «ستاندرد آند بورز 500»، ومؤشر «داو جونز» الصناعي مستويات قياسية جديدة خلال تعاملات يوم الاثنين، بينما شهد أيضاً مؤشر «ناسداك» ارتفاعاً ملحوظاً، مدعوماً بترشيح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة في إدارة ترمب المقبلة، مما عزز معنويات المستثمرين بشكل كبير.

وارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي 459.25 نقطة، أو بنسبة 1.03 في المائة، ليصل إلى 44,753.77 نقطة، وزاد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 43.12 نقطة، أو بنسبة 0.72 في المائة، ليصل إلى 6,012.50 نقطة، بينما سجل مؤشر «ناسداك» المركب قفزة قدرها 153.88 نقطة، أو بنسبة 0.81 في المائة، ليصل إلى 19,157.53 نقطة. كما شهد مؤشر «راسل 2000»، الذي يتتبع أسهم الشركات الصغيرة المحلية، زيادة بنسبة 1.5 في المائة، مقترباً من أعلى مستوى له على الإطلاق، وفق «رويترز».

وانخفضت عائدات الخزانة أيضاً في سوق السندات وسط ما وصفه بعض المحللين بـ«انتعاش بيسنت». وانخفضت عوائد السندات الحكومية الأميركية لأجل 10 سنوات بنحو 10 نقاط أساس، بينما تراجعت عوائد السندات لأجل عامين بنحو 5 نقاط، مما أدى إلى انقلاب منحنى العوائد بين العائدين على هذين الاستحقاقين.

وقد أدت التوقعات باتساع عجز الموازنة نتيجة لتخفيضات الضرائب في ظل إدارة ترمب الجمهورية إلى ارتفاع عائدات السندات في الأسابيع الأخيرة. ومع ذلك، رأى المستثمرون أن اختيار بيسنت قد يخفف من التأثير السلبي المتوقع لسياسات ترمب على الصحة المالية للولايات المتحدة، ومن المتوقع أيضاً أن يحد من الزيادات المتوقعة في التعريفات الجمركية.

وكان بيسنت قد دعا إلى تقليص عجز الحكومة الأميركية، وهو الفارق بين ما تنفقه الحكومة وما تحصل عليه من الضرائب والإيرادات الأخرى. ويُعتقد بأن هذا النهج قد يساعد في تقليل المخاوف التي تراكمت في «وول ستريت» من أن سياسات ترمب قد تؤدي إلى تضخم العجز بشكل كبير، مما قد يضغط على عوائد الخزانة.

وقال المدير العام في مجموعة «ميشلار» المالية، توني فارين: «إنه رجل (وول ستريت)، وهو جيد جداً فيما يفعله. ليس متطرفاً سواء من اليسار أو اليمين، إنه رجل أعمال ذكي ومعقول، وأعتقد بأن السوق تحب ذلك، كما أنه ضد العجز».

وفي التداولات المبكرة، الاثنين، كانت عوائد السندات لأجل 10 سنوات نحو 4.3 في المائة، منخفضة من 4.41 في المائة يوم الجمعة. كما كانت عوائد السندات لأجل عامين، التي تعكس بشكل أكثر دقة توقعات السياسة النقدية، عند نحو 4.31 في المائة، منخفضة من 4.369 في المائة يوم الجمعة.

وأضاف فارين: «كثير من الناس كانوا يعتقدون بأن ترمب سيكون سيئاً للأسعار، وكانوا يراهنون ضد ذلك، وأعتقد بأنهم الآن يتعرضون للعقاب».

وشهد منحنى العوائد بين السندات لأجل عامين و10 سنوات انقلاباً بمقدار 1.3 نقطة أساس بالسالب، حيث كانت العوائد على السندات قصيرة الأجل أعلى من العوائد على السندات طويلة الأجل.

وتابع فارين: «مع وجود ترمب سيكون الاحتياطي الفيدرالي أقل عدوانية، وهذا ما تجلى بوضوح في الفترة الأخيرة، لذلك لا أفاجأ بتسطح منحنى العوائد خلال الأسابيع الماضية».

وكانت عقود الفائدة المستقبلية، الاثنين، تشير إلى احتمال بنسبة 52.5 في المائة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قبل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول)، مقارنة باحتمال 59 في المائة في الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات مجموعة «فيد ووتش».

وقال الاستراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس» في مذكرة إن منطق انتعاش السندات، الاثنين، كان «بسيطاً نسبياً»، حيث كان يعتمد على رؤية أن بيسنت سيسعى إلى «التحكم في العجز، واتخاذ نهج مدروس بشأن التعريفات الجمركية».

وقال بيسنت في مقابلة مع «وول ستريت جورنال» نُشرت يوم الأحد إنه سيعطي الأولوية لتحقيق وعود تخفيضات الضرائب التي قدمها ترمب أثناء الانتخابات، بينما سيركز أيضاً على تقليص الإنفاق والحفاظ على مكانة الدولار بوصفه عملة احتياطية عالمية.

وأضاف استراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس»: «بيسنت لن يمنع استخدام التعريفات أو زيادة احتياجات الاقتراض، لكنه ببساطة سيتعامل معهما بطريقة أكثر منهجية مع الالتزام بالسياسة الاقتصادية التقليدية».

أما في الأسواق العالمية، فقد ارتفعت المؤشرات الأوروبية بشكل طفيف بعد أن أنهت الأسواق الآسيوية تداولاتها بشكل مختلط.

وفي سوق العملات المشفرة، تم تداول البتكوين حول 97,000 دولار بعد أن اقتربت من 100,000 دولار في أواخر الأسبوع الماضي لأول مرة.