تيم سبارف: تأهل منتخب فنلندا لأول بطولة كبرى حلم تحقق بعد صبر ومعاناة

قائد الفريق يصف مشاعره بعد بلوغ نهائيات كأس أوروبا وقبل فوات أوان مشاركته

تيم سبارف يتحكم في الكرة في افتتاح مباراة فنلندا أمام الدنمارك (أ.ب)
تيم سبارف يتحكم في الكرة في افتتاح مباراة فنلندا أمام الدنمارك (أ.ب)
TT

تيم سبارف: تأهل منتخب فنلندا لأول بطولة كبرى حلم تحقق بعد صبر ومعاناة

تيم سبارف يتحكم في الكرة في افتتاح مباراة فنلندا أمام الدنمارك (أ.ب)
تيم سبارف يتحكم في الكرة في افتتاح مباراة فنلندا أمام الدنمارك (أ.ب)

نادراً ما كان تشجيع المنتخب الفنلندي هواية مريحة وممتعة، فتارة كان لاعبو هذا المنتخب يسجلون أهدافاً في مرماهم من نيران صديقة في الدقائق الأخيرة من عمر المباريات، وتارة أخرى كانوا يعجزون عن تحقيق أي فوز على مدار عام كامل، وهو الأمر الذي كان يصيب الجمهور بالإحباط ويعزز صورة هذا المنتخب كفريق سيئ الحظ وغير ناجح على الإطلاق. لقد كان لدينا بالتأكيد بعض اللاعبين اللامعين والمتميزين على المتسوى الفردي في بعض الأحيان، لكن غالباً ما كان يطغى عليهم فشل الفريق في التأهل لبطولة كبرى. وفي كل صيف كنا نشاهد بإحباط شديد نظراءنا في بلدان الشمال الأوروبي وهم يقضون أوقاتاً ممتعة في نهائيات كأس العالم أو كأس الأمم الأوروبية، بينما نضطر نحن لمشاهدة كل شيء على شاشة التلفزيون! وفي كل صيف كنا نسأل أنفسنا بمرارة: «متى يأتي دورنا؟»، وبعد أن تحقق حلم المشاركة في نهائيات كأس أوروبا، فإننا سنسعى إلى تخطي دور المجموعات والتأهل إلى المرحلة التالية.
لقد كنت في الثالثة عشرة من عمري عندما شاهدت أول مباراة لمنتخب فنلندا من الملعب. كنت قد حصلت على إذن للرحيل مبكراً من المدرسة للسفر إلى هلسنكي مع والدي وأصدقائه لمشاهدة مباراة منتخب فنلندا في تصفيات كأس العالم ضد إنجلترا في عام 2000. ولم أكن أصدق نفسي وأنا أشاهد كل اللاعبين الذين أحبهم منذ وقت طويل، مثل ياري ليتمانن، وسامي هيبيا، وبول سكولز، وتيدي شيرينغهام. وكنت مفتوناً للغاية بالاستاد الأولمبي بأضوائه الكاشفة وحضور 35 ألف متفرج من عشاق كرة القدم.
وانتهت تلك المباراة بالتعادل السلبي، لكن أهم شيء في ذلك اليوم هو أن ما رأيته كان مصدر إلهام لي وأنا في الثالثة عشرة من عمري، حيث قلت لنفسي إنني سأكون هناك يوماً ما لكي ألعب باسم منتخب بلادي. كنت طفلاً طويل القامة ونحيفاً أعاني من مشاكل في النمو، وبالتالي عدم تناسق في الجسد. وعلى الرغم من المشاكل الجسدية والبدنية التي كنت أعاني منها، كان الآخرون يرون أنني صبي يعرف قدراته جيداً ولديه رغبة هائلة في التطور والتحسن. ووراء ذلك المظهر الخارجي الهش، رأوا إمكاناتي الكبيرة، رغم أنني أنا نفسي ربما لم أكن أدرك ذلك في تلك الفترة.
وتحقق حلمي في أن أصبح لاعباً محترفاً وأن أمثل بلدي، حيث لعبت مع جميع الفئات العمرية لمنتخب فنلندا وكنت قائد منتخب فنلندا تحت 21 عاماً في بطولة كأس الأمم الأوروبية في السويد عام 2009. وشاركت لأول مرة مع المنتخب الأول في العام نفسه وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من منتخب فنلندا على مدار السنوات العشر التالية. كان ينبغي أن أكون سعيداً وراضياً عما حققته، لكنني لم أكن كذلك. كنت قد وصلت إلى الثانية والثلاثين من عمري في ربيع عام 2019 وكانت فنلندا الحبيبة واحدة من الدول القليلة التي لم تتأهل لأي بطولة كبرى. وكانت الدول الأخرى التي تشاركنا هذا الإحباط هي دول مثل لوكسمبورغ وجزيرة فارو وسان مارينو! وكان الوقت يمر سريعاً بالنسبة لي ولزملائي المتقدمين في السن. وكنا ندرك جيداً أنه إذا كنا نريد القيام بشيء غير عادي، وإذا كنا نريد كتابة أسمائنا في كتب التاريخ، فيتعين علينا أن نفعل ذلك الآن.
وكانت مجموعتنا المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأوروبية 2020 تضم كلاً من إيطاليا والبوسنة والهرسك واليونان وأرمينيا وليختنشتاين، على أن يتأهل أفضل فريقين مباشرة للبطولة. ونظراً لأن المنتخب الإيطالي من المنتخبات القوية للغاية، فقد كان يضمن تأهله، في حين كان يتعين على باقي المنتخبات أن تقاتل من أجل الفوز بالمقعد الثاني. لعبنا بشكل جيد خلال التصفيات، وكنا نمتلك خط دفاع صلباً وقوياً للغاية، وكنا نشن هجمات مرتدة قاتلة على الفرق المنافسة ونتحول بشكل رائع من الشكل الدفاعي للهجومي. وكنا نشعر بثقة وهدوء لوجود لوكاس هراديكي في المرمى، والنجم المتحرك غلين كامارا في خط الوسط، بالإضافة إلى قدرة روبن لود على خلق الفرص للمهاجم المتألق تيمو بوكي، الذي كان في حالة تهديفية رائعة. كنا نلعب بشكل قوي وشرس ومنظم، كما تلعب الفرق الفنلندية عادة، لكننا أضفنا إلى ذلك اللمسة الدولية، وكان من الواضح للجميع أنه يتم بناء فريق قوي يلعب كرة قدم حديثة.
وفي 15 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، كنا نلعب أمام ليختنشتاين على ملعبنا في مباراة أصبحت تمثل أحد أكثر الأيام التي لا تُنسى في تاريخ كرة القدم الفنلندية، حيث حققنا الفوز بثلاثية نظيفة وتأهلنا لنهائيات أول بطولة كبرى للرجال لأول مرة في تاريخنا. ما زلت أتذكر كيف اقتحمت الجماهير السعيدة ملعب المباراة فور إطلاق صافرة النهاية، وكيف قام الجمهور المتحمس برفعي أنا وزملائي في الهواء. وما زلت أتذكر كيف كنا نغني أغاني البوب الفنلندية في غرفة الملابس وكيف كنا نسكب الشمبانيا. وما زلت أتذكر عندما جلس اللاعبون في الساونا وكانوا يضحكون ويمزحون، عندما قال أحدهم فجأة: «أيها الأولاد، ما الذي فعلناه للتو؟».
قد لا يكون تاريخ كرة القدم الفنلندية كبيراً، لكن هذا الأمر قد ينطبق على تاريخ البلاد ككل، فقد اعتاد هذا الشعب على التحديات والصعوبات. وعلى الرغم من الحروب والركود المالي والمجاعات، ما زلنا نقف شامخين. وعلى الرغم من الهزائم في اللحظات الأخيرة وعلى الرغم من السنوات الطويلة من الفشل في تحقيق نتائج جيدة، فإن اللاعبين والمشجعين على حد سواء لم يستسلموا، وهو ما يثبت أننا نتحلى بالقوة والشراسة داخل وخارج الملعب. وقد أدى تفشي فيروس كورونا إلى تأجيل إقامة كأس الأمم الأوروبية، وبالتالي تأجيل فرحتنا بالمشاركة في هذا الحدث الكروي الكبير.
ويمكن للفنلنديين الذين نفد صبرهم أن يقولوا الآن «لقد جاء دورنا»، بعدما انتهى هذا الانتظار. إنني فخور للغاية بمشاركة فنلندا في يورو 2020. أنا سعيد بزملائي في الفريق وبكل العاملين في المنتخب الفنلندي، لكنني أكثر سعادة لمشجعينا الذين انتظروا طويلاً حتى يأتي هذا اليوم.
إنهم يستحقون أن يشعروا بالسعادة بعد عقود من دعم فريق بدا أنه سيئ الحظ. دعونا نأمل أن تكون هذه بداية لمستقبل أكثر إشراقاً للمنتخب الوطني الفنلندي، خصوصاً أن جميع اللاعبين مصممون على عمل شيء جيد، وليس المشاركة في النهائيات فقط.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.