مصير عبور المساعدات الإنسانية إلى سوريا في لقاء بايدن وبوتين

يتطلع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى درء موجة أخرى من معاناة المدنيين في الحرب الطاحنة في سوريا، عندما يلتقي بالرئيس فلاديمير بوتين الأسبوع الجاري، ويناشده التراجع عن تهديده بإغلاق آخر معبر للمساعدات في ذلك البلد المدمر، بحسب تقرير لوكالة «أسوشيتد برس».
ساعدت القوات الروسية نظام الرئيس بشار الأسد، على النجاة من براثن صراع دام أكثر من 10 سنوات، ويأمل بوتين أن يكون وسيطاً للأسد في أي جهود دولية لإعادة الإعمار لهذا البلد. فروسيا تمتلك حق النقض الرئيسي في 10 يوليو (تموز) ، عندما يقرر مجلس الأمن الدولي ما إذا كان سيمدد الإذن للسماح بعبور المساعدات من خلال تركيا.
ويلتقي بوتين بالرئيس الأميركي في جنيف، الأربعاء، في أول لقاء وجهاً لوجه بينهما منذ تولي بايدن منصبه، وقد ضغط الزعيم الروسي بالفعل بنجاح لإغلاق جميع المعابر الإنسانية الدولية الأخرى إلى سوريا، ويجادل بأن الأسد يجب أن يتولى توزيع أي مساعدات.
تخدم المساعدات التي تعبر من تركيا إلى شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة، ما يصل إلى أربعة ملايين شخص في آخر معقل للمعارضة في سوريا. فقد أسفر عقد من الحرب الأهلية، عن مقتل نصف مليون شخص وتشريد نصف السكان، واحتشاد جيوش أجنبية وجماعات متطرفة، واقتصاد مدمر وسط حالة خراب كامل.
إن إغلاق ممر المساعدات الدولية وتكليف حكومة الأسد بتولي مهام التوزيع الإنساني، من شأنهما أن يساعدا في تصوير الأسد باعتباره المنتصر في الحرب والحاكم الشرعي لسوريا بعد كل ما جرى، ومن ثم تعميق النفوذ الإقليمي لروسيا حليفة الأسد، في أي محاولة لإعادة إعمار سوريا. وفي تصريح لشبكة «إن بي سي نيوز» قبيل اجتماعه مع بايدن، قال بوتين: «يجب تقديم المساعدة من خلال الحكومة المركزية»، مضيفاً أنه إذا كانت هناك مخاوف من سرقة المساعدات، فيمكن لمنظمات الإغاثة نشر مراقبين.
وبحسب المعارضين، فإن نظام الأسد لم يتردد في استخدام سلاح تجويع المدنيين والحصار أداة في الحرب، ويخشى المعارضون من تدفق اللاجئين إلى تركيا المجاورة لزعزعة الاستقرار حال تم إغلاق المعبر. وقد زارت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، معبر باب الهوى الحدودي المهدد، بين تركيا وشمال غربي سوريا، الذي سيطر عليه المتمردون في وقت سابق من الشهر الجاري، للتحذير من أن إغلاقه سيؤدي إلى «قسوة لا مبرر لها».
وتنضم تركيا التي تستقبل بالفعل ما يقرب من أربعة ملايين لاجئ سوري، إلى الولايات المتحدة، في معارضة إغلاق المعبر. في هذا السياق، قالت منى يعقوبيان، كبيرة مستشاري المعهد الأميركي للسلام، إن إغلاق معبر باب الهوى للمساعدات، يمكن أن «يعجل بهذه الكارثة الإنسانية» ويزعزع استقرار اللاجئين، مضيفة، أن نقاط النفوذ المحتملة لبايدن مع بوتين، يمكن أن تشمل التأكيد على الضرر الذي يمكن أن تلحقه جولة جديدة من معاناة المدنيين في سوريا بصورة روسيا، لأنها تتخذ موقفاً للإشراف على المساعدات العربية والدولية المأمولة لإعادة بناء سوريا. وقالت يعقوبيان، إنه يمكن أيضاً النظر في منح إعفاءات إنسانية من العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وغيرها على نظام الأسد.
غير أن روسيا تجادل، بأن دعم الولايات المتحدة لما بدأ على شكل انتفاضة سلمية في سوريا، وإدانة الأسد والحكومات القمعية الأخرى خلال الربيع العربي، قد عزز من حالة عدم الاستقرار والعنف وعزز من وضع الجماعات الإسلامية المتطرفة. وكان الكثيرون في إدارة بايدن وأيضاً إدارة أوباما، مع التدخل العسكري لوقف هجمات الأسد الكيماوية على المدنيين، لكن الإدارتين امتنعتا عن ذلك، وقد أعربوا منذ ذلك الحين، عن أسفهم، لأن تعامل الولايات المتحدة الشامل مع الصراع، فشل في وقف إراقة الدماء.