سكان العراق 40 مليوناً... ثلثاهم تحت الثلاثين

عراقيون في مهرجان للطائرات الورقية في بغداد (إ.ب.أ)
عراقيون في مهرجان للطائرات الورقية في بغداد (إ.ب.أ)
TT

سكان العراق 40 مليوناً... ثلثاهم تحت الثلاثين

عراقيون في مهرجان للطائرات الورقية في بغداد (إ.ب.أ)
عراقيون في مهرجان للطائرات الورقية في بغداد (إ.ب.أ)

أصدرت وزارة التخطيط العراقية خلال ورشة العمل التي أقامتها بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة، أمس، تقريرها الخاص حول وضع السكان في العراق الذي يشهد توسعاً سكانياً كبيراً في السنوات الأخيرة، وبمعدل زيادة 850 ألف شخص كل عام نتيجة معدلات الخصوبة المرتفعة ليصل إجمالي السكان، بحسب الوزارة، إلى أكثر من 40 مليون نسمة عام 2020.
ولا تتبنى البلاد سياسات خاصة لتحديد النسل أو تحث مواطنيها على التقليل عن نسب الإنجاب، رغم أن الزيادات الكبيرة في عدد السكان يضع الدولة ومؤسساتها التي تعاني من الفساد وسوء الإدارة وضعف الاقتصاد في مواجهة تحديات اقتصادية واجتماعية جدية، وضمنها تحدي توفير فرص العمل والسكن والتعليم. وتعاني البلاد منذ سنوات من نسب فقر وبطالة مرتفعة تتجاوز حدود الـ20 من مجموع السكان، طبقاً لإحصاءات رسمية.
وبحسب التقرير الذي أطلقته «التخطيط»، أمس، فإن «أكثر من 68 في المائة من سكان العراق هم دون سن الثلاثين، ووصلت نسبة السكان من الأطفال دون سن الخامسة عشرة إلى نحو 40 في المائة، في حين بلغت نسبة السكان في سن العمل (15 - 64 سنة) أكثر من 57 في المائة، وانخفضت نسبة كبار السن (65 سنة فما فوق) إلى 3 في المائة».
ونقل التقرير عن وزير التخطيط، خالد بتال النجم، قوله في ورشة العمل «لدينا ارتفاع في معدلات الأعمار لدى السكان؛ إذ وصل متوسط أعمار النساء إلى 76 سنة وعند الرجال 72 سنة، وذلك يدفعنا إلى العمل على إعادة النظر في بعض الأولويات والخطط والاستراتيجيات التنموية بنحو عام، والسياسات السكانية بوجه خاص وبما يتناسب مع حالة السكان وما يفرضه الواقع الجديد من تداعيات». وأضاف الوزير النجم، أن «المؤشرات الديموغرافية في العراق أظهرت تسارعاً كبيراً للنمو السكاني نتيجة استمرار ارتفاع معدلات الخصوبة والذي ينعكس على نسبة السكان الشباب وعلى تسارع نمو القوى العاملة مما يولد عجزاً عن تلبية احتياجات السكان، وتحديداً الشباب من حيث فرص العمل وتحسين جودة نوعية الحياة واستداماتها لتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة الشاملة». وأوضح، أن «العراق يواجه العديد من التحديات الديموغرافية، من أهمها التوزيع السكاني غير المتوازن جغرافياً بين المناطق الحضرية والريفية والهجرة المستمرة من الريف إلى المدينة بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك النزوح الداخلي نتيجة احتلال تنظيم (داعش) الإرهابي وما أعقبه من عمليات التحرير في محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار».
ولم يشهد العراق منذ عام 1997، تعداداً سكانياً، إلا أن تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء تشير إلى تجاوز عدد السكان إلى 40 مليون نسمة بنهاية العام الماضي، وتحُول الخلافات السياسية والمشاكل الفنية دون إنجاز مشروع التعداد السكاني منذ أكثر من 10 سنوات. لكن وزارة التخطيط تقول، إنها تعتمد على «التوجه» نحو تطبيق آليات تقوم على الرصد المتواصل للواقع التنموي عموماً والواقع الاجتماعي والسكاني تحديداً.
بدورها، قالت الممثلة المقيمة لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الدكتورة ريتا كولومبيا، في كلمة لها خلال ورشة العمل، إن «تقرير حالة السكان في العراق يعد الخطوة الأولى نحو ادماج السياسات التنموية العراقية». وذكرت أن «60 في المائة من السكان في العراق هم من فئة الشباب، وهذه النسبة توضح أن 57 في المائة من السكان قادرون على المساهمة الفاعلة في التنمية الاقتصادية للبلد، وبالإمكان تحقيق تنمية مستدامة فعالة للدولة من خلال سياسات سكانية قائمة على الحقوق ومراعية لمنظور النوع الاجتماعي». وتابعت كولومبيا، أن «الهدف الرئيسي من هذا التقرير تقييم الثغرات الديموغرافية التي حدثت منذ تبني السياسة السكانية في عام 2014، ووجوب مراعاة الوضع الديموغراقي والتوقعات السكانية في السياسات التنموية الوطنية والقطاعية». وشارك في أعمال الورشة وزير الشباب والرياضة عدنان درجال، إلى جانب عدد من ممثلي المنظمات الدولية العاملة في العراق ومنظمات المجتمع المدني.



​الحوثيون يرفضون إطلاق قيادات من «المؤتمر الشعبي»

الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)
الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)
TT

​الحوثيون يرفضون إطلاق قيادات من «المؤتمر الشعبي»

الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)
الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)

بالتزامن مع الكشف عن وسائل تعذيب موحشة يتعرض لها المعتقلون في سجون مخابرات الجماعة الحوثية، أكدت مصادر حقوقية استمرار الجماعة في رفض إطلاق سراح مجموعة كبيرة من المعتقلين، في طليعتهم قيادات في حزب «المؤتمر الشعبي»، رغم انقضاء شهرين على إيداعهم السجن بتهمة التحضير للاحتفال بذكرى الثورة التي أطاحت أسلاف الجماعة.

وذكرت مصادر حقوقية يمنية لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أفرجوا أخيراً عن خمسة فقط من المعتقلين في مدينة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، لكنها مستمرة في رفض إطلاق سراح وكيل وزارة الشباب والرياضة والقيادي في حزب «المؤتمر الشعبي» أحمد العشاري وزميليه في الحزب أمين راجح وسعد الغليسي.

الحوثيون يرون قادة جناح «المؤتمر الشعبي» بصنعاء خصوماً لهم (إعلام محلي)

وقالت المصادر إن الجماعة تتهم المعتقلين بالتآمر مع الحكومة الشرعية لقيادة انتفاضة شعبية في مناطق سيطرتها تحت شعار الاحتفال بالذكرى السنوية لقيام «ثورة 26 سبتمبر» التي أطاحت نظام حكم الإمامة في شمال اليمن عام 1962.

ووفق هذه المصادر، فإن الاتصالات التي أجراها جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرة الحوثيين للمطالبة بالإفراج عن قياداته قوبلت بتعنت وتسويف.

وأشارت المصادر إلى أن مجموعة كبيرة من المعتقلين لا يُعرف مصيرهم، وأن كلّاً من فهد أحمد عيسى، وعمر أحمد منة، وأحمد البياض، وعبد الخالق المنجد، وحسين الخلقي لا يزالون رهن الاعتقال، إلى جانب الناشطة سحر الخولاني، والكاتبين سعد الحيمي، ومحمد دبوان المياحي، والناشط عبد الرحمن البيضاني، ورداد الحذيفي، وعبد الإله الياجوري، وغالب شيزر، وعبد الملك الثعيلي، ويوسف سند، وعبده الدويري، وغازي الروحاني.

شروط الإفراج

تقول مصادر سياسية في صنعاء إن «التحالف الشكلي» الذي كان قائماً بين جناح «المؤتمر الشعبي» والحوثيين قد انتهى فعلياً مع تشكيل حكومة الانقلاب الأخيرة، حيث تم استبعاد كل المحسوبين على هذا الجناح، وسيطرة الحوثيين على كل المناصب.

وبالتالي، فإن الحزب لا يعول على ذلك في تأمين إطلاق سراح المعتقلين، والذين لا يُعرف حتى الآن ما نيات الحوثيين تجاههم، هل سيتم الاحتفاظ بهم لفترة إضافية في السجون أم محاكمتهم؟

أكدت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية استخدام الحوثيين التعذيب لانتزاع الاعترافات (إعلام حوثي)

ووفق إفادة بعض المعتقلين الذين أفرج الحوثيون عنهم، فقد تم استجوابهم بتهمة الانخراط في مخطط تآمري للإطاحة بحكم الجماعة في صنعاء بدعم وتمويل من الحكومة الشرعية.

وبعد جلسات من التحقيق والاستجواب وتفتيش الجوالات، ومراجعة منشورات المعتقلين في مواقع التواصل الاجتماعي، أفاد المعتقلون المفرج عنهم بأنه يتم الموافقة على إطلاق سراحهم، ولكن بعد التوقيع على تعهد بعدم العودة للاحتفال بذكرى «ثورة 26 سبتمبر» أو أي فعالية وطنية أخرى، وأن يظلوا رهن الاستعداد للحضور متى ما طُلب منهم ذلك إلى جهاز المخابرات الحوثي.

ولا تقتصر شروط الإفراج على ذلك، بل يُلزم المعتقلون بإحضار ضامن من الشخصيات الاجتماعية، ويكون ملزماً بإحضارهم متى طُلب منهم ذلك، ومنعهم من مغادرة منطقة سكنهم إلا بإذن مسبق، وعدم تغيير رقم جوالاتهم أو إغلاقها، وأن يظل تطبيق «الواتساب» يعمل كما كان عليه قبل اعتقالهم. كما يلحق بذلك تهديدات شفهية بإيذاء أطفالهم أو أقاربهم إذا غادروا إلى مناطق سيطرة الحكومة، أو عادوا للنشر ضد الجماعة.

تعذيب مروع

بالتزامن مع استمرار الحوثيين في اعتقال المئات من الناشطين، كشف النائب اليمني المعارض أحمد سيف حاشد، عما سماها «غرف التعذيب» في سجون مخابرات الجماعة.

وقال حاشد إن هناك مسلخاً للتعذيب اسمه «الورشة» في صنعاء، وتحديداً في مقر سجن «الأمن والمخابرات» (الأمن السياسي سابقاً)، وإن هذا المسلخ يقع في الدور الثالث، وموزع إلى عدة غرف، وكل غرفة تحتوي على وسائل تعذيب تصنع في نفوس الضحايا الخوف المريع والبشاعة التي لا تُنسى.

الناشطة اليمنية سحر الخولاني انتقدت فساد الحوثيين وطالبت بصرف رواتب الموظفين فتم اعتقالها (إعلام محلي)

ووفق ما أورده حاشد، الذي غادر مؤخراً مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، توجد في هذا المكان سلاسل ترفع الشخص إلى الأعلى وتعيده إلى الأسفل بواسطة زر تحكم، حيث يُعلَّق الضحية ويُثبَّت بالطريقة التي يريد المحققون رؤيته عليها.

وذكر أن البعض من الضحايا يُعلق من يديه لساعات طويلة، وبعضهم يُعلق من رجليه، وبعد ذلك يتم إنزاله وقد صار عاجزاً أو محمولاً في بطانية.

ووفق هذه الرواية، فإن هذا القسم يشمل وسائل تعذيب متنوعة تشمل الكراسي الكهربائية، والكماشات لنزع الأظافر، والكابلات، والسياط، والأسياخ الحديدية، والكلاب البوليسية، وكل ما لا يخطر على البال من وسائل صناعة الرعب والخوف والألم.