إدانات أممية وغربية للهجوم على مستشفى عفرين شمال سوريا

إردوغان هدد بـ«محاسبة» مقاتلين أكراد... وواشنطن تدعو لوقف نار شامل

مظاهرة في عفرين للتنديد بالهجوم على مستشفى الشفاء أول من أمس (إ.ب.أ)
مظاهرة في عفرين للتنديد بالهجوم على مستشفى الشفاء أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

إدانات أممية وغربية للهجوم على مستشفى عفرين شمال سوريا

مظاهرة في عفرين للتنديد بالهجوم على مستشفى الشفاء أول من أمس (إ.ب.أ)
مظاهرة في عفرين للتنديد بالهجوم على مستشفى الشفاء أول من أمس (إ.ب.أ)

اتسعت دائرة الإدانات الغربية للهجوم على مستشفى الشفاء في مدينة عفرين في ريف حلب شمال سوريا، الذي أسفرت عن مقتل 18 شخصاً.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قبل لقائه نظيره التركي رجب طيب إردوغان أمس، أن «الهجوم الإرهابي على مستشفى الشفاء في مدينة عفرين السورية أظهر مجدداً وحشية وغدر تنظيم وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني».
وكان قائد «قوات سوريا الديمقراطية» التي تضم «الوحدات» مظلوم عبدي نفى أي علاقة بالتفجير.
وقال إردوغان في مؤتمر صحافي عقد في مطار أتاتورك بمدينة إسطنبول، قبيل توجهه إلى بروكسل للمشاركة في قمة زعماء حلف شمال الأطلسي (الناتو) الاثنين المقبل: «سنحاسب هؤلاء الأوغاد على كل قطرة دم أراقوها، فهم قتلوا الأبرياء في بلدنا والمدنيين في سوريا وأشقاءنا الأكراد في العراق».
وأفادت وزارة الدفاع التركية أمس، بتعرض مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة تركيا، السبت، لهجوم صاروخي على يد قوات كردية، طال مستشفى، وأسفر عن مقتل 13 شخصاً على الأقل.
وذكرت وزارة الدفاع التركية، في بيان أمس، أن «إرهابيين» في تنظيم «وحدات حماية الشعب» الكردية بمنطقة تل رفعت شنوا «هجوماً دنيئاً» على مدينة عفرين التابعة لمحافظة حلب بشمال سوريا، حيث قصفوا برشقات مدفعية وصاروخية مستشفى «الشفاء».
وذكرت وكالة الأناضول الحكومية للأنباء الأحد أن الجيش التركي قصف أهدافاً في بلدة تل رفعت بشمال سوريا رداً على هجمات بالمدفعية أسفرت عن مقتل 14 وإصابة آخرين في بلدة عفرين. وقالت وكالة الأناضول إن القوات المسلحة التركية، التي لها وجود كبير في شمال سوريا، قصفت «أهدافاً إرهابية» في البلدة.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية جماعة إرهابية ذات صلة بحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، ونفذت عمليات توغل في سوريا لدعم المعارضة السورية المسلحة لإبعادها عن الحدود التركية.
من جهتها، أدانت منظمة الصحة العالمية الأحد بشدة الهجوم على مستشفى في عفرين. وقالت البيان: «تحث منظمة الصحة العالمية جميع أطراف النزاع في شمال غربي سوريا على احترام سلامة وحيادية العاملين الصحيين والمرافق الصحية».
وأضافت: «مآسٍ من هذا القبيل يمكن وينبغي أن تتجنبها الأطراف المتحاربة، حيث إنها ملزمة بذلك بموجب القانون الإنساني الدولي».
وتابع البيان: «تعد حماية صحة ورفاهية وحياة العاملين في مجال الرعاية الصحية والموارد أمراً بالغ الأهمية لتمكين استجابة أفضل للاحتياجات الصحية».
كان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أعلن عن مقتل 18 شخصاً، من بينهم طبيب و3 موظفين، وإصابة 23 آخرين في هجمات صاروخية استهدفت مناطق سكنية ومستشفى في منطقة عفرين. وبحسب المرصد فإن الصواريخ أطلقت من مناطق توجد فيها قوات النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد.
وأعلن الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأميركا إدانة الهجوم. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس الأحد أن «الهجوم البربري أودى بحياة أطفال وعاملين بالمجال الطبي وعمال طوارئ». وقال إن «هذا الهجوم هو جزء من تصعيد للعنف في الآونة الأخيرة في شمال غربي سوريا ويجب أن ينتهي». وقال: «ندين بشديد العبارة الهجمات التي استهدفت مستشفى الشفاء في عفرين. لقد حصد هذا الهجوم الوحشي أرواح أطفال وأفراد من الطاقم الطبي والمغيثين. لا ينبغي أن تستهدف الأعمال العسكرية يوماً المدنيين أو البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات».
وأشار إلى أنه «سبق لآلية الأمم المتحدة لتفادي التضارب في سوريا أن شاركت إحداثيات هذا المستشفى. ويمثل هذا الهجوم جزءاً من تصعيد لأعمال العنف في شمال غربي سوريا مؤخراً، وينبغي أن يتوقف ذلك. وتدعو الولايات المتحدة إلى وقف إطلاق نار فوري في مختلف أنحاء سوريا وإلى تخفيف للتصعيد في البلاد».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.