مضخة لمكافحة أعراض مرض باركنسون في مراحله المتقدمة

مصاب بمرض باركنسون (أرشيفية - رويترز)
مصاب بمرض باركنسون (أرشيفية - رويترز)
TT

مضخة لمكافحة أعراض مرض باركنسون في مراحله المتقدمة

مصاب بمرض باركنسون (أرشيفية - رويترز)
مصاب بمرض باركنسون (أرشيفية - رويترز)

تبيّن أن استخدام جهاز حقن مستمر لمكافحة أعراض مرض باركنسون مشابه لمضخات الأنسولين لمرضى السكر، يشكّل علاجاً كفيلاً بتحقيق نتائج مشجعة على المدى الطويل لدى بعض الذين بلغ مرضهم مراحل متقدمة، وفقاً لدراسة فرنسية.
وأوضح أحد معدّي الدراسة التي نشرت الجمعة في مجلة «إن بي جي باركينسونز ديزيز» طبيب الأعصاب إيمانويل فلامان روز أن «نوعية الحياة تستقر والتقلبات الحركية (أي تناوب التحسن وعودة الأعراض) تتحسن بعد عامين» لدى للمرضى المعنيين، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
لكنّه شرح أن هذا الأمر لا ينطبق على جميع مرضى باركنسون. وقال إن «حالتين تنجمان عن تطور المرض، في إحداهما لا تعود علاماته، كالرعشة والتيبس والبطء، تستجيب العلاجات» بأقراص قابلة للبلع.
أما في الحالة الأخرى، «فتبقى العلاجات فاعلة، ولكن مع وجود اختلافات كبيرة خلال اليوم: فعندما يأخذ الأشخاص أقراصهم يتحسنون، ثم بعد زوال مفعولها يتراجع وضعهم، وهكذا دواليك. وبالنسبة إلى هؤلاء المرضى، تشكّل العلاجات المستمرة خياراً جيداً»، على ما يشرح الاختصاصي.
ويُستخدم لهذا الغرض جهاز يسمى مضخة أبومورفين، يحمله المريض على مدار الساعة أو خلال النهار، ويمكن أن يضعه في جيبه أو يعلقه في حزامه أو حول رقبته أو سوى ذلك، يتولى حقنه بالعلاج تلقائياً.
وأشار البروفسور فلامان روز إلى أن هذا الجهاز «يشبه مضخة الأنسولين لمرض السكري». وشرح أن «السكّر يكون مرتفعاً جداً في مرض السكري فيتم خفضه، أما في مرض باركنسون فيكون الدوبامين (وهو جزيء موجود في المخ) منخفضاً جداً فيتم توفير الكمية اللازمة باستمرار».
وأضاف: «عندما يأخذ المريض قرصاً، يُؤدي إلى ارتفاع مفاجئ (للدوبامين) في الدماغ، ثم يتراجع، وهذا ما يتسبب بالتقلبات. أما مع العلاج المستمر، فيكون الأمر أقرب كثيراً إلى ما يحدث طبيعياً».
وأفاد طبيب الأعصاب الذي يعمل في مستشفى «بيتييه سالبتريير» الباريسي بأن «أهمية الدراسة تكمن في كونها تُظهِر أن عدداً معيناً من المرضى يمكنهم الاستفادة من هذا العلاج الذي لا يزال استخدامه محدوداً».
وقال إن واحداً فحسب يتبع هذا العلاج من كل مريضين يمكن أن تبرر حالتهما استخدامه (بعد عشر سنوات من تطور المرض). ويُعتبر باركنسون مرض تنكس عصبي، ومع تقدمه، يزداد خطر العجز عن الاتكال على النفس بسبب المضاعفات الحركية والمعرفية التي يمكن أن تؤدي إلى الخرف.
تقدر السلطات الصحية أن الأشخاص الذين سيعالَجون من مرض باركنسون في فرنسا سيبلغ 260 ألفاً سنة 2030 بعدما كان يبلغ 166 ألفاً عام 2015.
وتابع الباحثون ضمن هذه الدراسة تطور حالة 110 مرضى في مرحلة متقدمة على مدى عامين، عولجوا بمضخة أبومورفين. وخلصت الدراسة إلى أن العلاج مفيد خصوصاً للمرضى الذين كانوا يعانون أصلاً التقلبات الحركية قبل بدء العلاج.
ورأى البروفسور فلامان روز أنها «نتيجة رائعة لمرض تنكسي، إذ على مدى عامين في مرحلة متقدمة، نتوقع بالأحرى تفاقم الحالة».
إلا أنه حرص على أن يوضح توخياً للدقة أنه «ليس علاجاً يشفي العلامات التي لم تكن تُعالَج من قبل، بل يمكن أن يساهم في تجنّب التقلبات عندما يكون علاج آخر يحقق نتيجة». بالإضافة إلى ذلك، فإنه «لا يبطئ تطور المرض، إنما يعالج الأعراض فحسب».
وأخيراً، أوقف ثلث المرضى الذين شملتهم الدراسة العلاج، «إما لأن آثاراً جانبية ظهرت لديهم، أو لأنه لم يكن يحقق النتيجة المنشودة بالقدر الكافي، أو لمعرفة ما إذا كان يحسن نوم المرضى، والأخرى لمعرفة ما إذا كان ينبغي استخدامه من دون انتظار وصول المرض إلى مرحلة متقدمة».



ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
TT

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)

أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الضوضاء البشرية الناتجة عن حركة المرور يمكن أن تخفي التأثير الإيجابي لأصوات الطبيعة في تخفيف التوتر والقلق.

وأوضح الباحثون من جامعة غرب إنجلترا أن النتائج تؤكد أهمية أصوات الطبيعة، مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة الطبيعية، في تحسين الصحة النفسية؛ ما يوفر وسيلة فعّالة لتخفيف الضغط النفسي في البيئات الحضرية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «بلوس وان».

وتسهم أصوات الطبيعة في خفض ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب والتنفس، فضلاً عن تقليل التوتر والقلق الذي يتم الإبلاغ عنه ذاتياً، وفق نتائج أبحاث سابقة.

وعلى النقيض، تؤثر الأصوات البشرية، مثل ضوضاء المرور والطائرات، سلباً على الصحة النفسية والجسدية، حيث ترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق، وقد تؤدي إلى تراجع جودة النوم والشعور العام بالراحة.

وخلال الدراسة الجديدة، طلب الباحثون من 68 شخصاً الاستماع إلى مشاهد صوتية لمدة 3 دقائق لكل منها. تضمنت مشهداً طبيعياً مسجلاً عند شروق الشمس في منطقة ويست ساسكس بالمملكة المتحدة، احتوى على أصوات طبيعية تماماً مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة المحيطة، دون تدخل أي أصوات بشرية أو صناعية، فيما تضمن المشهد الآخر أصواتاً طبيعية مصحوبة بضوضاء مرور.

وتم تقييم الحالة المزاجية ومستويات التوتر والقلق لدى المشاركين قبل الاستماع وبعده باستخدام مقاييس ذاتية.

وأظهرت النتائج أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية فقط أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر والقلق، بالإضافة إلى تحسين المزاج.

بالمقابل، أدى إدخال ضوضاء المرور إلى تقليل الفوائد الإيجابية المرتبطة بالمشاهد الطبيعية، حيث ارتبط ذلك بارتفاع مستويات التوتر والقلق.

وبناءً على النتائج، أكد الباحثون أن تقليل حدود السرعة المرورية في المناطق الحضرية يمكن أن يعزز الصحة النفسية للإنسان من خلال تقليل الضوضاء؛ ما يسمح بتجربة أصوات الطبيعة بشكل أفضل.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية تصميم المدن بشكل يقلل من الضوضاء البشرية، ما يوفر للسكان فرصاً أكبر للتفاعل مع الطبيعة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تفتح المجال لإعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن بما يعزز التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على البيئة الطبيعية، لتحقيق فوائد صحية ونفسية ملموسة للسكان.