مصادر سلام لـ«الشرق الأوسط»: لن نسمح بأن يعطل وزير أو اثنان إنتاجية مجلس الوزراء

الحكومة اللبنانية تعاود عملها وفق آلية يحددها رئيسها

مصادر سلام لـ«الشرق الأوسط»: لن نسمح  بأن يعطل وزير أو اثنان إنتاجية مجلس الوزراء
TT

مصادر سلام لـ«الشرق الأوسط»: لن نسمح بأن يعطل وزير أو اثنان إنتاجية مجلس الوزراء

مصادر سلام لـ«الشرق الأوسط»: لن نسمح  بأن يعطل وزير أو اثنان إنتاجية مجلس الوزراء

من المرجح أن يدعو رئيس الحكومة اللبنانية، تمام سلام، خلال الساعات الـ48 المقبلة لجلسة لمجلس الوزراء، بعد أسبوعين على توقف عمل الحكومة لخلافات حول آلية عملها التي حدّت من إنتاجيتها. ويبدو أن اتفاقا سياسيا تبلور في الأيام الماضية يقضي بتسهيل عمل الحكومة من قبل القوى السياسية كافة شرط عدم إقرار آلية جديدة نزولا عند رغبة الفرقاء المسيحيين.
وقالت مصادر رئيس الحكومة لـ«الشرق الأوسط» إنه «من المتوقع أن يدعو سلام لجلسة لمجلس الوزراء خلال 24 أو 48 ساعة بعدما أدى موقفه الأخير غرضه»، بإشارة إلى عدم دعوة المجلس للانعقاد حتى حل الخلاف حول الآلية.
وأشارت المصادر إلى أن القوى السياسية اختبرت «فداحة» الشغور الحكومي، وبالتالي ستعمل على تسهيل مهمة سلام وفق الآلية المعتمدة حاليا. وأضافت: «القوى المسيحية أصرّت على رفض اعتماد مبدأ التصويت الذي ينص عليه الدستور بمسعى لعدم إعطاء انطباع بأن أمور البلاد تسير بشكل طبيعي في ظل شغور سدة الرئاسة».
وأوضحت المصادر أن رئيس الحكومة «سيسعى لتمرير كل القرارات بالتوافق، إلا أنه لن يسمح بأن يعطل وزير واحد أو اثنان إنتاجية الحكومة، وبالتالي سيدعو من لا يؤيد أي قرار لتسجيل اعتراضه في حال كانت الأكثرية المطلقة تؤيد القرار المتخذ». وأضافت: «لن نخضع بعد اليوم لوجوب قبول الوزراء الـ24 بكل القرارات وبفرض أحدهم الفيتو».
وكان مجلس الوزراء أجمع الصيف الماضي وبعد نقاشات ماراثونية لتحديد آلية عمله بعد تعذر انتخاب رئيس للجمهورية، على «إدارة الفراغ الرئاسي بالتوافق»، أي عدم اللجوء إلى التصويت لاتخاذ القرارات وتأجيل البحث بالملفات التي تعتبر خلافية.
وقد حدّدت المادة 65 من الدستور آلية عمل الحكومة التي تقول بالسعي لاعتماد مبدأ التوافق، ولكن إذا تعذر ذلك تعود للتصويت، ملتزمة موافقة ثلثي أعضائها حين يتعلق الأمر بمراسيم ذات أهمية، كالموازنة العامة للبلاد، الاتفاقات الدولية، إعلان الحرب والسلم، وغيرها، بينما تتخذ القرارات العادية بموافقة النصف زائد واحد من أعضاء المجلس.
ويبدو أن الرئيس سلام سيعتمد في الجلسات المقبلة على آلية متحركة لاتخاذ القرارات فيلجأ في القرارات العادية للآلية الدستورية وفي القرارات الاستراتيجية لمبدأ التوافق.
وبالتزامن مع عودة العجلة الحكومية للدوران، انعقدت، مساء يوم أمس، جلسة حوارية سابعة بين ممثلين عن «حزب الله» وتيار المستقبل تناولت ملفي الأزمة الرئاسية والأمن.
وأشار رئيس المجلس السياسي في «حزب الله»، إبراهيم أمين السيد، إلى أن «النقاط التي يتم التباحث فيها مع تيار المستقبل ليست بسيطة، بل مهمة جدا وصعبة جدا، وهذا يعني أننا لا نتوقع بسرعة أن نصل إلى نتيجة»، معتبرا أن «الأهم هو توافر الإرادة الجدية لدى الطرفين للتوصل إلى نتائج إيجابية وجدية، وهذا أمر طبيعي جدا، ونحن مرتاحون له». وأضاف السيد في تصريح له بعد لقائه ووفد من «حزب الله» مقر حزب الطاشناق: «في بعض الأمور هناك حوار قاس، لكنه جريء أيضا لأننا لا نريد أن نضحك على بعضنا. نعتقد أنّه يجب أن نقارب الملفات الكبرى والأساسية بهذا الحوار بمستوى عال من المسؤولية، وهذا يفرض الجرأة والجدية والوضوح والصراحة».
ولا يبدو أن قرار «حزب الله» والمستقبل الخوض بجدية بالملف الأمني، ينسحب على ملف رئاسة الجمهورية الذي يتم التباحث به بالعموميات، باعتبار أن الطرفين يعتبران أن الكرة لا تزال في الملعب المسيحي وبالتحديد بين يدي الزعيمين المسيحيين ميشال عون وسمير جعجع اللذين لم ينتهيا بعد من صوغ تفاهم يضع حدا للشغور الرئاسي المستمر منذ شهر مايو (أيار) الماضي.
وقد بحثت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، سيغريد كاغ، مع كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، والمسؤولين المصريين الكبار في القاهرة، الملف اللبناني. وأعلن بيان صادر عنها أن البحث تركز حول «الوضع في لبنان والتطورات في المنطقة بما في ذلك ضرورة تطبيق القرار 1701 بالكامل».
وشدّدت كاغ على «أهمية الاستقرار والأمن في لبنان وضرورة ترسيخ الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي فيه في ضوء الوضع المعقد والصعب جدا في المنطقة»، معتبرة أن «الاستقرار في لبنان يحتاج إلى حل للفراغ في رئاسة الجمهورية في أقرب وقت»، منبهة إلى أنه بعد 83 يوميا من الآن سيكون لبنان قد أمضى عاما كاملا في غياب رئيس للجمهورية.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.