«الداخلية» الليبية لتطويق اشتباكات الميليشيات في العجيلات

TT

«الداخلية» الليبية لتطويق اشتباكات الميليشيات في العجيلات

سعيا منها لوقف تصاعد الاشتباكات المسلحة بين الميليشيات في مدينتي الزاوية والعجيلات، غرب ليبيا، والتي خلفت سبعة قتلى خلال اليومين الماضيين على الأقل، اجتمع وكيل وزارة الداخلية لشؤون المديريات، العميد بشير الأمين، صباح أمس، بمديري أمن صرمان والعجيلات، وآمر قوة دعم مديريات الأمن بالمنطقة الغربية في ديوان الوزارة بطرابلس. وقالت الوزارة في بيانها أمس إنه تم استعراض الأوضاع الأمنية بالمنطقة الغربية عامة، ومدينة العجيلات بصفة خاصة، بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها المدينة، مشيرة إلى أنه تم التأكيد على ضرورة التنسيق بين جميع الأجهزة الأمنية الأخرى «من أجل حفظ الأمن بالمنطقة، وضبط الشارع العام، حفاظاً على أرواح المواطنين والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة».
وتحدثت منظمات حقوقية في ليبيا عن وقوع اشتباكات دامية خلال اليومين الماضيين بين المجموعات المسلحة. ووصف الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان بليبيا‏، الدكتور عبدالمنعم الزائدي، الانتهاكات بأنها «ترقى لجرائم حرب ارتكبتها الميليشيات بحق أهالي العجيلات»، لافتاً إلى أن هذه الاشتباكات استخدم فيها القصف العشوائي، «ونهب للممتلكات الخاصة في غياب تام لأجهزة الدولة الرسمية».
في شأن آخر، قال رئيس حكومة «الوحدة» الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، الذي شارك أمس في المؤتمر الاأول لاتحاد المصحات الليبي، إن بلاده في حاجة إلى تنظيم القطاع الخاص، ومراقبته بالشكل الذي يساعد في أداء مهامه بالشكل المطلوب، من أجل توفير خدمات بأعلى جودة لعموم المواطنين، مطالباً «بعدم الاكتفاء بالمدن الرئيسية، والوصول بخدمات القطاع الصحي الخاص إلى المناطق البعيدة والداخلية».
ودعا الدبيبة، وفقاً لمكتب الإعلام بالحكومة، إلى تطوير القطاع الصحي الخاص، والوصول به اإلى مستويات عالية من الجودة، «حتى يتمكن من توفير احتياجاتنا من الخدمات بشكل يغنينا عن إنفاق ملايين الدولارات على العلاج بالخارج».
وانتهى الدبيبة موجهاً حديثه لجميع الأجهزة المعنية بملف الصحة بأن «الاأهداف ليست صعبة المنال، لكنها تستلزم منكم العمل بجد واحترام المهنة، وعدم استغلال الأزمات، والتعامل بإنسانية مع كل الحالات المرضية، ووضع إنقاذ حياة المرضى كأولوية تسبق الربح المادي والاستثمار».
في غضون ذلك، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا، السفير ريتشارد نورلاند، أمس، إن موقف بلاده من التدخلات الخارجية في ليبيا «واضح ويتوافق مع الرغبة القوية لمعظم الليبيين على النحو المبين في اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بجنيف»، مشدداً على ضرورة «مغادرة جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب ليبيا».
وأضاف نورلاند، بحسب حواره لصحيفة الجمهورية المصرية، نشر أمس، أنه «لا ينبغي استخدام وجود القوات الأجنبية في ليبيا ذريعة لتأخير الانتخابات»، مضيفا أن الحكومة التي ستتشكل عقب الانتخابات في 24 ديسمبر المقبل، «ستكون ممكنة وذات السيادة».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.