مصر لتعزيز معايير السلامة على الطرق

عبر توسيع شبكة المواصلات وتنفيذ منظومة «النقل الذكي»

TT

مصر لتعزيز معايير السلامة على الطرق

بينما عدّها مراقبون محاولة لمواجهة الحوادث وتعزيز معايير السلامة على الطرق، تواصل الحكومة المصرية «توسيع شبكة الطرق من خلال مخطط يستهدف تحقيق أعلى درجات الأمان».
وقالت وزارة النقل المصرية إن «جميع الطرق التي تنفذها الحكومة تهدف إلى الوصول، ليس فقط إلى التجمعات العمرانية الجديدة، وإنما خلق تجمعات تنموية وزراعية وصناعية على جانبي هذه الطرق». مضيفة أن مصر «بدأت في تنفيذ منظومة النقل الذكي، والتي ستشمل في المرحلة الأولى 21 طريقاً».
ووفق وزير النقل المصري، كامل الوزير، أمس، فإن «مصر تنفذ خطة لزيادة جودة الطرق، ورفع كفاءة شبكة الطرق الحالية، بالتزامن مع تنفيذ المشروع القومي للطرق، حيث تم وضع خطة لتطوير شبكة الطرق القديمة، البالغة 23 ألف كيلو متر. كما تم البدء في تنفيذ خطة رفع كفاءة عدد من الطرق من بينها، طريق (بنها - المنصورة) بدلتا مصر، وطريق (الرياح التوفيقي)، و(الطريق الدائري) حول العاصمة القاهرة، وتوسعته ليصبح بسبع حارات، والطريق الدولي الساحلي».
وأوضح وزير النقل خلال مشاركته في فعاليات «المنتدى الأول لرؤساء هيئات ترويج الاستثمار الأفريقية» بمدينة بشرم الشيخ، أمس، أنه «يتم تنفيذ تطوير طريق الصعيد الصحراوي الغربي بطول 1155 كيلو مترا، ورفع كفاءة طريق (السويس - برنيس)، وامتداده حتى شلاتين ومنها إلى حلايب»، لافتاً إلى أن كل هذا التطوير «يجعل من اليسير الربط مع دول الجوار».
وتؤكد الحكومة المصرية أنها تعمل أيضاً على «استراتيجية واضحة وقابلة للتنفيذ لربط مصر بدول الجوار، عبر وسائل النقل المختلفة»، مبرزة أن الربط بين مصر ودول الجوار، وخصوصاً الأفريقية، عبر الطريق البري الذي يربط بين تسع دول، منها السودان وليبيا وغيرها، «يدعم الصناعة والعمالة المصرية، ويساهم في نقل البضائع لليبيا».
ووقعت حوادث سير عديدة في مصر على الطرق السريعة، قُتل بسببها 12 ألف شخص عام 2019، وفق الأرقام الرسمية.
كما أعلن وزير النقل المصري، أمس، أنه «تم إعداد خطة للانتهاء من 7000 كيلو متر طولي بنهاية العام المالي القادم، ليصبح لدينا 30 ألف كيلو متر طرق... وهذا كان من الأسباب التي جعلت مصر تتقدم في مجال جودة الطرق، وفقاً لمؤشر التنافسية الدولية، حيث قفزت مصر من المركز الـ118 إلى المركز الـ28».
وبحسب بيان لـ«النقل المصرية»، أمس، فقد أكد وزير النقل أن (هيئة مشروعات تخطيط النقل) «قامت بالانتهاء من عمل الدراسات الخاصة بمشروع (الربط السككي) مع السودان، وقريباً سيتم توقيع العقد مع إحدى الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال، حيث سيمر هذا الخط من أسوان (جنوب البلاد)، حتى وادي حلفا بالسودان»، مضيفاً أن «المسؤولين في السودان لديهم رغبة في مده إلى أبو حمد، ثم إلى الخرطوم».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.