وصف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون موسيقى البوب الكورية الجنوبية، المعروفة بالـ«كي - بوب»، بـ«السرطان الخبيث» الذي يفسد «ملابس، وتسريحات الشعر، وخطب، وسلوك» الشباب في بلاده. وحذرت وسائل إعلامه الحكومية من أنه إذا تركت دون رادع، فسوف تجعل هذه الموسيقى كوريا الشمالية «تنهار مثل جدار رطب»، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز».
بعد كسب المعجبين في جميع أنحاء العالم، دخلت ثقافة البوب الكورية الجنوبية الحدود النهائية: كوريا الشمالية، حيث دفع تأثيرها المتزايد زعيم الدولة الشمولية إلى إعلان حرب ثقافية جديدة لمواجهة انتشارها.
في الأشهر الأخيرة، لم يمر يوم تقريباً دون أن ينتقد كيم أو وسائل الإعلام الحكومية التأثيرات «المعادية للاشتراكية وغير الاشتراكية» المنتشرة في بلاده، وخاصة الأفلام ومقاطع الفيديو الموسيقية الكورية الجنوبية. كجزء من محاولة لإعادة السيطرة، أمر كيم حكومته بالقضاء على الغزو الثقافي.
ويأتي ذلك في وقت يتعثر فيه اقتصاد كوريا الشمالية وسط الخلافات الدبلوماسية مع الغرب، مما يجعل شباب البلاد أكثر تقبلاً للتأثير الخارجي وتحدي قبضة كيم القوية على المجتمع الكوري الشمالي.
وقال جونغ غوانج إيل، المنشق من الشمال الذي يدير شبكة لتهريب موسيقى البوب الجنوبي إلى كوريا الشمالية: «يعتقد الشباب الكوري الشمالي أنهم لا يدينون بشيء لكيم جونغ أون... يجب أن يعيد تأكيد سيطرته الآيديولوجية على الشباب إذا كان لا يريد أن يفقد الأساس لمستقبل حكم الأسرة الحاكمة».
وحكمت عائلة كيم كوريا الشمالية لثلاثة أجيال، وغالباً ما يكون ولاء جيل الألفية في البلاد على المحك. لقد عاش المواطنون خلال المجاعة في أواخر التسعينيات، عندما عجزت الحكومة عن توفير الحصص الغذائية مما تسبب في وفاة الملايين. نجت العائلات من خلال شراء الطعام من الأسواق غير الرسمية المكدسة بالسلع المهربة من الصين، بما في ذلك وسائل الترفيه المهربة من الجنوب.
ولطالما وصفت حكومة كوريا الشمالية جارتها الجنوبية بأنها قطعة من «الجحيم يعيش فيها المتسولون». من خلال الدراما الكورية، التي تم تهريبها لأول مرة على الأشرطة والأقراص المدمجة، تعلم الشباب الكوري الشمالي أنه بينما يكافحون للعثور على ما يكفي من الطعام أثناء المجاعة، كان الناس في الجنوب يتبعون نظاماً غذائياً لفقدان الوزن.
ويتم الآن تهريب الأعمال الترفيهية الكورية الجنوبية على أقراص من الصين، مما يسرق قلوب الشباب الكوري الشمالي. وأصبح وجودها مقلقاً للغاية لدرجة أن بيونغ يانغ سنت قانوناً جديداً في ديسمبر (كانون الأول) الماضي لمواجهتها. ينص القانون على قضاء خمس إلى 15 عاماً في معسكرات العمل للأشخاص الذين يشاهدون أو يمتلكون الترفيه الكوري الجنوبي.
وأولئك الذين يضعون المواد في أيدي الكوريين الشماليين يمكن أن يواجهوا عقوبات أشد، بما في ذلك عقوبة الإعدام. كما يحكم القانون الجديد أيضاً بالأشغال الشاقة لمدة تصل إلى عامين على من «يتحدثون أو يكتبون أو يغنون بأسلوب كوري جنوبي».
وتبع القانون شهور من الإملاءات الجديدة من كيم التي تحذر من التأثير الخارجي. في فبراير (شباط)، أمر جميع المقاطعات والمدن بالقضاء «بلا رحمة» على الميول الرأسمالية المتنامية.
وفي أبريل (نيسان) حذر من حدوث «تغيير خطير» في «الحالة الآيديولوجية والعقلية» للشباب الكوري الشمالي. وفي الشهر الماضي، حذرت صحيفة «رودونغ سينمون» الحكومية من أن كوريا الشمالية سوف «تنهار» إذا انتشرت مثل هذه التأثيرات بشكل أكبر.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتصدى فيها كوريا الشمالية لـ«غزو آيديولوجي وثقافي»، حيث إن جميع أجهزة الراديو والتلفزيون معدة مسبقاً لاستقبال البث الحكومي فقط. ومنعت الحكومة شعبها من استخدام الإنترنت العالمي، كما تقوم فرق الانضباط بدوريات في الشوارع، وتوقف الرجال ذوي الشعر الطويل والنساء الذين يرتدون التنانير التي تعتبر قصيرة للغاية أو السراويل التي تعتبر ضيقة للغاية.
وصفها بـ«السرطان الخبيث»...كيم جونغ أون يهاجم موسيقى البوب الكورية الجنوبية
وصفها بـ«السرطان الخبيث»...كيم جونغ أون يهاجم موسيقى البوب الكورية الجنوبية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة