المغرب: زعيم حزبي يعد بعدم رفع الضرائب إذا تولى الحكومة المقبلة

أخنوش عبر عن تفاؤله بتصدر «التجمع» انتخابات 8 سبتمبر

أخنوش خلال في تجمع حزبي في الدار البيضاء مساء أمس (الشرق الأوسط)
أخنوش خلال في تجمع حزبي في الدار البيضاء مساء أمس (الشرق الأوسط)
TT

المغرب: زعيم حزبي يعد بعدم رفع الضرائب إذا تولى الحكومة المقبلة

أخنوش خلال في تجمع حزبي في الدار البيضاء مساء أمس (الشرق الأوسط)
أخنوش خلال في تجمع حزبي في الدار البيضاء مساء أمس (الشرق الأوسط)

قال عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار (أغلبية حكومية)، مساء أمس في تجمع حزبي في الدار البيضاء (وسط المغرب)، إن مختلف الإجراءات الانتخابية التي أعلن عنها حزبه في الجولات، التي قام بها عبر التراب الوطني في سياق الإعداد للانتخابات المقررة في الثامن سبتمبر (أيلول) المقبل «لاقت تفاعلا كبيرا من طرف عدد من المواطنين».
وأشار أخنوش، وهو أيضا وزير الزراعة والصيد البحري والتنمية القروية، إلى أن ما يقدمه الحزب «يحمل في طياته التزامات بأرقام تهم مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية، لا سيما في ظل الأوضاع الراهنة التي تعرفها البلاد جراء تفشي فيروس كورونا».
ووعد أخنوش بأنه لن يرفع من الضرائب على الدخل، أو الضريبة على القيمة المضافة في حالة قيادته الحكومة المقبلة، مشيرا إلى أن الالتزامات التي قدمها الحزب تتوزع على 25 إجراء، تتطلب توفير معدل 55 مليار درهم (5.5 مليار دولار) في السنة، وهي «تكلفة إضافية من الممكن توفيرها»، من خلال «إعادة توجيه نفقات الدولة نحو هذه الأولويات»، والاستعانة بمداخيل المساهمات في صندوق الزكاة، والحفاظ على مساهمات في إطار التضامن الاجتماعي.
وبالموازاة مع ذلك، قال أخنوش مساء أمس، في برنامج «حديث مع الصحافة» في القناة التلفزيونية الثانية المغربية، إن حزبه يلاقي «تجاوبا» من طرف المواطنين، معبرا عن تفاؤله بتصدر الانتخابات المقبلة.
جاء ذلك في وقت أعلن فيه رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عن سلسلة من الإجراءات، التي وعد بتطبيقها في حالة تصدر حزبه للانتخابات المقبلة، من قبيل تخصيص منحة بقيمة ألف درهم شهريا (100 دولار) للأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 سنة، الذين لا يتوفرون على مورد للعيش، ورفع أجور المعلمين في الأقسام الابتدائية إلى 7500 درهم، (750 دولارا) شهريا، وتوفير مليون منصب شغل، والتنفيذ الجيد لبرنامج الحماية الاجتماعية، الذي سبق أن أعلن عنه العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وجاءت مداخلة أخنوش في الدار البيضاء خلال لقاء ختامي لسلسلة من الجولات في عدة مدن مغربية لتقديم «برنامج الأحرار» لمرحلة 2021 - 2026.
وبخصوص عدم تمكن الحكومة الحالية، التي يقودها حزب العدالة والتنمية (مرجعية إسلامية)، من تحقيق هذه الوعود، قال أخنوش إن الأسباب التي تقف وراء عدم تنفيذ مجموعة من الإجراءات، تتمثل في «كون الحزب هو عضو في الائتلاف الحكومي ولا يقوده»، لكنه بالمقابل حقق «حصيلة إيجابية وملموسة في القطاعات الإنتاجية التي دبرها». في إشارة إلى قطاعات المالية والفلاحة والتجارة والصناعة. كما أوضح أخنوش أنه يلتزم بتنزيل هذا البرنامج إن أعطت ثقة المواطنين لحزبه لتدبير الحكومة المقبلة.
وحول المشروع الملكي المتعلق بالحماية الاجتماعية، التي اعتبرها رئيس التجمع الوطني للأحرار بمثابة «ثورة اجتماعية»، أكد أخنوش أن الحزب يلتزم «بتنفيذ سليم لهذا الورش»، من خلال مواصلة تنزيل التغطية الصحية الإجبارية والإعانات العائلية. أما فيما يخص «مدخول الكرامة» لكبار السن، ومواكبة ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنحة الولادة، فقد أوضح أخنوش أنها إجراءات إضافية يقترحها حزبه ويلتزم بتطبيقها. معتبرا أن برنامج حزبه بمثابة «علامة مسجلة باسم الحزب»، وشدد على القول إن المواطن المغربي «يستحق خدمات صحية في المستوى، ودخلا وعملا قارا، وحماية اجتماعية، وتعليما يضمن تكافؤ فرص بين الجميع، ومعاملة جيدة في الإدارة وكل المرافق العمومية، لأن هذا المواطن يستحق الأفضل».
وكان حزب التجمع الوطني للأحرار قد افتتح الأسبوع الماضي بمدينة أكادير جولته الوطنية، التي شملت مدن مراكش وطنجة ووجدة، والتي تهدف إلى التعريف ببرنامجه الانتخابي.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.