«قطار الحرمين» يواجه مصاعب تحول دون تشغيله في الموعد المحدد

بينما جرى توجيه إنذار لمقاول المشروع

«قطار الحرمين» يواجه مصاعب تحول دون تشغيله في الموعد المحدد
TT

«قطار الحرمين» يواجه مصاعب تحول دون تشغيله في الموعد المحدد

«قطار الحرمين» يواجه مصاعب تحول دون تشغيله في الموعد المحدد

يواجه مشروع قطار الحرمين مشكلات في أعماله الإنشائية قد تمدد وقت تسليمه عن الموعد المحدد، ويعد هذا هو التأخير الثاني لموعد تسليم المشروع الأضخم في السعودية، حيث كان من المقرر تسليمه خلال العام الحالي، إلا أنه جرى تأجيله إلى العام المقبل.
وقال لـ«الشرق الأوسط» محمد أبو زيد، المتحدث الرسمي للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية «إن المشروع يواجه تأخيرا في جوانب عدة»، مرجعا ذلك إلى أسباب تتعلق بالمقاول المنفذ، مشيرا إلى أن المؤسسة تعمل مع وزارة النقل، وتتابع أعمال المشروع لتلافي التأخير وتقليص الآثار المترتبة عليه.
وكان المهندس عبد الله المقبل، وزير النقل السعودي، قد أكد على المقاول بسرعة تنفيذ المراحل المتبقية وتقديم خطة عاجلة للحد من التأخير خلال مدة لا تتجاوز الشهرين، تشمل زيادة المعدات والعمالة، وتوفير المواد اللازمة كافة، مشيرا إلى توجيه إنذار للمقاول، إما أن يلتزم ويتحسن أداء العمل أو يواجه عواقب تقصيره وتأخيره.
تجدر الإشارة إلى أن مشروع قطار الحرمين سيربط المدينتين المقدستين؛ مكة المكرمة والمدينة المنورة، مرورًا بمدينة جدة، ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية في محافظة رابغ، بخط حديدي مكهرب بطول 450 كيلومترا، لنقل الحجاج والمسافرين والمعتمرين والزوار. ويتضمن المشروع إنشاء خمس محطات ركاب في وسط مدينة جدة، ومطار الملك عبد العزيز بجدة، وفي مكة المكرمة، والمدينة المنورة، ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية برابغ. ويضم المشروع مرافق خدمية.
وتبلغ الاستثمارات التي جرى ضخها في مشروع قطار الحرمين السريع 48.73 مليار ريال (12.99 مليار دولار)، حيث اتخذت الحكومة السعودية بتوجيه من الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، في عام 2008، قرارا بتمويل المشروع من الصناديق المتخصصة.
ويواجه المشروع تدنيا في نسب الإنجاز في مسار «مكة المكرمة - المدينة المنورة» في الجزء الواقع في منطقة مكة المكرمة، حيث جرى الانتهاء من بناء 10 جسور فقط، من أصل 100 جسر على المسار ذاته، بينما أُنجزت 6 جسور فقط في الجزء الواقع في منطقة المدينة المنورة من أصل 30 جسرا، ولم تتجاوز نسبة الإنجاز في المسار، من خلال تسوية الأرض وتجهيزها للمرحلة الثانية ومد القضبان الحديدية عليها، 50 في المائة منذ تسلم المشروع.
وكان من المقرر، بحسب وزارة النقل، أن يجري تشغيله بشكل جزئي بنهاية عام 2014 أو بداية عام 2015 على مسار المدينة المنورة - جدة، بينما مسار مكة المكرمة - المدينة المنورة قد يتأخر إلى ما بعد عام 2016، حيث أكد مصدر مطلع أن التنبؤ بتشغيل مسار مكة المكرمة - المدينة المنورة صعب في الفترة الحالية لضخامة التأخير الذي حدث فيه.
وكانت الحكومة السعودية قد وقعت في يناير (كانون الثاني) من العام الحالي عقد المرحلة الثانية، بقيمة بلغت 30.815 مليار ريال (8.2 مليار دولار)، كما جرت ترسية عقد الجزء الثاني من المرحلة الأولى والخاص ببناء المحطات في فبراير (شباط) من عام 2011، بقيمة بلغت 9.385 مليار ريال (2.5 مليار دولار)، لبناء أربع محطات في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية في محافظة رابغ، كما جرت في شهر ديسمبر (كانون الأول) من عام 2010 ترسية عقد بناء وصيانة وتشغيل ست محطات كهربائية خاصة بالمشروع، وذلك لتوفير الطاقة اللازمة لتشغيل القطار بـ1.83 مليار ريال (488 مليون دولار).



«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
TT

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)

قال البنك المركزي الروسي إن مستويات أسعار النفط الحالية لا تشكل تهديداً لاستقرار الاقتصاد الروسي، لكنها قد تتحول إلى تحدٍّ خطير إذا انخفضت الأسعار دون الهدف الذي حُدد في الموازنة والذي يبلغ 60 دولاراً للبرميل.

وتشكل عائدات النفط والغاز نحو ثلث إيرادات الموازنة الروسية، وعلى الرغم من التوقعات بتراجع هذه النسبة في السنوات المقبلة، فإن إيرادات السلع الأساسية تظل تلعب دوراً محورياً في الاقتصاد الروسي، كما أن سعر النفط بالروبل يعد عنصراً مهماً في الحسابات المالية للموازنة.

ووفقاً لحسابات «رويترز»، فإن سعر مزيج النفط الروسي «أورال» في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) قد تجاوز السعر المُستخدم في حسابات موازنة الدولة لعام 2024، وذلك بفضل الانخفاض الحاد في قيمة الروبل. وأكد البنك المركزي أن سعر النفط «أورال» بلغ 66.9 دولار للبرميل بداية من 15 نوفمبر.

وفي مراجعته السنوية، قال البنك المركزي: «لا تشكل مستويات أسعار النفط الحالية أي مخاطر على الاستقرار المالي لروسيا»، لكنه حذر من أنه «إذا انخفضت الأسعار دون المستوى المستهدف في الموازنة، البالغ 60 دولاراً للبرميل، فإن ذلك قد يشكل تحديات للاقتصاد والأسواق المالية، بالنظر إلى الحصة الكبيرة التي تمثلها إيرادات النفط في الصادرات الروسية».

كما أشار البنك إلى أن روسيا قد خفضت إنتاجها من النفط بنسبة 3 في المائة ليصل إلى 9.01 مليون برميل يومياً في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك في إطار التزامها باتفاقات مجموعة «أوبك بلس». وأضاف أن الخصم في سعر النفط الروسي مقارنة بسعر المؤشر العالمي قد تقلص إلى 14 في المائة في أكتوبر، مقارنة بـ 16-19 في المائة في الفترة من أبريل (نيسان) إلى مايو (أيار).

الإجراءات لدعم الروبل فعّالة

من جانبه، قال نائب محافظ البنك المركزي الروسي، فيليب جابونيا، إن البنك سيواصل اتباع سياسة سعر صرف الروبل العائم، مؤكداً أن التدابير التي اتخذها لدعم قيمة الروبل كافية وفعالة.

ووصل الروبل إلى أدنى مستوى له منذ مارس (آذار) 2022، إثر فرض أحدث جولة من العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي. وفي خطوة لدعم العملة الوطنية، تدخل البنك المركزي، وأوقف شراء العملات الأجنبية بداية من 28 نوفمبر.

وفي مؤتمر صحافي، صرح جابونيا: «نعتقد أن التدابير المتبعة حالياً كافية، ونحن نلاحظ وجود مؤشرات على أن الوضع بدأ في الاستقرار». وأضاف: «إذا كانت التقلبات قصيرة الأجل الناجمة عن مشكلات الدفع تشكل تهديداً للاستقرار المالي، فنحن نمتلك مجموعة من الأدوات الفعّالة للتعامل مع هذا الوضع».

وأكد جابونيا أن سعر الفائدة القياسي المرتفع، الذي يبلغ حالياً 21 في المائة، يسهم في دعم الروبل، من خلال تعزيز جاذبية الأصول المقومة بالروبل، وتهدئة الطلب على الواردات.

وكانت أحدث العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي قد استهدفت «غازبروم بنك»، الذي يتولى مدفوعات التجارة الروسية مع أوروبا، ويعد المصدر الرئيسي للعملات الأجنبية في السوق المحلية. وقد أدت هذه العقوبات إلى نقص حاد في سوق العملات الأجنبية الروسية، ما تَسَبَّبَ في حالة من الهلع واندفاع المستثمرين نحو شراء العملات الأجنبية. ورغم هذه التحديات، أصر المسؤولون الروس على أنه لا توجد أسباب جوهرية وراء تراجع قيمة الروبل.

النظام المصرفي يتمتع بمرونة عالية

وفي مراجعة للاستقرار المالي، يوم الجمعة، قال المركزي الروسي إن الشركات الصغيرة فقط هي التي تواجه مشكلات في الديون في الوقت الحالي، في وقت يشكو فيه بعض الشركات من تكاليف الاقتراض المرتفعة للغاية مع بلوغ أسعار الفائدة 21 في المائة.

وأضاف أن نمو المخاطر الائتمانية قد أدى إلى انخفاض طفيف في نسبة كفاية رأس المال للبنوك الروسية في الربعين الثاني والثالث، لكنه وصف القطاع المصرفي بأنه يتمتع بمرونة عالية. كما نصح البنوك بإجراء اختبارات ضغط عند تطوير منتجات القروض، بما في ذلك سيناريوهات تتضمن بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترات طويلة.