«أرامكو السعودية» تكتشف 8 حقول جديدة للنفط والغاز في 2014

الفالح: العام الماضي كان عامًا صعبًا.. والطبيب والبوعينين يغادران الشركة

صورة تعود إلى أواخر 2007 لمنشآت نفطية لشركة أرامكو في الدمام (أ ف ب)
صورة تعود إلى أواخر 2007 لمنشآت نفطية لشركة أرامكو في الدمام (أ ف ب)
TT

«أرامكو السعودية» تكتشف 8 حقول جديدة للنفط والغاز في 2014

صورة تعود إلى أواخر 2007 لمنشآت نفطية لشركة أرامكو في الدمام (أ ف ب)
صورة تعود إلى أواخر 2007 لمنشآت نفطية لشركة أرامكو في الدمام (أ ف ب)

لم يجد رئيس «أرامكو السعودية»، كبير إدارييها التنفيذيين، خالد الفالح، وصفا يصف به السنة الماضية التي شهدت هبوط أسعار النفط بنحو 50 في المائة من قيمتها، بأفضل من كونها «سنة صعبة اكتنفها عديد من التحديات»، إلا أن الشركة تمكنت من مواصلة عملها على الرغم من التحديات.
وجاءت تصريحات الفالح في بيان نشرته الشركة أمس في أعقاب اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس إدارة الشركة الأسبوع الماضي في الظهران، والتي أُطلعت على كل أعمال الشركة.
وفي جازان رفض الفالح، الأسبوع الماضي، التعليق على أسئلة «الشرق الأوسط» بخصوص تأثير هبوط أسعار النفط الحالي على أعمال ومشاريع الشركة، حيث ترددت أنباء كثيرة عن تأجيل «أرامكو» بعض المشروعات، مثل مشروع الوقود النظيف في مصفاة رأس تنورة، إضافة إلى خفض تكاليف التنقيب والاستكشاف بغية توفير المصروفات. وسبق أن أبلغ الفالح في ديسمبر (كانون الأول) الماضي رؤساء وحدات الأعمال بالشركة بضرورة تخفيض الإنفاق وترشيد المصروفات هذا العام نظرا للمتغيرات في السوق.
وأبلغ الفالح أعضاء اللجنة التنفيذية أيضا الأسبوع الماضي، كما جاء في البيان، بأن الشركة في 2014 اكتشفت ثمانية حقول جديدة للزيت والغاز، إضافة إلى أنها تمكنت من إنتاج كمية قياسية من الغاز غير المصاحب من حقولها. والغاز غير المصاحب هو الذي يوجد بصورة مستقلة عن النفط في باطن الأرض. ويعود الفضل في زيادة الغاز غير المصاحب إلى الإنتاج من حقول مثل كران، كما تتوقع الشركة أن تبدأ إنتاجها هذا العام من حقلين جديدين للغاز هما العربية وحصبة.
كما أبلغ الفالح اللجنة بأن العام الماضي شهد إتمام عملية الدمج بين شركة «فيلا» وشركة «البحري»، وكذلك عن استحواذ «أرامكو السعودية» على أسهم إضافية في شركة «إس – أويل» لتكرير النفط في كوريا.
واستعرضت اللجنة التنفيذية استراتيجية الكيميائيات في الشركة، وصادقت على بعض خططها، كما اطلعت على تقرير حول استراتيجية الشبكة الكهربائية وعلى التوقعات المستقبلية للمملكة في عام 2040.
وأكد الفالح أن بدء الإنتاج في مصفاة شركة «ينبع أرامكو ساينوبك للتكرير المحدودة» المعروفة باسم «ياسرف» قد شكّل أحد الإنجازات الرئيسية لعام 2014. والمصفاة هي مشروع مشترك بين «أرامكو السعودية» وشركة «ساينوبك» الصينية، وتعمل على تكرير نحو 400 ألف برميل يوميا من النفط العربي الثقيل القادم من حقل منيفة. ودشنت «ياسرف» في 15 يناير (كانون الثاني) 2015 أولى شحنات منتجاتها التي احتوت على 300 ألف برميل من زيت الوقود النقي.

تقاعد عدة تنفيذيين
من جهة أخرى، تقاعد ابتداء من يوم أمس نائب الرئيس الأعلى للخدمات الهندسية خالد جاسم البوعينين، والذي كان يشغل أيضا منصب رئيس مجلس إدارة مصفاة «ياسرف»، إضافة إلى رئاسة مجلس مصفاة «بترورابغ» في رابغ. وكانت شركة «بترورابغ» قد أعلنت رسميا مؤخرا أن رئيس مجلس إدارتها البوعينين قد تقاعد من منصبه فيما لا تزال شركة «ياسرف» لم تعلن عن استقالة البوعينين من المجلس.
وجاء تقاعد البوعينين استكمالا لخروج تنفيذيين آخرين من الشركة، مثل الدكتور سمير الطبيب نائب الرئيس للخدمات الهندسية، والذي كان يعمل تحت إدارة البوعينين، والذي كان يرأس مجلس إدارة مصفاة «ساتورب» في الجبيل، وهو مشروع مشترك بين «أرامكو» و«توتال» الفرنسية. وسبق أن ترك جمال الرماح، المسؤول عن خزينة «أرامكو»، منصبه مؤخرا ليتجه لفتح مشروع خاص به. وسبق أن ترك نبيل العامودي الشركة في التاسع والعشرين من يناير الماضي بعد تعيينه رئيسا للمؤسسة العامة للموانئ بأمر ملكي.
وبعد مرور نحو 35 عاما أمضاها في «أرامكو السعودية»، قرر البوعينين ترك العمل والتقدم بطلب للتقاعد المبكر من منصبه. وبحسب المصادر في الشركة فإنه تم تكليف أحمد السعدي مؤقتا بأعمال البوعينين حتى 31 من أغسطس (آب) المقبل.
وقد التحق البوعينين بالعمل في الشركة في عام 1980 بعد تخرجه في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران بدرجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية التطبيقية، وعمل مهندسا في معمل التكرير في رأس تنورة، وفي هندسة أعمال الإنتاج في المنطقة الشمالية في رأس تنورة وأبو علي والسفانية.
وفي عام 1989، تم تعيينه ناظرا لأعمال الزيت في قسم أعمال الإنتاج في بقيق، وعمل ناظرا بالوكالة في قسم الإنتاج في شدقم وفي قسم أعمال معمل الغاز في العثمانية، قبل أن يعين رئيسا عاما لقسم توريد وتوزيع الغاز في إدارة تخطيط وتنظيم توريد الزيت مطلع عام 1991. بعد ذلك عمل البوعينين ناظرا بالوكالة لقسم أعمال الفرضة في رأس تنورة، ثم مديرا بالوكالة لأعمال الفرض، قبل أن يتولى رسميا هذا المنصب في عام 1993.
كما عمل مديرا بالوكالة لإدارة تخطيط وتنظيم توريد الزيت وإدارة مبيعات وتسويق الزيت الخام، قبل أن ينتقل إلى طوكيو للعمل مديرا عاما لشركة «البترول السعودي المحدودة» في عام 1994. وعاد إلى المملكة في عام 1997 ليشغل منصب الرئيس والعضو المنتدب لشركة «مصفاة أرامكو السعودية – شل» في الجبيل.
وفي مايو (أيار) 1999، عين البوعينين مديرا تنفيذيا بالوكالة لشؤون «أرامكو السعودية»، ثم تولى المنصب رسميا في يونيو (حزيران) 2000. وفي أواخر عام 1999، أكمل برنامج التطوير الإداري في معهد هارفارد للأعمال في مدينة كمبردج بولاية ماساشوستس الأميركية. كما عمل مديرا تنفيذيا بالوكالة للتكرير في ينبع من سبتمبر (أيلول) 2000 إلى يناير 2001، ثم عاد إلى منصبه في رئاسة شؤون «أرامكو السعودية».
وتم تعيينه في منصب نائب الرئيس لشؤون «أرامكو السعودية» في مايو 2001، ثم بعد ذلك نائبا للرئيس للخدمات الطبية. وفي يونيو 2003، تم تعيينه نائبا للرئيس للتكرير، وفي عام 2007 تم تعيينه في منصب النائب الأعلى للرئيس للتكرير والتسويق والأعمال الدولية. وفي يناير 2011 تم تعيينه في منصب النائب الأعلى للرئيس لأعمال الإنتاج والتكرير والتوزيع. وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2012، عين نائبا أعلى للرئيس للهندسة والمشاريع الرأسمالية ومساندة الأعمال. وفي مارس (آذار) 2014، عين البوعينين نائبا أعلى للرئيس للخدمات الفنية وهو آخر مناصبه في الشركة.



بعد انتهاء الإغلاق... غياب البيانات يربك «الفيدرالي» ويخيف الأسواق

متداول ينظر إلى شاشات تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداول ينظر إلى شاشات تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

بعد انتهاء الإغلاق... غياب البيانات يربك «الفيدرالي» ويخيف الأسواق

متداول ينظر إلى شاشات تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداول ينظر إلى شاشات تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (أ.ب)

انتهى الإغلاق الحكومي الأميركي، لكن أثره لا يزال مستمراً للمستثمرين الذين يشعرون بالقلق من أن الثغرات في البيانات الاقتصادية قد تؤخر أو حتى تعرقل تخفيضات الفائدة من قبل «الاحتياطي الفيدرالي» في وقت حساس بالنسبة لسوق الأسهم.

وأدى هذا القلق إلى أكبر موجة بيع لمؤشر «ناسدك» الحساس للفائدة خلال شهر، يوم الخميس، بعد أسبوع من أكبر انخفاض أسبوعي له منذ أبريل (نيسان). المؤشر، الذي ارتفع بشكل كبير هذا العام بفضل أسهم الذكاء الاصطناعي المزدهرة، انخفض بنحو 5 في المائة عن ذروته في أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

واجهة مبنى «ناسداك ماركت سايت» في ساحة «تايمز» بنيويورك (أ.ب)

وكانت البورصات الكبرى من طوكيو إلى باريس ولندن في المنطقة الحمراء، في حين أشارت العقود الآجلة للأسهم الأميركية إلى مزيد من الانخفاض لمؤشرات «وول ستريت» يوم الجمعة. حتى الذهب والبتكوين لم يسلما من التراجع؛ إذ وصلت العملة المشفرة إلى مستويات منخفضة قرب 96.000 دولار لم تشهدها منذ مايو (أيار).

وتكمن المشكلة في فراغ المعلومات الذي يمتد من تحديد مراكز العقود الآجلة إلى تقديرات المحاصيل، وبالأخص أرقام الوظائف والأسعار، والتي لم تُجمع خلال الـ43 يوماً من الإغلاق، ومن غير المرجح أن تُنشر على الإطلاق. وهناك شكوك حول صدور بيانات التضخم لشهر أكتوبر (تشرين الأول)، ولن يتضمن تقرير التوظيف معدل البطالة، بحسب ما قاله المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت؛ لأن المسح الأسري الذي يُحسب منه لم يُجرَ خلال فترة الإغلاق.

«القيادة في الضباب»

يكتسب هذا الأمر أهمية بالنسبة للأسواق؛ لأن رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول شبّه الوضع بـ«القيادة في الضباب»، وأشار إلى أن صانعي السياسات من المحتمل أن «يتباطأوا» في الاستجابة؛ أي إنهم قد يفضلون التثبيت على خفض أسعار الفائدة.

وتراجعت التوقعات لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر (كانون الأول)، والتي كانت تبدو مؤكدة قبل شهر، إلى نحو 50 في المائة وفق أداة «فيد ووتش»، وهو ما أثار قلق الأسواق عالية الأداء.

وقال مات شيروود، رئيس استراتيجيات الاستثمار في «بيربيتوال» بسيدني: «لقد شهدنا انتعاشاً هائلاً في السوق منذ أدنى مستوى في أبريل، وكان مستمراً تقريباً دون انقطاع، وهذا يتطلب خفض الفائدة من (الفيدرالي) واستمرار الظروف المالية الميسرة لتبرير ما أعتقد أنه تقييمات متطرفة».

وبحسب بيانات «إل إس إي جي»، بلغت نسبة السعر إلى الأرباح المستقبلية لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، بناءً على تقديرات الأرباح للأشهر الاثني عشر المقبلة، 22.8 مرة؛ أي أعلى بكثير من متوسطها على مدى عشر سنوات البالغ 18.8. ومع مكاسب قطاعات مثل التكنولوجيا التي تجاوزت 20 في المائة منذ بداية العام، لا يحتاج المستثمرون للكثير ليقرروا جني الأرباح.

وقد تحول المزاج في الأسواق سريعاً، وسجلت شركات مثل «بالانتير» و«أوراكل» خسائر تقارب 15 في المائة هذا الشهر، في حين انخفض سهم شركة «إنفيديا» بنحو 8 في المائة. وفي تعاملات الجمعة المبكرة، انخفض سهم «أبلايد ماتيريلز» بأكثر من 6 في المائة، و«إنفيديا» بـ3.2 في المائة، في حين تراوحت خسائر «برودكوم» و«إنتل» و«إيه إم دي» بين 2 و4 في المائة. وتعتبر نتائج «إنفيديا» الأسبوع المقبل حاسمة؛ إذ كان السهم في طليعة موجة الصعود القياسية هذا العام.

وقال تشاك كارلسون، الرئيس التنفيذي لشركة «هورايزن إنفستمنت سيرفيسيز» في هاموند بإنديانا: «نحن في وقت من العام حيث أي تراجع قد يتسبب في تداعيات أكبر في بعض القطاعات التي سجلت أرقاماً قياسية هذا العام؛ إذ سيكون لدى بعض المستثمرين دوافع لأخذ الأرباح».

جيروم باول يتحدّثُ خلال مؤتمرٍ صحافي بعد اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية في 29 أكتوبر 2025 (أ.ب)

الطيران في الظلام نحو 2026

أثناء الإغلاق، برزت البيانات الخاصة قليلة المتابعة سابقاً، وظهرت صورة مختلطة للاقتصاد؛ إذ يبدو أن الإنفاق مستمر، في حين شهدت بعض المؤشرات زيادة في تسريح العمال.

وواجه المستثمرون صعوبة في استخلاص الاستنتاجات، وتمسكوا بتوقعات لثلاثة تخفيضات على الأقل بحلول نهاية 2026 لخفض الفائدة إلى 3 في المائة. ويقول المحللون إن هذه التوقعات ستواجه ضغوطاً، خصوصاً مع تزايد عدد صانعي السياسات - ومن بينهم هذا الأسبوع رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي، ورئيس بنك مينابوليس نيل كاشكاري - الذين أبدوا تحفظهم بشأن خفض الفائدة.

وقال بوب سافاج، رئيس استراتيجية الأسواق الكلية في «بي إن واي» بنيويورك: «(الفيدرالي) يطير في الظلام كما نحن». وأضاف: «النقاش الأكثر أهمية والذي لا يملك أحد وضوحاً بشأنه هو ما سيحدث في 2026»، مع توقعات صانعي السياسات للفائدة، والتي ستلقى اهتماماً أكبر من قرارهم بشأن الفائدة، مشيراً إلى أهمية توقعاتهم بشأن النمو والوظائف.

ورغم ذلك، هناك عدد من المستثمرين الذين يرون أن التراجعات الأخيرة مجرد مرحلة مؤقتة في موجة صعود ما زال أمامها المزيد بسبب ازدهار استثمارات الذكاء الاصطناعي. لكن الطريق قد يكون وعراً لبعض الوقت؛ إذ يشير أداء الدولار الأميركي، الذي انخفض مع الأسهم، إلى أن السيولة العالمية تتجه بعيداً عن الولايات المتحدة، في حين تعاني البتكوين، التي أظهرت في وقت سابق هذا العام أنها مؤشر مبكر على ضعف السوق، من التراجع تحت مستوى 100.000 دولار.

وقال مايكل شولمان، شريك ومدير الاستثمار في «رانينغ بوينت كابيتال أدفايزرز»: «قد تشهد السوق بعض التقلبات بين الآن وعيد الشكر، فهناك الكثير من الناس ينتظرون وضوح الأمور».


الصين تتربع على عرش «كوب 30» وتملأ الفراغ الأميركي

الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا يصافح نائب رئيس الوزراء الصيني دينغ شيويه شيانغ قبل مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في بيليم (رويترز)
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا يصافح نائب رئيس الوزراء الصيني دينغ شيويه شيانغ قبل مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في بيليم (رويترز)
TT

الصين تتربع على عرش «كوب 30» وتملأ الفراغ الأميركي

الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا يصافح نائب رئيس الوزراء الصيني دينغ شيويه شيانغ قبل مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في بيليم (رويترز)
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا يصافح نائب رئيس الوزراء الصيني دينغ شيويه شيانغ قبل مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في بيليم (رويترز)

لأول مرة منذ 3 عقود، تغيب الولايات المتحدة عن قمة الأمم المتحدة السنوية للمناخ (كوب 30)، تاركة الباب مفتوحاً أمام الصين لتتصدر المشهد قائدةً جديدة في مكافحة الاحتباس الحراري. وقد انعكس هذا التحول الجيوسياسي بوضوح في مؤتمر بيليم البرازيلية، حيث هيمن الجناح الصيني على مدخل قاعة المؤتمرات الضخمة، وقدم المسؤولون التنفيذيون من كبرى شركات الطاقة النظيفة الصينية، رؤاهم باللغة الإنجليزية لجمهور واسع، وفق «رويترز».

لقد كانت هذه الأدوار في السابق حكراً على واشنطن، لكنها الآن انتقلت إلى بكين. ويؤكد فرانشيسكو لا كاميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، أن «المياه تتدفق إلى حيث يوجد فراغ، والدبلوماسية غالباً ما تفعل الشيء نفسه»، مشيراً إلى أن هيمنة الصين في مجالات الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية، تعزز مكانتها الدبلوماسية في ملف المناخ.

تداعيات الانسحاب الأميركي

يعكس صعود الصين من مجرد مشارك هادئ إلى لاعب مركزي يسعى لجذب انتباه العالم، تحولاً جذرياً في مكافحة الاحتباس الحراري منذ عودة الرئيس دونالد ترمب إلى سدة الحكم. وانسحب ترمب، الذي يُعدّ من المشككين في التغير المناخي، مرة أخرى بالولايات المتحدة من اتفاق باريس التاريخي، ورفض إرسال وفد رسمي رفيع المستوى لتمثيل المصالح الأميركية في القمة. وقد بررت تايلور روجرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، الغياب، قائلة إن الرئيس ترمب «لن يعرض أمن بلادنا الاقتصادي والقومي للخطر من أجل ملاحقة أهداف مناخية غامضة».

في المقابل، يحذر النقاد من أن انسحاب الولايات المتحدة يفرغ الساحة التفاوضية، خصوصاً مع توسع الصين السريع في صناعات الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية، وقد علّق حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، على هذا التحول بالقول: «أميركا ستكون لا شيء تنافسياً، إذا لم نستيقظ على ما يفعلونه في هذا المجال، وفي سلاسل الإمداد، وكيف يسيطرون على التصنيع».

هيمنة التقنية الخضراء الصينية

على عكس السنوات السابقة، حيث كانت أجنحة الصين متواضعة، احتل جناح «كوب 30» الصيني موقعاً رئيسياً بجوار البلد المضيف البرازيل. وقد اجتذبت القاعة الزوار عبر عروض لعمالقة البطاريات والطاقة، حيث أقامت شركة «CATL»، أكبر مصنع للبطاريات في العالم، أول فعالية لها في مؤتمرات المناخ، مؤكدة التزامها بـ«بناء عالم نظيف وجميل معاً». وقد أشار نائب وزير البيئة الصيني، لي جاو، إلى أن وضع الصين بوصفها منتجاً رائداً للطاقة المتجددة «يجلب فوائد للدول، خصوصاً في الجنوب العالمي»، كما أشاد كل من رئيس المؤتمر والرئيس التنفيذي لـ«كوب 30» بدور الصين بوصفها قائداً في تقنية الطاقة النظيفة، مشيرين إلى أن «نطاق وقدرة الصين يُمكّناننا الآن من شراء تقنيات منخفضة الكربون بأسعار تنافسية».

شعار «الوفاء بوعودكم» في مظاهرة لحركة «أيام الجمعة من أجل المستقبل» المناخية عند بوابة براندنبورغ (د.ب.إ)

الدور الدبلوماسي الجديد خلف الكواليس

تلعب الصين الآن دوراً أكثر دهاءً خلف كواليس المفاوضات، حيث تملأ الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة، التي كانت تعرف بقدرتها على حشد الحكومات للتوصل إلى اتفاق. ويرى دبلوماسيون أن الصين «تتصرف شيئاً فشيئاً بوصفها ضامناً للنظام المناخي»، خصوصاً أنها استثمرت بشكل كبير في الاقتصاد الأخضر. وأفاد دبلوماسي برازيلي بأن الصين لعبت دوراً محورياً في المساعدة في التوصل إلى اتفاق حول أجندة «كوب 30» قبل بدء المفاوضات. ورغم أن بعض المراقبين يرون أن الصين لم تضع هدفاً طموحاً بما يكفي لخفض الانبعاثات، حيث أعلنت عن خفض 7 في المائة فقط بحلول عام 2035، يرى آخرون أن قوة الصين الحقيقية تكمن في مكان آخر، حيث علّق لي شو، رئيس مركز الصين للمناخ، بأن «الدولة الأقوى ليست تلك التي تمتلك أعلى صوت في (كوب)؛ بل هي تلك التي تنتج وتستثمر بالفعل في التقنيات منخفضة الكربون»، وهو ما يضمن فعلياً تحقيق التعهدات الأممية.


«تسلا» تُلزم مورديها باستبعاد المكونات الصينية من تصنيع سياراتها في أميركا

«تسلا سايبرترك» تسير في الحي الصيني بمدينة نيويورك (رويترز)
«تسلا سايبرترك» تسير في الحي الصيني بمدينة نيويورك (رويترز)
TT

«تسلا» تُلزم مورديها باستبعاد المكونات الصينية من تصنيع سياراتها في أميركا

«تسلا سايبرترك» تسير في الحي الصيني بمدينة نيويورك (رويترز)
«تسلا سايبرترك» تسير في الحي الصيني بمدينة نيويورك (رويترز)

أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن شركة «تسلا» تُلزم مورديها باستبعاد المكونات المصنوعة في الصين من تصنيع سياراتها في الولايات المتحدة.

وقد استغنت شركة صناعة السيارات، التي يقودها إيلون ماسك، وموردوها بالفعل عن بعض المكونات المصنوعة في الصين، واستخدمت أجزاء مصنوعة في أماكن أخرى. وذكر التقرير، نقلاً عن أشخاص مطلعين على الوضع، أن «تسلا» تهدف إلى تحويل جميع المكونات الأخرى إلى مكونات مصنوعة خارج الصين خلال العام، أو العامين المقبلين.

وأضافت الصحيفة أن المسؤولين التنفيذيين في «تسلا» يُعانون من حالة عدم اليقين الناجمة عن تقلب مستويات التعريفات الجمركية في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما يُصعّب على شركة صناعة السيارات صياغة استراتيجية تسعير مُحكمة.

وذكرت «رويترز» في أبريل (نيسان) أن «تسلا» دأبت على مدى العامين الماضيين على زيادة نسبة قطع الغيار المُستوردة من أميركا الشمالية لمصانعها في الولايات المتحدة بعد تزايد التهديدات بالتعريفات الجمركية.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أظهرت بيانات من رابطة سيارات الركاب الصينية أن مبيعات سيارات «تسلا» الكهربائية المصنعة في الصين انخفضت بنسبة 9.9 في المائة لتصل إلى 61497 وحدة في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالعام السابق، بعد زيادة بنسبة 2.8 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وانخفضت مبيعات سيارات موديل 3 وموديل Y المصنعة في مصنعها العملاق في شنغهاي، بما في ذلك الصادرات إلى أوروبا، والهند، وأسواق أخرى، بنسبة 32.3 في المائة مقارنة بسبتمبر.

وقد أدت التوترات الجيوسياسية بين القوتين العظميين إلى وضع المسؤولين التنفيذيين في قطاع السيارات في حالة من الترقب، والحذر طوال عام 2025. ودفعت الرسوم الجمركية المتقطعة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ونوبات الذعر في قطاع السيارات بسبب احتمالية اختناقات المعادن النادرة، ونقص رقائق الكمبيوتر، شركات السيارات إلى إعادة النظر في علاقاتها مع الصين التي لطالما كانت مصدراً مهماً لقطع الغيار، والمواد الخام.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وجهت «جنرال موتورز» عدة آلاف من مورديها إلى إلغاء سلاسل توريد قطع الغيار من الصين.