محاولات كشف أسرار أيام فان غوخ الأخيرة تقود إلى ماين الأميركية

عبر تعقب علاقته مع فنان هولندي في اليابان

كاثرين ماثيوز ابتاعت لوحة مائية تحمل توقيع «إي دبليو بروك» لقاء 45 دولاراً في أحد متاجر مدينة ساكو الأميركية (نيويورك تايمز)
كاثرين ماثيوز ابتاعت لوحة مائية تحمل توقيع «إي دبليو بروك» لقاء 45 دولاراً في أحد متاجر مدينة ساكو الأميركية (نيويورك تايمز)
TT

محاولات كشف أسرار أيام فان غوخ الأخيرة تقود إلى ماين الأميركية

كاثرين ماثيوز ابتاعت لوحة مائية تحمل توقيع «إي دبليو بروك» لقاء 45 دولاراً في أحد متاجر مدينة ساكو الأميركية (نيويورك تايمز)
كاثرين ماثيوز ابتاعت لوحة مائية تحمل توقيع «إي دبليو بروك» لقاء 45 دولاراً في أحد متاجر مدينة ساكو الأميركية (نيويورك تايمز)

يشغل الرسام إدموند والبولي بروك، الذي عاش في القرن التاسع عشر، مساحة صغيرة، لكنها مستدامة في تاريخ الفن، وذلك ليس بفضل عمله، وإنما لأنه يسهم في إلقاء نظرة مثيرة على الأيام المأساوية الأخيرة من عمر فنسنت فان غوخ.
كان الاثنان قد ربطت بينهما علاقة أقرب إلى الصداقة خلال الأسابيع التي سبقت إقدام فان غوخ على الانتحار في يوليو (تموز) 1890. ويعد هذا بمثابة حدث لافت بالنظر إلى ميل فان غوخ للعزلة في أثناء إقامته في قرية أوفير سور واس، الواقعة على الأطراف الشمالية الغربية للعاصمة الفرنسية، باريس.
من جهته، نشأ بروك في اليابان، التي سحرت الرسام الهولندي وألهبت خياله. وكان الرسامان ينطلقان معاً في رحلات للرسم. وجرى تأريخ العلاقة بينهما من خلال بضعة رسائل جعلت بروك شخصية مثيرة للاهتمام لأي شخص معنيّ بدراسة حياة فان غوخ ولا يزال يجابه مشقة في سبر أغوار السر وراء إقدامه على إطلاق الرصاص على صدره.
في هذا الصدد، قال تسوكاسا كوديرا، بروفسور تاريخ الفن في جامعة أوساكا في اليابان، عن بروك، الذي أصبح محوراً لأبحاثه: «إنه شخصية شديدة الغموض. ربما تلقى خطابات من فان غوخ، وربما تلقى رسومات أو لوحات كهدية، وربما تبادلا أعمالاً».
جدير بالذكر في هذا الصدد أن كوديرا قضى قرابة عقد في البحث عن معلومات بروك، وصادف في ذلك نجاحاً محدوداً.
وقد زار قبره في اليابان ووجد سجلات تثبت أن أعمال بروك قد جرى تضمينها خلال حياته في معارض نظّمتها الأكاديمية الملكية للفنون في لندن، وكذلك في «صالون باريس» عام 1891، إلى جانب أن أعماله كانت موضوعاً لمعرضين منفصلين على الأقل في اليابان.
إلا أن العثور على لوحة لبروك ظل مهمة مستعصية على الإنجاز أمام كوديرا، وأصابته بالإحباط، ربما حتى الآن. في أبريل (نيسان)، عثرت كاثرين ماثيوز، واحدة من عشاق متاجر التوفير، بمحض الصدفة، على لوحة مائية تحمل توقيع «إي. دبليو. بروك» في أثناء بحثها عبر مقتنيات متجر «ويرهاوس 839» الواقع في مدينة ساكو بولاية ماين، والمتخصص في بيع كل شيء، من قطع الأثاث حتى سلع غريبة.
ودفعت ماثيوز 45 دولاراً مقابل اللوحة التي تصور امرأة يابانية وطفلاً. وفي طريقها إلى المنزل، دفعها فضولها للتعرف على هوية بروك الذي اشترت لوحته للتوّ، توقفت في ساحة مخصصة للسيارات وبحثت عبر جهاز «آيباد» عنه، وسرعان ما اكتشفت العلاقة بينه وبين فان غوخ. وبعد ذلك، اتصلت بمعاونة زوجها، جون، بكوديرا.
من ناحيته، يعتقد البروفسور أنهما على الأرجح اكتشفا شيئاً نادراً، وهي لوحة أصلية للفنان بروك.
وسألناه عبر محادثة هاتفية: «هل هناك رسامون آخرون يمكن أن يحملوا اسم (إي. دبليو. بروك) وربما أبدعوا لوحة لسيدة يابانية وطفل؟» وأجاب كوديرا: «ليس بوسعنا تخيل أي رسامين آخرين».
فيما يخص اللوحة، نجد أنها لوحة صغيرة الحجم (13×19) لامرأة تحمل طفلاً على ظهرها. وجرى تصوير المشهد أمام منزل ريفي محاط بأوراق أشجار خضراء.
من ناحيته، قال كيفين كيراغان، الذي يملك المتجر الكائن في ماين، إنه اشترى اللوحة منذ 15 عاماً بعد بيع عقار لعائلة كانت تسكن في نيو هامبشير.
وكانت هذه العائلة في الأصل قادمة من ولاية كاليفورنيا، الأمر الذي عدّه كونديرا مؤشراً طيباً نظراً لأن اثنين من إخوة بروك عاشا هناك.
وعلى امتداد ما يزيد على العقد، ظلت هذه اللوحة معلقة في منزل كيراغان حتى قرر بيعها نهاية الأمر. وبرر كيراغان قراره بأنه نتيجة «تغير في الذوق».
أما ماثيوز، فأكدت أنها انجذبت على الفور للوحة، وكانت آخر ما انتقته من داخل المتجر في ذلك اليوم. وقالت: «شعرت أن وجه الطفل الصغير المطلّ من خلف كتف والدته قد قفز مباشرة في وجهي».
ومن بين اللمحات القليلة المتاحة عن الأيام الأخيرة لفان غوخ، اللحظات التي جرى الحديث عنها في الرسائل التي تبادلها مع شقيقه ثيو، ووالدته آنا، وشقيقته فيليمين، وشخصين آخرين. ويعد بروك واحداً من القلائل الذين ورد ذكرهم في هذه المراسلات في وقت كان غوخ يعمل بسرعة محمومة وأبدع لوحتي «ويتفيلد مع أبقار» و«الكنيسة في أوفير» وغيرهما.
وفي ثنايا الخطابات، يتحدث غوخ عن بروك، الذي كان في الـ24 حينها، بوصفه رفيقاً حلو المعشر، لكنه فنان متوسط المستوى حتى الآن.
وفي خطاب مؤرَّخ بالثاني من يوليو، كتب غوخ إلى ثيو: «على الأرجح سيظهر لك بعض رسوماته التي تخلو من الحياة بعض الشيء، لكنه يملك قدرة جيدة على مراقبة الطبيعة. لقد كان هنا في أوفير منذ شهور، وكنا نخرج بعض الأحيان معاً. لقد نشأ في اليابان، لكن لا يمكنك إدراك ذلك أبداً من لوحاته، لكن ربما يحدث هذا مستقبلاً».
جدير بالذكر أن بروك، المولود في أستراليا، كان طفلاً صغيراً عندما انتقل إلى اليابان، حيث عمل والده، جون هنري، مراسلاً ومديراً لدى صحيفة «جابان ديليل هيرالد»، صحيفة تصدر بالإنجليزية ومقرها يوكوهاما. وذكر كوديرا في كتالوغ خاص بمعرض أُقيم تحت عنوان «فان غوخ واليابان»، أن «الوالد تقلد في نهاية الأمر منصباً مهماً في إطار الجالية الأجنبية داخل يوكوهاما».
ومع ذلك، ظهرت صعوبات كبرى في تجميع باقي أجزاء السيرة الذاتية لبروك. وبعد عامين من البحث، نجح كوديرا في العثور على قبر الرسام في مقبرة بلدية كوبي للأجانب، والمثير للدهشة أنها كانت على بُعد 30 دقيقة فقط من منزل البروفسور في تاكارازوكا.
وشرح كوديرا أن بروك «انتقل إلى كوبي في سن الـ58 ولم يكن يملك شيئاً، هذه قصة حزينة للغاية».
وكانت هناك صعوبة مماثلة في العثور على أي أثر لأعمال بروك. وقبل بضع سنوات، عثر البروفسور الياباني على سجل يشير إلى أن «ريدفيرن غاليري» في لاغونا بيتش بكاليفورنيا باع لوحة لرسام يُدعى «إي. دبليو. بروك»، لكن مالك المعرض قال إنه لا يستطيع تذكر المشتري. إضافة إلى ذلك، ظهر عمل مسجل باسم «إي. دبليو. بروك» من قبل في السجلات الخاصة بعقار بيع عام 2014 في لوس أنجليس، لكن من جديد أثبت الواقع أنه صعب المنال. ولذلك، فوجئ كوديرا عندما تلقى رسالة عبر البريد الإلكتروني تُخطره بأن لوحة للفنان ربما موجودة في مكان ليس له علاقة معروفة بالفنان.
وعلى الرغم من أن ملكية الفنان للوحة غير مؤكدة بالكامل -مهمة شديدة الصعوبة بالنظر إلى وجود القليل من الأعمال الأخرى لبروك التي يمكن مقارنتها بها- فإن المؤشرات الأولى تبدو واعدة للغاية، طبقاً لما ذكره كوديرا.
جدير بالذكر هنا أن أحد الأسباب الرئيسية من وراء البحث عن بروك احتمال وجود مزيد من الأدلة في مكان ما على صلة ببروك، تتعلق بغوخ، أو ربما عمل له لم يكتشفه أحد لليوم كان هدية من غوخ لصديقه.
إلا أن الأمل في العثور على نماذج إضافية من أعمال بروك تضاءلت بشدة عندما اكتشف كوديرا أن منزل بروك في يوكوهاما تعرض للتدمير بسبب زلزال عام 1923 الكارثي والحرائق المروعة التي تسبب فيها.
الآن، بدأ بعض التفاؤل يعود من جديد بخصوص إمكانية ظهور أعمال لبروك في أماكن غير محتملة، مثل ولاية ماين، ما يعني أن هناك احتمالية لوجود أعمال أخرى لبروك لم تُفقد بسبب مرور الزمن أو كارثة الزلزال والحرائق.
وفي رسالة عبر البريد الإلكتروني، كتب كوديرا أنه «ربما يكون هذا فتحاً هائلاً على صعيد الجهود الرامية لتسليط ضوء جديد على حياة الرسام والشهور الأخيرة من عمر فان غوخ».* خدمة «نيويورك تايمز»



عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> نايف بن بندر السديري، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة الأردنية الهاشمية، استقبل أول من أمس، الدكتور زهير حسين غنيم، الأمين العام للاتحاد العالمي للكشاف المسلم، والوفد المرافق له، حيث تم خلال اللقاء بحث سبل التعاون المشترك بين الجانبين. من جانبه، قدّم الأمين العام درع الاتحاد للسفير؛ تقديراً وعرفاناً لحُسن الاستقبال والحفاوة.
> حميد شبار، سفير المملكة المغربية المعتمد لدى موريتانيا، التقى أول من أمس، وزير التجارة والصناعة والصناعة التقليدية والسياحة الموريتاني لمرابط ولد بناهي. وعبّر الطرفان عن ارتياحهما لمستوى التعاون الاقتصادي في شقيه التجاري والاستثماري، وحرصهما واستعدادهما لدفع التبادل التجاري إلى ما يأمله البلدان الشقيقان؛ خدمةً لتعزيز النمو الاقتصادي، كما أكد الطرفان على ضرورة تبادل الخبرات في القطاع الزراعي؛ للرقي بهذا القطاع المهم إلى ما يعزز ويطور آليات الإنتاج في البلدين الشقيقين.
> إريك شوفالييه، سفير فرنسا لدى العراق، التقى أول من أمس، محافظ الديوانية ميثم الشهد؛ لبحث آفاق التعاون المشترك والنهوض به نحو الأفضل، وتم خلال اللقاء الذي أقيم في ديوان المحافظة، بحث إمكانية الاستثمار من قِبل الشركات الفرنسية في الديوانية، خصوصاً أنها تمتلك بيئة استثمارية جيدة، والتعاون المشترك بين فرنسا والحكومة المحلية في عدد من المجالات والقطاعات.
> عبد اللطيف جمعة باييف، سفير جمهورية قيرغيزستان لدى دولة الإمارات، التقى أول من أمس، اللواء الركن خليفة حارب الخييلي، وكيل وزارة الداخلية، بمقر الوزارة، بحضور عدد من ضباط وزارة الداخلية. وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين الصديقين. ورحب اللواء الخييلي بزيارة السفير القيرغيزي، مؤكداً حرص الوزارة على توطيد علاقات التعاون والعمل المشترك مع البعثات الدبلوماسية والقنصلية في الدولة.
> عبد الله حسين المرزوقي، القنصل العام لدولة الإمارات العربية المتحدة في مومباي، حضر أول من أمس، احتفالاً بذكرى يوم الدستور لجمهورية بولندا، الذي استضافه القنصل العام لبولندا داميان إرزيك، بحضور رؤساء البعثات الدبلوماسية في مومباي، وعدد من المسؤولين في الحكومة الهندية ورجال الأعمال.
> عمر عبيد الشامسي، سفير دولة الإمارات لدى المملكة الإسبانية، اجتمع أول من أمس، مع خوسيه لويس ديلبايي، مدير مكتبة «الإسكوريال» الملكية في إسبانيا، وذلك لبحث سبل تعزيز التعاون مع المكتبة. جاء ذلك خلال الجولة التي قام بها السفير في مكتبة «الإسكوريال والبازيليكا» الملكية، بالإضافة إلى المبنى الملكي للضيافة الذي كان يستقبل فيه الملك فيليب الثاني، ملك إسبانيا (1556 - 1598م)، مختلف سفراء دول العالم.
> ستيفن بوندي، سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى مملكة البحرين، استقبله أول من أمس، الدكتور محمد بن مبارك جمعة، وزير التربية والتعليم رئيس مجلس أمناء مجلس التعليم العالي بالبحرين؛ لمناقشة تعزيز أوجه التعاون في الجوانب التعليمية والثقافية، واستعراض أهم التجارب التعليمية الناجحة، كما تم بحث تعزيز الشراكة بين الجانبين في تدريب معلمي اللغة الإنجليزية بالمدارس الحكومية على مهارات وطرق تدريس الإعداد لاختبارات (TOEFL)، لزيادة مستويات التحصيل العلمي لدى طلبة المرحلة الثانوية في اللغة الإنجليزية.
> ماجد مصلح، سفير جمهورية مصر العربية لدى سريلانكا، استقبله أول من أمس، رئيس الوزراء السريلانكي دينيش غوناواردينا، حيث تناول اللقاء سُبل تعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات كافة. وأشاد رئيس الوزراء السريلانكي بعلاقات الصداقة التاريخية التي تجمع بين البلدين، مُسلطاً الضوء على دور البلدين في إقامة حركة عدم الانحياز، الأمر الذي كان له أثره الكبير على صعيد العلاقات الدولية بصفة عامة، ومصالح واستقلالية الدول النامية على وجه الخصوص.
> بيتر بروغل، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى تونس، التقى أول من أمس، رئيس مجلس نواب الشعب إبراهيم بودربالة، بقصر باردو. وعبّر السفير عن استعداد بلاده لمواصلة دعم مجهودات تونس في مسارها التنموي ومؤازرتها اقتصادياً واجتماعياً. وأكد ارتياحه للمستوى الممتاز للعلاقات الثنائية، معبّراً عن تقديره للخطوات الإيجابية التي تم قطعها في مجال البناء الديمقراطي، كما اطلع على صلاحياته وطرق عمل المجلس وعلاقته بالمجلس الوطني للجهات والأقاليم من جهة، وبالحكومة من جهة أخرى.