«المصالحة» مع مسجونين بـ«تهم فساد» تشعل حملة الانتخابات الجزائرية

بينهم وزراء ومسؤولون حكوميون هرّبوا مليارات الدولارات إلى الخارج

عبد الرزاق مقري رئيس «حركة مجتمع السلم» الإسلامية خلال مشاركته في حملة انتخابية لحزبه بالعاصمة أول من أمس (أ.ف.ب)
عبد الرزاق مقري رئيس «حركة مجتمع السلم» الإسلامية خلال مشاركته في حملة انتخابية لحزبه بالعاصمة أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

«المصالحة» مع مسجونين بـ«تهم فساد» تشعل حملة الانتخابات الجزائرية

عبد الرزاق مقري رئيس «حركة مجتمع السلم» الإسلامية خلال مشاركته في حملة انتخابية لحزبه بالعاصمة أول من أمس (أ.ف.ب)
عبد الرزاق مقري رئيس «حركة مجتمع السلم» الإسلامية خلال مشاركته في حملة انتخابية لحزبه بالعاصمة أول من أمس (أ.ف.ب)

شهدت حملة انتخابات البرلمان الجزائري، التي انتهت، أول من أمس، نقاشاً محتدماً حول «التفاوض» مع مسؤولين حكوميين يوجدون في السجن، بغرض الكشف عن أماكن ثرواتهم التي كوّنوها من المال العام، وحصلوا عليها بطرق غير قانونية، في مقابل الاستفادة من الإفراج، أو تخفيف أحكام السجن التي صدرت بحقهم.
وأطلق الفكرة عبد العزيز بلعيد، رئيس حزب «جبهة المستقبل» ومرشح «رئاسية» 2019، الذي صرح في أحد التجمعات الدعائية بأن «أفضل طريقة لاستعادة المال، الذي تعرض للنهب خلال فترة حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة (دامت 20 سنة)، هو التفاوض مع مَن يقبعون في السجون، ليكشفوا للدولة عن مكان المال العام، الذي تم تحويله إلى الخارج، وذلك بأسرع وقت، حتى نحلّ به المشاكل المالية، التي تتخبّط فيها البلاد».
في إشارة إلى مجموعة كبيرة من المسؤولين الحكوميين السابقين، وعلى رأسهم رئيسا الوزراء أحمد أويحيى وعبد المالك سلال، وعدة وزراء ورجال أعمال، زيادة على السعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس ومستشاره، المتهم بالفساد، وموظفين كبار في الرئاسة والحكومة سابقاً.
وليدعم موقفه، ذكر بلعيد أن «دولاً عديدة عدلت قوانينها، حيث أدرجت فيها مواد مرنة تتيح التفاوض مع مساجين، متهمين بنهب المال العام، وعقد مصالحة معهم يكون فيها الجميع مستفيداً، وأولهم الدولة، خاصة إن كانت تعاني من ضائقة مالية. فماذا يهمني أن يوجَد شخص لديه 3 أو 4 مليارات دولار في الخارج، وهو في السجن... من الرابح؟ هل أنا أم الشعب؟ وبالإضافة إلى ذلك يتم إطعامه وتوفير إقامة له بالمجان. نحن نطلب منه أن يعطينا الأموال نظير استعادة حريته... نقول له: أعطِنا أموالك، التي هي في الحقيقة أموال الشعب الجزائري، من أجل حل مشاكل البلد، وتحصل على حريتك».
ومن جهته، حذر عبد الرزاق مقري، رئيس «حركة مجتمع السلم» الإسلامية، مما سماه «رسكلة المافيا». وقال إن بلدان اتبعت هذه التجربة «لكن لم تنقذ نفسها من الانهيار المالي». وأضاف متسائلاً: «هل فكّر أصحاب هذا الطرح في الابتزاز، الذي ستفرضه الأوليغارشيا على الدولة نظير استعادة أموالها المنهوبة؟»، علماً بأن قطاعاً من الطبقة السياسية يسمي المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال المدانين قضائياً بالسجن بـ«الأوليغارشيا». أما المصطلح الدارج، فهو «العصابة»، وهي صفة أطلقها لأول مرة الفريق أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش سابقاً، عندما هاجم الرئيس بوتفليقة وأفراد عائلته، ومقربين منه، وأمرهم بالتنحي عن الحكم، في الثاني من أبريل (نيسان) 2019، بعد 5 أسابيع من اندلاع الحراك الشعبي.
من جانبه، تناول تبون موضوع «نهب المال من طرف العصابة»، في مقابلة مع فضائية عربية، أول من أمس، وقال إنها «نهبت مئات المليارات من الدولارات، وحولتها إلى الخارج، بعضها ظاهر والآخر غير ظاهر»، مبرزاً أن الدولة «استثمرت نحو ألف مليار دولار منذ بداية الألفينيات في مشروعات للتنمية، وكان حجم تضخيم الفواتير يقارب 30 في المائة من قيمة المشروعات».
كما أكد تبون أن القضاء «صادر جميع الممتلكات الظاهرة للعصابة، وتم وضعها في خزينة الدولة، والجزائر تسعى مع الدول الصديقة في أوروبا والعالم لاكتشاف واسترجاع الأموال المنهوبة المودعة في بنوك لديها».
وحسب تبون فقد «استغلت العصابة حالة الفوضى التي كانت في البلاد، وكانت تتكون من 50 شخصاً، هم أصحاب القرار، ويتحكمون في الاستثمار، وقد استغلت مرض الرئيس السابق للاستيلاء على السلطة لخمس سنوات أخرى».



سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.