انتقال الحكومة المصرية إلى العاصمة الجديدة نهاية 2021

بدء مشروع تطوير عواصم المحافظات والمدن الكبرى

جانب من اجتماع مجلس الوزراء المصري أمس (الحكومة المصرية)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء المصري أمس (الحكومة المصرية)
TT

انتقال الحكومة المصرية إلى العاصمة الجديدة نهاية 2021

جانب من اجتماع مجلس الوزراء المصري أمس (الحكومة المصرية)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء المصري أمس (الحكومة المصرية)

أعلنت الحكومة المصرية، أمس، «بدء تنفيذ مشروع تطوير عواصم المحافظات والمدن الكبرى على مستوى ربوع البلاد»، في حين أشارت إلى انتقالها إلى «العاصمة الإدارية الجديدة» في الربع الأخير من العام الحالي.
وأكد رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، أمس، أنه «خلال الربع الأخير من العام الحالي سيبدأ انتقال مجموعات عمل من الوزارات المختلفة إلى المباني الحكومية، لبدء التشغيل التجريبي للمباني الحكومية؛ تمهيداً للانتقال الرسمي للعاصمة الإدارية الجديدة».
وتقع العاصمة الجديدة على بعد 75 كيلومتراً تقريباً إلى الشرق من القاهرة، وتقدر تكلفة المشروعات فيها بنحو 300 مليار دولار. واعتبر السيسي في مارس (آذار) الماضي، أن الافتتاح المرتقب للعاصمة الإدارية الجديدة، بمثابة «ميلاد دولة وجمهورية جديدة»، مشدداً على أنه يسعى إلى «تغيير واقع المصريين للأفضل».
وكان من المقرر افتتاح العاصمة الجديدة العام الماضي، إلا أن جائحة «كورونا» وتداعياتها أدت إلى تأجيل الافتتاح. ويضم الحي الحكومي في العاصمة الإدارية 10 مجمعات وزارية، بإجمالي 34 مبنى وزارياً، لاستيعاب نحو 51.5 ألف موظف، إلى جانب مبنى رئاسة مجلس الوزراء، ومبنى البرلمان، على مساحة إجمالية تبلغ 430 فداناً. وبحسب «مركز معلومات مجلس الوزراء المصري» فإن تكلفة تمويل إنشاء الحي الحكومي، بلغت نحو 50 مليار جنيه، جاءت من حصيلة بيع الأراضي للمستثمرين.
وأعلن رئيس الوزراء «البدء في تنفيذ مشروع تطوير عواصم المحافظات والمدن الكبرى على مستوى ربوع البلاد؛ وذلك طبقاً لتوجيهات الرئيس السيسي»، موضحاً أن «المشروع يتضمن بناء نحو 500 ألف وحدة سكنية ضمن المبادرة الرئاسية (سكن لكل المصريين)، وسوف يسهم في تحقيق نقلة نوعية بالتوازي مع ما يتم تنفيذه من مشروعات، في إطار المبادرة الرئاسية (حياة كريمة) لتطوير القرى المصرية».
يأتي هذا في وقت أصدر الرئيس السيسي قراراً رئاسياً باعتبار «صندوق تكريم شهداء وضحايا ومفقودي ومصابي العمليات الحربية والإرهابية والأمنية وأسرهم» الذي تأسس عام 2018 من الجهات «ذات الطبيعة الخاصة».
ونشرت الجريدة الرسمية، أمس، قرار الرئيس المصري الذي ينص على «تفويض رئيس مجلس الوزراء في مباشرة اختصاص رئيس الدولة فيما يتعلق بالتعيين في وظائف المستويين الممتازة والعالية بالصندوق». كما «يفوض رئيس مجلس إدارة الصندوق في مباشرة اختصاصات رئيس الدولة فيما يتعلق بالتعيين في وظائف مدير عام والإدارة الإشرافية بالصندوق».
ووافق مجلس النواب المصري (البرلمان) في وقت سابق، على إصدار قانون بإنشاء «صندوق تكريم شهداء وضحايا العمليات الإرهابية». ويهدف الصندوق التابع لرئيس مجلس الوزراء المصري إلى «تكريم شهداء وضحايا ومفقودي ومصابي العمليات الحربية والإرهابية والأمنية وأسرهم، ودعمهم ورعايتهم في كل النواحي الاجتماعية والصحية والتعليمية وغيرها، وصرف التعويضات المستحقة لهم، وفقاً لأحكام القانون».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.