«النفط» الليبية تبحث زيادة مرتبات مستخدميها لوقف الإضرابات

صنع الله يناقش مع السفير المصري تفعيل الاتفاقيات المشتركة

مصطفى صنع الله مستقبلاً القائم بأعمال السفارة المصرية بطرابلس محمد ثروت (المؤسسة الوطنية)
مصطفى صنع الله مستقبلاً القائم بأعمال السفارة المصرية بطرابلس محمد ثروت (المؤسسة الوطنية)
TT

«النفط» الليبية تبحث زيادة مرتبات مستخدميها لوقف الإضرابات

مصطفى صنع الله مستقبلاً القائم بأعمال السفارة المصرية بطرابلس محمد ثروت (المؤسسة الوطنية)
مصطفى صنع الله مستقبلاً القائم بأعمال السفارة المصرية بطرابلس محمد ثروت (المؤسسة الوطنية)

سعياً للحد من إضرابات العاملين في قطاع النفط الليبي، بحث مصطفى صنع الله، رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، مع رئيس اتحاد عمال النفط والغاز، سعد دينار الفاخري، أمس مجموعة من القضايا المتعلقة بتحسين أوضاع العاملين بالقطاع، وفي مقدمتها زيادة مرتباتهم وتقديم خدمات التأمين الصحي لهم.
وسبق للنقابة العامة للعاملين في قطاع النفط الليبي التلويح بتخفيض الإنتاج إن لم تتم الاستجابة لمطالبها بزيادة رواتب منتسبيها، وقالت في مناسبات عديدة، إنها ستتخذ «إجراءات تصعيدية، وستعلن انطلاق حراك لانتزاع حقوقها بكل الطرق والوسائل، بما فيها تخفيض الإنتاج التدريجي للنفط، بما يخوله القانون والإعلان الدستوري، وبما تنص عليه الاتفاقات الدولية، حال عدم الاستجابة لمطالبها وتعمد مزيد من المماطلة».
لكن المؤسسة الوطنية للنفط ردت بأن «القطاع لم يتعاف بعد، ولا يزال يعاني من تأثيرات إغلاقه لمدة ثمانية أشهر بسبب الحرب على العاصمة طرابلس؛ ما تسبب في إلحاق أضرار واسعة في بنيته التحتية، فضلاً عن اتهامها للمصرف المركزي برفض تسييل ميزانية قطاع النفط لأشهر طويلة».
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط، أمس، إن الاجتماع الذي ضم صنع الله، ورئيس اتحاد عمال النفط والغاز، بالإضافة إلى العماري محمد العماري، عضو مجلس الإدارة بالمؤسسة، تمحور حول تفعيل القرار (642) لعام 2013، المتعلق بزيادة أجور مستخدمي القطاع، وتقديم خدمات التأمين الصحي، وتحسين أوضاع العاملين، كما تمت مناقشة خطط التدريب الداخلي والخارجي.
وأوضح صنع الله، أنه تمت إحالة مراسلات إلى وزارة النفط والغاز بخصوص القرار، في انتظار ردها في هذا الشأن، كما أن المؤسسة في انتظار اعتماد الميزانية المخصصة للقطاع؛ كي يتم تحسين خدمات التأمين الصحي للمستخدمين.
وأمهلت النقابة العامة للنفط «الجهات السيادية» المسؤولة في الدولة أكثر من مرة للرد على مطالبها بـ«زيادة رواتب العاملين في هذا القطاع، وتوضيح الأسباب، التي أدت إلى عرقلة القرار رقم 642 لسنة 2013، بكل شفافية ووضوح».
في غضون ذلك، التقى رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، القائم بأعمال السفارة المصرية بطرابلس، السفير محمد ثروت، والوفد المرافق له، حيث تم بحث تفعيل الاتفاقيات المشتركة في مجال النفط والغاز.
وقالت المؤسسة في بيانها، إن الاجتماع استعرض التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين في مجال النفط والغاز، وتوسيع آفاق العمل المشترك، كما تم التطرق إلى تفعيل الاتفاقيات بين الطرفين في المجال ذاته الموقعة خلال السنوات الماضية، واللجان المشتركة المتوقفة منذ عام 2009.
كما أشارت المؤسسة إلى أنه تمت مناقشة تفعيل القرار الخاص بإنشاء «شركة خليج سرت لمشروعات الغاز» بشراكة مع الشركتين المصريتين «إنبي»، و«بتروجت»، وصندوق الإنماء الاقتصادي والاجتماعي الليبي، التي تأسست عام 2007، بمشاركة 24.5 في المائة لشركة «إنبي»، و24.5 في المائة لشركة «بتروجت»، و51 في المائة لصندوق الإنماء الاقتصادي والاجتماعي الليبي. كما تم التأكيد على أهمية عودة الشركات المصرية للمساهمة في مشاريع قطاع النفط الليبي.
في شأن قريب، قال مصدر نفطي بشركة «الواحة» للنفط، ومهندس نفط بحقل «السماح» الليبي أمس، إن تسرباً في خط أنابيب بحقل النفط قد يؤدي إلى وقف عمليات الضخ.
وفي حين لفت مسؤول بالميناء إلى أن إنتاج الحقل حالياً في حدود 285 ألف برميل يومياً، لفت مهندس النفط بالحقل إلى إنه تمت أول من أمس السيطرة على تسرب في خط الأنابيب نفسه، الذي يربط السماح بميناء السدرة. لكن التسرب تجدد أمس.
ولم ينجُ النفط الليبي، الذي يوصف بأنه «قوت الشعب»، من «المساومات» منذ إسقاط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011، ودائماً ما تقع الموانئ والآبار في مرمى الاستهداف، إما لمطالب فئوية، وإما لمناكفات سياسية بين الأطراف المتنازعة.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.