مطالب بمقاضاة رئيس حزب إسلامي مرشح لتصدر انتخابات البرلمان الجزائري

عبد القادر بن قرينة رئيس «حركة البناء الوطني» (أ.ف.ب)
عبد القادر بن قرينة رئيس «حركة البناء الوطني» (أ.ف.ب)
TT

مطالب بمقاضاة رئيس حزب إسلامي مرشح لتصدر انتخابات البرلمان الجزائري

عبد القادر بن قرينة رئيس «حركة البناء الوطني» (أ.ف.ب)
عبد القادر بن قرينة رئيس «حركة البناء الوطني» (أ.ف.ب)

تعرض رئيس حزب إسلامي جزائري، مرشح للصدارة في انتخابات البرلمان المقررة السبت المقبل، لهجوم شديد بعد تصريحات انتقد فيها تصنيف الأمازيغية لغة وطنية ورسمية في الدستور خلال فترة حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. كما انتقد «تفضيل منطقة القبائل»، على أساس أنها حظيت بخطط تنمية أكثر، حسبه، من مناطق الجنوب التي تعاني من تخلف كبير في المنشآت القاعدية، خاصة في قطاعي الصحة والأشغال العمومية. وأثار عبد القادر بن قرينة، رئيس «حركة البناء الوطني»، حفيظة قطاع واسع من سكان محافظات القبائل الناطقين بالأمازيغية، بسبب تصريحات له عدت «مستفزة» بحقهم، وذلك قبل يومين من انتهاء حملة الانتخابات التي تميز فيها بمواقف غير عادية، صدرت عنه خلال تجمع دعائي حضره مرشحو الحزب وأنصاره محلياً بغرداية جنوب البلا.
وقال بن قرينة: «هناك مشكلة تطرحها ولايتان (تيزي وزو وبجاية بالشرق)، وبعض أجزاء من ولايات. وهذه المشكلة صنيعة سلطة سابقة خلال العشرات من السنين»، وجاء ذلك في معرض حديثه عن دسترة الأمازيغية كلغة وطنية في تعديل للدستور عام 2002، ثم لغة رسمية في المراجعة الدستورية لعام 2016. ووصف هذه اللغة، التي يتحدث بها الملايين، بـ«الشيء».
وذهب بن قرينة بعيداً في إظهار حساسيته من الأمازيغية، وقال إن رئيس الوزراء السابق أحمد أويحي (في السجن حالياً بتهم فساد)، الذي يتحدر من منطقة القبائل، «حدثني حول دسترة هذا الشيء، فقلت له إنكم تحاورون أنفسكم». وكان يقصد بذلك حواراً جرى بين ممثلين عن القبائل وأويحي كرئيس سابق للحكومة، بعد أحداث دامية في القبائل عام 2001 أفضت إلى دسترة الأمازيغية.
وأضاف بن قرينة موضحاً أن رئيس الحكومة «كان من المنطقة، ومن شنوا إضراباً يتحدرون من المنطقة أيضاً. وبكل صراحة، بيتي كان مقابلاً لبيته (يقصد بيت أويحي)، وكنت ألاحظ أنهم كانوا يلتقون عنده ليلاً... كان تقاسماً للأدوار، ولم يكن ذلك من أخلاق الدولة». ويقصد بن قرينة بذلك أن أويحي كان، بحكم أنه من القبائل، يستقبل أنصار الأمازيغية في بيته، بغرض ترتيب الاعتراف الرسمي بها، بعد سنوات طويلة من رفض السلطة ذلك.
كما اتهم بن قرينة السلطة في وقت بوتفليقة بـ«تهميش الجنوب (بن قرين يتحدر من ورقلة بالصحراء) والهضاب العليا، وبعض مناطق الفقر بالشمال، ومن أوصلنا إلى هذه الحالة سلطة فاشلة خائنة لأمانة الشهداء. السلطة هي من أوجدت الاختلال، وعدم التوازن بين جهات الوطن، وأوجدت مناطق رخوة وأخرى غير رخوة». ملمحاً إلى أن منطقة القبائل، بشرق العاصمة استفادت من برامج للتنمية، أكثر من مناطق أخرى، لأسباب سياسية، حسبه، تنطوي على إرادة السلطة في شراء السلم بها. وعرفت منطقة القبائل بأنها ثائرة ضد النظام منذ الاستقلال، وعاشت مواجهات عنيفة مع قوات الأمن، خلفت مئات القتلى وحالات احتقان في الخمسين سنة الماضية. وحاول بن قرينة في ختام خطابه الانتخابي التقليل من حدة موقفه ضد منطقة القبائل، قائلاً: «الخير موجود في هذه المنطقة، فقط علينا أن نبحث عن الخيّرين، لا أن تصنع السلطة نخبة مزيفة، ليس لها أي وجود ولا قوة، فذلك يخدم أجندة السلطة وليس الدولة». وجاءت ردود الفعل حادة وسريعة من الولايات الأمازيغية بشكل خاص، عبر صور فيديو نشرها ناشطون سياسيون من تيزي وزو، كبرى مدن القبائل، وبجاية حيث طالبوا النيابة بتحريك دعوى عمومية ضد بن قرينة، بتهمة «نشر خطاب الكراهية والتمييز على أساس اللغة، والانتماء إلى جهة».
وقال أحد النشطاء: «يقبع صحافي في السجن منذ أكثر من شهر بسبب مقالات تنشر الكراهية بين سكان الجنوب، حسب لائحة الاتهامات. أليس ما صرح به بن قرينة كراهية بحق الملايين من الناطقين بلغة السكان الأصليين بشمال أفريقيا؟». وواجه بن قرينة صعوبة كبيرة في إيجاد مترشحين في ولايات القبائل، قياساً إلى كل المناطق الأخرى، بسبب إعلان سكانها مقاطعة الاستحقاق التشريعي، كما فعلوا في استفتاء تعديل الدستور العام الماضي، وقبله انتخابات الرئاسة في 2019.
وعلى صعيد متصل، أكد الرئيس عبد المجيد تبون، أن كل الضمانات الدستورية والقانونية والتنظيمية كفيلة بحماية الإرادة الشعبية، ونزاهة الإنتخابات التشريعية المقبلة، موجها بتأمين هذا الاستحقاق، بما يضمن حق الناخب في الإدلاء بصوته بكل حرية، ويُجرّم أيّ تعدّ على هذا الحق المكرّس دستوريا.



بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
TT

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الاثنين، إن هناك خطة لتوسيع الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان لتشمل دولاً أخرى.

وفي كلمة، خلال افتتاح مؤتمر سفراء العراق الثامن حول العالم في بغداد، أكد الوزير أنه يجب تكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي تهديد أو عدوان محتمل» على العراق.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال، الأسبوع الماضي، إنه بعث رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حثَّ فيها على اتخاذ إجراء فوري للتصدي لأنشطة الجماعات المسلَّحة المُوالية لإيران في العراق، قائلاً إن الحكومة العراقية مسؤولة عن أي أعمال تحدث داخل أراضيها أو انطلاقاً منها.

كما ذكرت تقارير إعلامية أميركية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت الحكومة العراقية من أنها إذا لم تمنع وقوع هجوم إيراني من أراضيها على إسرائيل، فقد تواجه هجوماً إسرائيلياً.

وشنت إسرائيل هجوماً على منشآت وبنى تحتية عسكرية إيرانية، الشهر الماضي؛ رداً على هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، وذلك بعد أن قتلت إسرائيل الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع إيران، حسن نصر الله، في سبتمبر (أيلول) الماضي.