مصر تكشف أحدث المعلومات التقنية لوضع السد الإثيوبي

«سد النهضة» (رويترز)
«سد النهضة» (رويترز)
TT

مصر تكشف أحدث المعلومات التقنية لوضع السد الإثيوبي

«سد النهضة» (رويترز)
«سد النهضة» (رويترز)

كشفت مصر عن أحدت المعلومات التقنية التي توضّح الوضع الحالي لـ«سد النهضة» الإثيوبي، مشيرةً إلى أن «فتحات تمرير المياه تقع على منسوب أقل من أقصى منسوب للسد بمقدار يتراوح بين 103 و67 متراً»، ما يعني أنها كافية لتمرير إيراد نهر النيل، حال جرى الاتفاق على قواعد تنظم ملء وتشغيل السد، المقام على الرافد الرئيسي للنهر.
وقال الدكتور علاء الظواهري، عضو لجنة التفاوض المصرية، إنه «لا بد من اتفاق إثيوبيا مع كل من مصر والسودان على كيفية إدارة السد بعد اكتمال عملية الإنشاء»، التي وصلت لنحو 80%.
ووفق وزارة الموارد المائية المصرية، فإن أقصى منسوب للمياه بالسد الإثيوبي هو 645 متراً، وأقصى منسوب للتخزين 640 متراً، ومنسوب قاع النهر عند السد 500 متر، أي أن ارتفاع السد الرئيسي 145 متراً وأقصى ارتفاع لتخزين المياه 140 متراً.
وسعت الوزارة المصرية، للرد على ما أثير بشأن مناسيب الفتحات بالسد الإثيوبي، مؤكدة في بيان لها أنه توجد فتحات مختلفة لتوليد الكهرباء وإمرار المياه تقع على مناسيب مختلفة، كما توجد فتحتان لتصريف المياه تقع على منسوب 542 متراً.
وأشارت وزارة الري إلى أن السد يتضمن فتحتي مخارج للتوربينات المنخفضة (التوليد المبكر) تقع على منسوب 542 متراً، ولكي تقوم بتوليد كهرباء، فإن الأمر يتطلب أن يكون أقل منسوب للمياه المحجوزة أمام السد عند 560 متراً، والمناظر لإجمالي حجم تخزين نحو 4 مليارات متر مكعب، كمل يتضمن السد 11 فتحة مخارج للتوربينات العليا تقع على منسوب 578 متراً، ولكي تقوم التوربينات العليا بتوليد كهرباء فإن الأمر يتطلب أن يكون أقل منسوب للمياه المحجوزة أمام السد عند 590 متراً، والمناظر لإجمالي حجم تخزين نحو 15 مليار متر مكعب. وأوضحت الوزارة أن هذا يعني أن فتحات تمرير المياه تقع على منسوب أقل من أقصى منسوب للسد بمقدار يتراوح بين 103 و67 متراً.
ووفق الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، فإن بيان الوزارة المصرية يردّ على بعض الأقوال غير الحقيقية على الإنترنت والتي أشار بعضها إلى أنه لن تمر مياه لتشغيل التوربينات إلا عندما يكتمل السد بسعة 74 مليار متر مكعب، بينما هناك 13 فتحة كفيلة بإمرار حصص مصر والسودان حال تشغيلها، والحد الأدنى لتشغيل جميع التوربينات هو 590 متراً الذي يعادل 15 مليار متر مكعب ولن يحدث ذلك هذا العام.
وأوضح شراقي أن هناك توربينين منخفضين يمكن عملهما عند منسوب 560 متراً والذي يعادل نحو 4 مليارات متر مكعب، وسوف يعملان في أغسطس (آب) عندما ينتهوا من تركيبهما، والمنسوب الحالي للمياه هو 565 متراً بسعة تخزينية نحو 5 مليارات متر مكعب. وحتى تكتمل فتحات التوربينات سوف يعتمد تمرير مياه الفيضان على الممر الأوسط، وبعد نهاية الفيضان سوف يعتمد تصريف المياه على فتحتي التوربينات المنخفضة وعلى فتحتي التصريف من دون توربينات، وهما اللتان تعملان حالياً عند اللزوم.
ونوّه إلى أن المشكلة تكمن في حالة وجود صيانة في التوربينات، أي إنها متوقفة، وفي هذه الحالة لا يوجد سوى بوابتين وهما لا تكفيان لتمرير الحصة، ومصر كانت قد طلبت من قبل زيادة الفتحات من دون توربينات إلى أربع، ولم تقبل إثيوبيا ذلك.
بدوره، طالب الدكتور علاء الظواهري، عضو لجنة التفاوض المصرية، باتفاق إثيوبيا مع كل من مصر والسودان على كيفية إدارة سد النهضة بعد اكتمال عملية الإنشاء. وأضاف الظواهري، خلال مداخلة تلفزيونية، أن الاتفاق يجب أن يُلزم إثيوبيا بإطلاق كمية من المياه في وقت الجفاف تجنباً لحدوث عجز في كميات المياه لدى مصر أو السودان، لافتاً إلى عدم إمكانية لجوء إثيوبيا إلى إغلاق مخارج المياه بالسد لكي لا تحدث مشكلات إنشائية بسد النهضة.
وتُصر إثيوبيا على ملء خزان السد، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مع بدء موسم الأمطار، بصرف النظر عن إبرام الاتفاق. فيما تخشى مصر والسودان على حصتيهما من مياه النيل، وتتهمان إثيوبيا بالتعنت وإفشال المفاوضات التي جرت على مدار نحو 10 سنوات.



أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
TT

أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)

قرب ركام مبنى ما زال الدخان يتصاعد منه في مدينة صور، تحمل عائلة حقائب وتصعد على سلم مظلم إلى شقة خُلعت أبوابها ونوافذها، ولا يوجد فيها ماء ولا كهرباء، بعد أن استهدف القصف الإسرائيلي البنى التحتية والطرق، إضافة إلى الأبنية والمنازل.

في اليوم الثاني من سريان وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، كانت مئات العائلات صباح الخميس تتفقّد منازلها في أحياء استهدفتها الغارات الإسرائيلية، وحوّلتها إلى منطقة منكوبة.

لم تسلم سوى غرفة الجلوس في شقة عائلة نجدة. تقول ربّة المنزل دنيا نجدة (33 عاماً)، وهي أم لطفلين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بينما تقف على شرفتها المطلة على دمار واسع: «لم نتوقّع دماراً إلى هذا الحدّ. رأينا الصور لكن وجدنا الواقع مغايراً وصعباً».

وغطّى الزجاج أسرّة أطفالها وألعابهم، في حين تناثرت قطع من إطارات النوافذ الحديدية في كل مكان. وتضيف دنيا نجدة: «عندما وصلنا، وجدنا الدخان يتصاعد من المكان، وبالكاد استطعنا معاينة المنزل».

على الشرفة ذاتها، يقف والد زوجها سليمان نجدة (60 عاماً)، ويقول: «نشكو من انقطاع المياه والكهرباء... حتى المولدات الخاصة لا تعمل بعد انقطاع خطوط الشبكات».

ويقول الرجل، الذي يملك استراحة على شاطئ صور، الوجهة السياحية التي تجذب السكان والأجانب: «صور ولبنان لا يستحقان ما حصل... لكن الله سيعوضنا، وستعود المدينة أفضل مما كانت عليه».

وتعرّضت صور خلال الشهرين الماضيين لضربات عدّة؛ دمّرت أو ألحقت أضراراً بمئات الوحدات السكنية والبنى التحتية، وقطعت أوصال المدينة.

وأنذرت إسرائيل، خلال الأسابيع القليلة الماضية، مراراً سكان أحياء بأكملها بإخلائها، ما أثار الرعب وجعل المدينة تفرغ من قاطنيها، الذين كان عددهم يتجاوز 120 ألفاً.

لن يحصل بنقرة

خلال جولة في المدينة؛ حيث تعمل آليات على رفع الردم من الطرق الرئيسة، يحصي رئيس بلدية صور واتحاد بلدياتها، حسن دبوق لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أكثر من 50 مبنى، مؤلفة من 3 إلى 12 طابقاً دُمّرت كلياً جراء الغارات الإسرائيلية»، غير تضرّر عشرات الأبنية في محيطها، بنسبة تصل إلى 60 في المائة. ويضيف: «يمكن القول إنه يكاد لم يبقَ أي منزل بمنأى عن الضرر».

وشهدت شوارع المدينة زحمة سير مع عودة المئات من السكان إلى أحيائهم، في حين أبقت المؤسسات والمحال التجارية والمطاعم أبوابها موصدة.

ويوضح دبوق: «يتفقّد السكان منازلهم خلال النهار، ثم يغادرون ليلاً بسبب انقطاع الماء عن أنحاء المدينة والكهرباء عن الأحياء التي تعرّضت لضربات إسرائيلية قاسية».

ويقول إن الأولوية اليوم «للإسراع في إعادة الخدمات إلى المدينة، وتأمين سُبل الحياة للمواطنين»، مقرّاً بأن ذلك «لن يحصل بنقرة، ويحتاج إلى تعاون» بين المؤسسات المعنية.

ويضيف: «من المهم أيضاً إزالة الردم لفتح الشوارع حتى يتمكّن الناس من العودة».

واستهدفت غارة إسرائيلية في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) شركة مياه صور، ما أسفر عن تدميرها، ومقتل موظفيْن، وانقطاع المياه عن 30 ألف مشترك في المدينة ومحيطها، وفق ما قال رئيس مصلحة مياه صور وليد بركات.

ودمّرت الغارة مضخّات المياه وشبكة الأنابيب المتفرّعة منها، وفق ما شاهد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية»، الخميس، في إطار جولة نظمها «حزب الله» للصحافيين في عدد من أحياء المدينة.

وتحتاج إعادة بنائها إلى فترة تتراوح بين 3 و6 أشهر، وفق بركات، الذي قال إن العمل جارٍ لتوفير خيار مؤقت يزوّد السكان العائدين بالمياه.

ويقول بركات: «لا صواريخ هنا، ولا منصات لإطلاقها، إنها منشأة عامة حيوية استهدفها العدوان الإسرائيلي».

قهر ومسكّنات

بحزن شديد، يعاين أنس مدللي (40 عاماً)، الخيّاط السوري المُقيم في صور منذ 10 سنوات، الأضرار التي لحقت بمنزله جراء استهداف مبنى مجاور قبل ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار. كانت أكوام من الركام تقفل مدخل المبنى الذي تقع فيه الشقة.

ويقول بأسى: «بكيت من القهر... منذ يوم أمس، وأنا أتناول المسكنات جراء الصدمة. أنظر إلى ألعاب أولادي والدمار وأبكي».

وغابت الزحمة، الخميس، عن سوق السمك في ميناء المدينة القديمة، الذي كان يعجّ بالزبائن قبل الحرب، بينما المراكب راسية في المكان منذ أكثر من شهرين، وينتظر الصيادون معجزة تعيدهم إلى البحر لتوفير قوتهم.

بين هؤلاء مهدي إسطنبولي (37 عاماً)، الذي يروي أنه ورفاقه لم يبحروا للصيد منذ أن حظر الجيش اللبناني في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) حركة القوارب في المنطقة البحرية جنوب لبنان.

ويقول: «لم يسمح الجيش لنا بعد بالخروج إلى البحر حفاظاً على سلامتنا» باعتبار المنطقة «حدودية» مع إسرائيل.

ويقول إسطنبولي: «نراقب الوضع... وننتظر»، مضيفاً: «نحن خرجنا من أزمة، لكن الناس سيعانون الآن من أزمات نفسية» بعد توقف الحرب.

ويقول أب لأربعة أطفال: «أحياناً وأنا أجلس عند البحر، أسمع صوت الموج وأجفل... يتهيّأ لي أن الطيران يقصف. نعاني من الصدمة».