موجز إعلامي

موجز إعلامي
TT

موجز إعلامي

موجز إعلامي

* الغموض سيد الموقف في الذكرى الأولى لإنشاء المحطات التلفزيونية المحلية
* واشنطن - «الشرق الأوسط»: اليوم تحين الذكرى الأولى لتدشين التلفزيون المحلي. وكان البث الأول لمحطة «إيستشري تي في» المحلية في غريمبسي في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2013. وكان ذلك بمثابة تدشين لحقبة جديدة من البث المحلي. ومنذ ذلك الحين تم تدشين 11 محطة تلفزيونية محلية، منها «لندن»، و«نورويتش»، و«نوتنغهام». ومن المقرر أن تنضم إليها «سولينت» خلال الأسبوع الحالي، وأن تلحق بها «ليفربول» الشهر المقبل.
وتباينت ردود فعل الجمهور تجاه المحطات، حيث يرى نايغل ديكر، مدير «نوتس تي في» والذي يرأس شبكة المحطات التلفزيونية المحلية، أن الاثنتي عشرة محطة «خطوة مهمة وإنجاز عظيم». مع ذلك ثبّط إدراكه للواقع شعوره بالزهو قليلا، حيث قال «جميع من في القطاع يتقبلون فكرة مواجهتنا للكثير من التحديات والمشاكل في طريقنا». ولعل أوضح مؤشر على مثل تلك المشاكل كان طلب «لندن لايف» من «أوف كوم» أن تخفض عدد البرامج المحلية. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وبعد رفض طريقة أولية للقيام بذلك، تم منحها الضوء الأخضر للقيام بعملية الخفض. وكانت مشكلة «لندن لايف»، التي تمتلكها مجموعة «إندبندنت لندن إيفنينغ ستاندرد غروب»، هي أنها تجذب الجمهور.
مع ذلك، خارج العاصمة هناك بعض الأدلة التي تشير إلى اتجاه بعض الناس لتجربة الخدمات الجديدة. على سبيل المثال، تمكنت «إس تي في غلاسغو» من جذب 572 ألف مشاهد خلال الشهر الأول من إطلاقها في يونيو (حزيران).

* بيل أوريلي و«فوكس نيوز» في خندق واحد
* واشنطن - «الشرق الأوسط»: بعد ساعات من إذاعة نبأ تغيير براين ويليامز لروايته السابقة عن مشاركته في مهمة على متن مروحية في العراق، أعلن اعتذاره على الهواء مباشرة. وفتحت محطة «إن بي سي نيوز» تحقيقًا معه، وفي غضون أيام تم إيقافه عن العمل، ووصفت المحطة تصرفه بـ«الخاطئ وغير اللائق». وعندما ذكرت مجلة «ماذر جونز» أن بيل أوريلي شارك في خطاب أضاف إليه تفاصيل من جانبه عن تغطيته لحرب الفوكلاند، وصف أوريلي أحد كاتبي المقال بأنه «طفل متشرد غير مسؤول»، واستغل برنامجه المسائي للرد على متهميه، وتصدى رؤساؤه في «فوكس نيوز»، ومن بينهم روجر إيلز، الرئيس التنفيذي، للدفاع عنه. وتكشف لنا طريقة تعامل «فوكس نيوز» مع الجدل الكثير من الأمور عن تلك الشبكة، وكذا عن نجمها الساطع الرجل الذي ربما يكون قد حدد معايير ورسالة المحطة أكثر من أي شخص آخر في فترة تمثل بداية حقبة جديدة لتغطية إخبارية صريحة تتعمد إثارة الجدل.

* صحف ميردوخ تستعيد ثقتها بعد إسقاط الاتهام في قضية التنصت
* لندن - «الشرق الأوسط»: يشير تزايد الانتقادات في صحيفتي «صنداي تايمز» و«صن» للاتهامات الموجهة من السلطات البريطانية إلى مناخ جديد من الثقة يسود مقر «نيوز يو كيه» في لندن بريدج. وتم إخطار مؤسسة «نيوز كوربوريشن»، التي يمتلكها روبرت ميردوخ، ومقرها في نيويورك، بأن التهديد بفتح تحقيق بموجب قانون ممارسات الفساد الأجنبية قد زال. ومنذ انتشار خبر إسقاط الاتهامات الموجهة إلى «نيوز كوربوريشن» في ما يتعلق بفضيحة التنصت على الهواتف، ودفع رشاوى إلى مسؤولين حكوميين، بات تغير الحال والمناخ العام في مؤسسة «نيوز يو كيه»، المملوكة لروبرت ميردوخ، واضحا جليا.
وكانت الشركة قد صرحت في 2 فبراير (شباط) الماضي بأن وزارة العدل الأميركية أخطرتها بأنه لن يتم فتح تحقيق بموجب قانون ممارسات الفساد الأجنبية كما كان مقررا. وأعرب غيرسن زويفاتش، المستشار العام لـ«نيوز كوربوريشن»، عن امتنانه لانتهاء الأمر. وبعد أيام، في تطور لم يُخطر به كثيرون، تنحى غيرسن عن منصبه مشيرا إلى أن دوره قد انتهى عند هذا الحد.
مع ذلك من أهم المؤشرات، التي توضح مناخ الثقة الذي ساد مقر «نيوز يو كي»، تزايد حدة انتقادها لاتهام صحافيي «صن» بدفع رشاوى إلى مسؤولين حكوميين. ومنذ ثمانية أيام، تضمن استعراض «صنداي تايمز» لشخصية مدير الادعاءات العامة، أليسون ساندرز، إشارة إلى «إعادة المحاكمة المكلفة» لصحافيي «صن»، وإلى تولي قاض آخر النظر في القضية.

* مجلة «بورتر» تثبت أن التسويق الذكي للمحتوى لا يزال ممكنًا
* واشنطن - «الشرق الأوسط»: بعد مرور عام على صدورها، كثيرا ما ينظر إلى مجلة «بورتر»، التي تصدر مرتين شهريًا، كنموذج لكيفية مقاومة النسخ الورقية للفناء. وعندما تم إصدار المجلة في فبراير (شباط) الماضي، كانت أول مجلة أزياء تصدر في شكل نسخة رقمية منذ وقت طويل، وكانت أيضا أول مجلة تنافس «فوغ» ذات الـ123 عاما، والتي تتصدر عالم مجلات الأزياء. وتتوافر الآن نسخ المجلة في 60 دولة، وبلغت نسبة توزيعها 152 ألف نسخة، وهو رقم يضعها في مرتبة قريبة من «فوغ» التي تبلغ نسبة توزيعها 191 ألف نسخة.
ومجلة «بورتر» في جوهرها مجلة أزياء ذات ذوق راق، تتبنى قيم إنتاج رفيعة المستوى. مع ذلك، وكما هو مذكور على غلافها، يملكها متجر الأزياء «نت إيه بورتر». وتنتشر صور ملابس المتجر بشكل واضح وصريح على صفحات المجلة، إضافة إلى المقالات والمقابلات المتعلقة بالعلامة التجارية. ويوجد أيضا إعلان منشور أسفل كل صفحة من المجلة يدعو القارئ إلى التسوق باستخدام تطبيق «نت إيه بورتر».



كيف يؤطّر الإعلام المعارك ويتلاعب بسردياتها؟

دخان يتصاعد خلال عملية عسكرية إسرائيلية على مخيم «نور شمس» للاجئين قرب مدينة طولكرم في الضفة الغربية (إ ب أ)
دخان يتصاعد خلال عملية عسكرية إسرائيلية على مخيم «نور شمس» للاجئين قرب مدينة طولكرم في الضفة الغربية (إ ب أ)
TT

كيف يؤطّر الإعلام المعارك ويتلاعب بسردياتها؟

دخان يتصاعد خلال عملية عسكرية إسرائيلية على مخيم «نور شمس» للاجئين قرب مدينة طولكرم في الضفة الغربية (إ ب أ)
دخان يتصاعد خلال عملية عسكرية إسرائيلية على مخيم «نور شمس» للاجئين قرب مدينة طولكرم في الضفة الغربية (إ ب أ)

سواء في الحرب الروسية - الأوكرانية، أو الحروب المشتعلة في الشرق الأوسط راهناً، لعب الإعلام دوراً مثيراً للجدل، وسط اتهامات بتأطير مخاتل للصراعات، وصناعة سرديات وهمية.

هذا الدور ليس بجديد على الإعلام، حيث وثَّقته ورصدته دراسات دولية عدة، «فلطالما كانت لوسائل الإعلام علاقة خاصة بالحروب والصراعات، ويرجع ذلك إلى ما تكتسبه تلك الحروب من قيمة إخبارية بسبب آثارها الأمنية على الجمهور»، حسب دراسة نشرتها جامعة كولومبيا الأميركية عام 2000.

الدراسة أوضحت أن «الصراع بمثابة الأدرينالين في وسائل الإعلام. ويتم تدريب الصحافيين على البحث عن الخلافات والعثور على الحرب التي لا تقاوم. وإذا صادفت وكانت الحرب مرتبطة بهم، يزداد الحماس لتغطيتها».

لكنَّ الأمر لا يتعلق فقط بدور وسائل الإعلام في نقل ما يدور من أحداث على الأرض، بل بترويج وسائل الإعلام لروايات بعضها مضلِّل، مما «قد يؤثر في مجريات الحروب والصراعات ويربك صانع القرار والمقاتلين والجمهور والمراقبين»، حسب خبراء وإعلاميين تحدثوا مع «الشرق الأوسط»، وأشاروا إلى أن «الإعلام في زمن الحروب يتخندق لصالح جهات معينة، ويحاول صناعة رموز والترويج لانتصارات وهمية».

يوشنا إكو

حقاً «تلعب وسائل الإعلام دوراً في الصراعات والحروب»، وفق الباحث الإعلامي الأميركي، رئيس ومؤسس «مركز الإعلام ومبادرات السلام» في نيويورك، يوشنا إكو، الذي قال إن «القلم أقوى من السيف، مما يعني أن السرد حول الحروب يمكن أن يحدد النتيجة».

وأشار إلى أن قوة الإعلام هي الدافع وراء الاستثمار في حرب المعلومات والدعاية»، ضارباً المثل بـ«الغزو الأميركي للعراق الذي استطاعت إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش تسويقه للرأي العام الأميركي باستخدام وسائل الإعلام».

وأضاف إكو أن «وسائل الإعلام عادةً ما تُستخدم للتلاعب بسرديات الحروب والصراعات للتأثير في الرأي العام ودفعه لتبني آراء وتوجهات معينة»، مشيراً في هذا الصدد إلى «استخدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسائل الإعلام لتأطير الحرب ضد أوكرانيا، وتصويرها على أنها عملية عسكرية وليست حرباً».

لكنَّ «الصورة ليست قاتمة تماماً، ففي أحيان أخرى تلعب وسائل الإعلام دوراً مناقضاً»، حسب إكو، الذي يشير هنا إلى دور الإعلام «في تشويه سمعة الحرب الأميركية في فيتنام مما أجبر إدارة الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون على الاعتراف بالخسارة ووقف الحرب».

وبداية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عُقدت الحلقة الدراسية الإعلامية الدولية الثلاثية للأمم المتحدة حول السلام في الشرق الأوسط بجنيف، لبحث التحديات في متابعة «حرب غزة». وأشارت المناقشات إلى «تأطير الإعلام إسرائيل على أنها بطل للرواية، حيث تكون إسرائيل هي الأخيار وفلسطين وحماس الأشرار»، ولفتت المناقشات إلى أزمة مماثلة خلال تغطية الحرب الروسية - الأوكرانية. وقالت: «من شأن العناوين الرئيسية في التغطية الإعلامية أن تترك المرء مرتبكاً بشأن الوضع الحقيقي على الأرض، فلا سياق للأحداث».

ستيفن يونغبلود

وهنا، يشير مدير ومؤسس «مركز صحافة السلام العالمية» وأستاذ الإعلام ودراسات السلام في جامعة بارك، ستيفن يونغبلود، إلى أن «الصحافيين يُدفعون في أوقات الحروب إلى أقصى حدودهم المهنية والأخلاقية». وقال: «في هذه الأوقات، من المفيد أن يتراجع الصحافي قليلاً ويأخذ نفساً عميقاً ويتمعن في كيفية تغطية الأحداث، والعواقب المترتبة على ذلك»، لافتاً في هذا الصدد إلى «صحافة السلام بوصفها وسيلة قيمة للتأمل الذاتي». وأضاف أن «الإعلام يلعب دوراً في تأطير الحروب عبر اعتماد مصطلحات معينة لوصف الأحداث وإغفال أخرى، واستخدام صور وعناوين معينة تخدم في العادة أحد طرفي الصراع».

وتحدث يونغبلود عن «التباين الصارخ في التغطية بين وسائل الإعلام الغربية والروسية بشأن الحرب في أوكرانيا»، وقال إن «هذا التباين وحرص موسكو على نشر سرديتها على الأقل في الداخل هو ما يبرر تأييد نحو 58 في المائة من الروس للحرب».

أما على صعيد «حرب غزة»، فيشير يونغبلود إلى أن «أحد الأسئلة التي كانت مطروحة للنقاش الإعلامي في وقت من الأوقات كانت تتعلق بتسمية الصراع هل هو (حرب إسرائيل وغزة) أم (حرب إسرائيل وحماس)؟». وقال: «أعتقد أن الخيار الأخير أفضل وأكثر دقة».

ويعود جزء من السرديات التي تروجها وسائل الإعلام في زمن الحروب إلى ما تفرضه السلطات عليها من قيود. وهو ما رصدته مؤسسة «مراسلون بلا حدود»، في تقرير نشرته أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أشارت فيه إلى «ممارسة إسرائيل تعتيماً إعلامياً على قطاع غزة، عبر استهداف الصحافيين وتدمير غرف الأخبار، وقطع الإنترنت والكهرباء، وحظر الصحافة الأجنبية».

خالد القضاة

الصحافي وعضو مجلس نقابة الصحافيين الأردنيين، خالد القضاة، يرى أن «الدول والمنظمات التي تسعى لفرض الإرادة بقوة السلاح، عادةً ما تبدأ حروبها بالإعلام». وأوضح أن «الإعلام يُستخدم لتبرير الخطوات المقبلة عبر تقديم سرديات إما مشوَّهة وإما مجتزَأة لمنح الشرعية للحرب».

وقال: «في كثير من الأحيان تُستخدم وسائل الإعلام للتلاعب بالحقائق والشخوص وشيطنة الطرف الآخر وإبعاده عن حاضنته الشعبية»، وأشار إلى أن ذلك «يكون من خلال تبني سرديات معينة والعبث بالمصطلحات باستخدام كلمة عنف بدلاً من مقاومة، وأرض متنازع عليها بدلاً من محتلة».

وأضاف القضاة أن «تأطير الأحداث يجري أيضاً من خلال إسباغ سمات من قبيل: إرهابي، وعدو الإنسانية، على أحد طرفَي الصراع، ووسم الآخر بـ: الإصلاحي، والمدافع عن الحرية، كل ذلك يترافق مع استخدام صور وعناوين معينة تُسهم في مزيد من التأطير»، موضحاً أن «هذا التلاعب والعبث بسرديات الحروب والصراعات من شأنه إرباك الجمهور والرأي العام وربما التأثير في قرارات المعارك ونتائجها».

ولفت إلى أنه «قياساً على الحرب في غزة، يبدو واضحاً أن هذا التأطير لتغليب السردية الإسرائيلية على نظيرتها في الإعلام الغربي». في الوقت نفسه أشار القضاة إلى «إقدام الإعلام على صناعة رموز والحديث عن انتصارات وهمية وزائفة في بعض الأحيان لخدمة سردية طرف معين، وبث روح الهزيمة في الطرف الآخر».

منازل ومبانٍ مدمَّرة في مخيم المغازي للاجئين خلال العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة (إ.ب.أ)

كان «مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية» قد أشار في تقرير نشره في ديسمبر (كانون الأول) 2023، إلى أن «اللغة التحريضية لتغطية وسائل الإعلام الأميركية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي تؤثر في تصور المجتمعات المختلفة بعضها لبعض ويمكن أن تكون سبباً لأعمال الكراهية». وأضاف: «هناك تحيز في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي بهدف إثارة رد فعل عاطفي، بدلاً من تقديم رؤية حقيقية للأحداث».

حسن عماد مكاوي

عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة، الدكتور حسن عماد مكاوي، يرى أن «توظيف الدول وأجهزة الاستخبارات لوسائل الإعلام أمر طبيعي ومتعارف عليه، لا سيما في زمن الحروب والصراعات». وقال إن «أحد أدوار الإعلام هو نقل المعلومات التي تؤثر في اتجاهات الجماهير لخدمة أهداف الأمن القومي والسياسة العليا». وأضاف أن «وسائل الإعلام تلعب هذا الدور بأشكال مختلفة في كل دول العالم، بغضّ النظر عن ملكيتها، وانضمت إليها حديثاً وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يجري توظيف شخصيات تبدو مستقلة للعب نفس الدور ونقل رسائل الدولة أو الحكومة».

وأشار مكاوي إلى أن «هذه العملية لا تخلو من ترويج الشائعات ونشر أخبار مضللة، والتركيز على أمور وصرف النظر عن أخرى وفق أهداف محددة مخططة بالأساس». وضرب مثلاً بـ«حرب غزة» التي «تشهد تعتيماً إعلامياً من جانب إسرائيل لنقل رسائل رسمية فقط تستهدف تأطير الأحداث في سياق معين».