«الإسلاميون» يتوجسون من منافسيهم المستقلين في «تشريعيات» الجزائر

ملصقات إعلانية لحملة انتخابات البرلمان وسط العاصمة الجزائرية (أ.ف.ب)
ملصقات إعلانية لحملة انتخابات البرلمان وسط العاصمة الجزائرية (أ.ف.ب)
TT

«الإسلاميون» يتوجسون من منافسيهم المستقلين في «تشريعيات» الجزائر

ملصقات إعلانية لحملة انتخابات البرلمان وسط العاصمة الجزائرية (أ.ف.ب)
ملصقات إعلانية لحملة انتخابات البرلمان وسط العاصمة الجزائرية (أ.ف.ب)

يبذل المترشحون لانتخابات البرلمان في الجزائر، المقررة السبت المقبل، جهداً كبيراً لإقناع حوالي 24 مليون شخص مسجلين على اللائحة الانتخابية بالمشاركة في عملية التصويت، بالنظر للبرودة التي شهدتها حملة الانتخابات، التي تنتهي الثلاثاء المقبل. ودعا رئيس الهيئة المكلفة بتسيير العملية الانتخابية إلى «منح الأصوات للمترشحين الذين يستحقونها».
وراهنت الأحزاب الكبيرة التي دخلت غمار المنافسة، على المدن الكبيرة لحشد حملة التأييد للاقتراع التشريعي، كون المقاطعة بها كانت كبيرة في كل الاستحقاقات الماضية، وبخاصة استفتاء تعديل الدستور (نسبة التصويت لم تتجاوز 23 في المائة) وانتخابات الرئاسة (39 في المائة).
ولوحظ انتشار واسع في العاصمة لقادة الأحزاب الإسلامية «حركة البناء الوطني»، و«حركة مجتمع السلم»، و«جبهة العدالة والتنمية»، والأحزاب التي أعلنت ولاءها للرئيس تبون «جيل جديد»، و«جبهة المستقبل»، و«جبهة الجزائر الجديد»، حيث نظموا تجمعات ولقاءات، حضرها أنصارهم وأفراد من عائلاتهم وأقاربهم.
وفي نظر غالبية المراقبين، تعد العاصمة مقياساً أساسياً لمستوى المشاركة الشعبية في الانتخابية. وتوحي كل المؤشرات بأن نسبة التصويت بها ستكون ضعيفة. والعاصمة، زيادة على ذلك، تحتضن فضاءات الحراك الشعبي، الذي يرفض بشدة هذه الانتخابات، ويدعو إلى مقاطعتها «لأنها من ألاعيب النظام الهدف منها إطالة عمره».
ويظهر «الإسلاميون» في الحملة حماسة كبيرة للانتخابات، التي يعتبرونها فرصة قد لا تعوض لحصد الأغلبية، وذلك في غياب الأحزاب اليسارية والعلمانية التي تقاطع الموعد. وقال عبد الرزاق مقري، رئيس «مجتمع السلم»، لدى استضافته في فضائية خاصة إن «تشريعيات» 2021 تتوفر على حد أدنى من شروط النزاهة، غابت حسبه، عن كل انتخاب سابق. وأكد أن التعديلات التي أدخلها الرئيس تبون على قانون الانتخابات في مارس (آذار) الماضي، «تقطع الطريق أمام المال الفاسد الذي تم توظيفه سابقاً لشراء مقاعد البرلمان». في إشارة ضمناً إلى اتهام أحزاب الأغلبية في البرلمان المنحل شهر فبراير (شباط) الماضي، بـ«شراء أصوات الناخبين بالمال».
وكانت وزارة العدل قد سحبت الحصانة البرلمانية من عدة نواب، وتم سجن غالبيتهم بتهمة دفع رشوة للحصول على المراتب الأولى في لوائح ترشيحات في استحقاق 2017، التي تضمن بنسبة كبيرة الالتحاق بالبرلمان. وأشهر النواب المسجونين رجل الأعمال بهاء طليبة، برلماني «جبهة التحرير الوطني».
كما يبدي «الإسلاميون» معارضة شديدة لكثرة لوائح المرشحين المستقلين المنتمين لتنظيمات المجتمع المدني، إذ يرون فيها إرادة من السلطة لتغييب أحزابهم عن البرلمان، في مقابل التمكين لنشطاء الجمعيات، الذين لا يملكون رصيداً في السياسة، حسبهم.
وبرز في هذه الحملة رئيس جبهة المستقبل، مرشح انتخابات الرئاسة سابقاً عبد العزيز بلعيد، باقتراحه الإفراج عن كل المسؤولين الحكوميين المتهمين بالفساد، في حال أعادوا المال العام الذي أودعوه في حسابات بنكية داخل وخارج البلاد، وتنازلوا للدولة عن الأملاك التي اشتروها به. ومن أبرز المتهمين بالفساد رئيسا الوزراء سابقا أحمد أويحي (15 سنة سجناً مع التنفيذ)، وعبد المالك سلال (12 سنة سجناً مع التنفيذ).
من جهته، أشاد محمد شرفي، رئيس «السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات»، في تصريحات بالعاصمة أمس، بكثرة عدد المرشحين المتخرجين من الجامعة حديثاً، وعدّ ذلك «مؤشراً على أن التشكيلة المقبلة للبرلمان، سيكون نصفها من الشباب».
يشار إلى أن السلطات تعهدت بصرف مبلغ مالي للمترشحين، الذين تقل أعمارهم عن الأربعين، لمساعدتهم على تمويل الحملة الدعائية.
كما أشاد شرفي بـ«الحملة التحسيسية، التي نظمها المجتمع المدني، لإبراز أهمية الانتخابات التشريعية». وعبر عن ارتياحه لـ«تفادي المترشحين الملاسنات والتراشق أثناء الحملة، مما يدل على أن الخطاب السياسي شهد تطوراً إيجابياً». مبرزاً أنّ «الصوت الانتخابي أمانة، وعلى الناخب أن يمنح صوته للشخص الذي يستحقه، لأن في ذلك ضمانة للديمقراطية والهدوء في البلاد».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.