بوركينا فاسو... مائة قتيل على الأقل في هجوم إرهابي

دخلت بوركينا فاسو في حداد وطني بعد الصدمة التي خلفها مقتل مائة مدني على الأقل في هجوم إرهابي دموي، وقع فجر أمس (السبت) في قرية «سولهان» الواقعة شمال شرقي البلاد، حيث تنشط جماعات مسلحة تابعة لتنظيم «القاعدة»، وأخرى تدين بالولاء لتنظيم «داعش». مصادر محلية قالت إن الهجوم بدأ عند الساعة الثانية من فجر يوم السبت، واستمر لعدة ساعات، فيما يرجح أن عشرات المقاتلين شاركوا فيه، فيما أعلنت الحكومة في بيان رسمي أن الهجوم «أسفر عن مقتل سكان قرية سولهان، وإحراق المنازل والسوق»، واصفة منفذي الهجوم بـ«الإرهابيين». وقال روش مارك كابوري، رئيس بوركينا فاسو، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) إن «أشخاصا مسلحين هاجموا قرية سولهان التابعة لبلدية سيبا، الواقعة في محافظة الساحل»، قبل أن يضيف: «إنني أنحني أمام ذكرى القتلى في الهجوم الدموي، وأتوجه بالتعازي إلى عائلات الضحايا». وأضاف كابوري أنه «أمام هذه الفاجعة أعلن الحداد الوطني لثلاثة أيام، يبدأ منتصف ليل السبت - الأحد»، مؤكداً أن «قوات الدفاع والأمن تتعقب منفذي الهجوم الجبان للقضاء عليهم، لذا يجب أن نبقى موحدين ومتماسكين أمام قوى الشر».
ولكن مصادر محلية في قرية سولهان التي وقع فيها الهجوم، قالت إن عشرات المسلحين هاجموا عند حوالي الساعة الثانية فجراً. في غضون ذلك تشير مصادر محلية إلى أن الهجوم استهدف موقعا تابعا لمتطوعين محليين لحماية قرية «سولهان»، وهي كتائب ذات طابع أهلي تحمل اسم «المتطوعين للدفاع عن الوطن» سلحتهم الحكومة لحماية قراهم، ومساعدة قوات الدفاع والأمن التي تعاني من بطء التحرك ونقص الفاعلية. وقال صحافي يعمل في إذاعة محلية بالقرية إن الهجوم بدأ عند الساعة الثانية من فجر السبت، وأضاف: «كنا نسمع أصوات الانفجارات والقذائف، فيما تدخلت وحدة من الجيش لمساندة المتطوعين المحليين»، وتحدث الصحافي المحلي عن حالة من الرعب عاشها سكان القرية. وأكدت مصادر محلية أخرى أن المسلحين نجحوا في دخول القرية وقاموا بتصفية عدد من السكان، وأضرموا النيران في بعض الأعرشة واستحوذوا على بعض الممتلكات قبل الانسحاب، فيما تشير الحصيلة الأولية إلى سقوط مائة قتيل على الأقل، بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى في صفوف السكان.
وأفاد مصدر طبي في بلدية «سيبا» بأن عددا كبيرا من الجرحى وصل إلى المستشفى قادما من قرية «سولهان»، مشيرا إلى أن أغلب الجرحى إصاباتهم خطيرة، داعيا الحكومة والمنظمات الإنسانية إلى تحرك عاجل لتوفير الرعاية الطبية للمصابين.
قرية «سولهان» التي تقع على بعد 14 كيلومترا من بلدية «سيبا»، حيث توجد وحدة من الجيش، سبق أن تعرضت هذا العام لعدة هجمات إرهابية، من أشهرها اختطاف أحد أعيان القرية منتصف فبراير (شباط) الماضي، قبل أن يتمكن بعد ثلاثة أسابيع من الفرار والنجاة. وتقع محافظة «الساحل» التي وقع فيها الهجوم، شمال شرقي بوركينا فاسو، على الحدود مع النيجر ومالي، فيما يعرف بالمثلث الحدودي الأكثر خطورة في المنطقة، حيث تنشط جماعات تابعة لتنظيم «القاعدة» وأخرى تتبع لتنظيم «داعش». ويأتي هذا الهجوم بعد أيام قليلة من تعليق فرنسا كافة أشكال التعاون العسكري مع الجيش في دولة مالي، بسبب الانقلاب العسكري الذي وقع نهاية الشهر الماضي في باماكو، وهو قرار يثير المخاوف من تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة، وخاصة في النيجر وبوركينا فاسو المجاورتين لمالي.