«ناسا» تعود إلى كوكب المشترى بعد غياب 20 عاماً

خرائط فسيفسائية وجيولوجية لقمر جانيميد (ناسا)
خرائط فسيفسائية وجيولوجية لقمر جانيميد (ناسا)
TT

«ناسا» تعود إلى كوكب المشترى بعد غياب 20 عاماً

خرائط فسيفسائية وجيولوجية لقمر جانيميد (ناسا)
خرائط فسيفسائية وجيولوجية لقمر جانيميد (ناسا)

تنطلق مركبة الفضاء (جونو) التابعة لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، غداً (الاثنين) في رحلة تسعى إلى الاقتراب من قمر كوكب المشترى الأكبر «جانيميد»، وذلك بعد 20 عاما من الاقتراب الأخير في مايو (أيار) من عام 2000، عبر مركبة الفضاء (جاليليو).
ووفق تقرير نشرته «ناسا» أول من أمس على موقعها الإلكتروني، فإن مركبة الفضاء (جونو) ستكون على بعد 645 ميلاً (1038 كيلومترًا) من سطح أكبر أقمار المشترى (جانيميد)، وسيوفر هذا الاقتراب نظرة ثاقبة على القمر، تساعد في دراسة تركيبه، وطبقة الأيونوسفير الخاصة به، وغلافه المغناطيسي.
وقمر «جانيميد» أكبر من كوكب عطارد، وهو القمر الوحيد في النظام الشمسي الذي له غلافه المغناطيسي، وهو منطقة على شكل فقاعة من الجسيمات المشحونة المحيطة بالجرم السماوي.
ويقول الباحث الرئيسي في مهمة (جونو) سكوت بولتون، من معهد ساوث ويست للأبحاث بسان أنطونيو: «تحمل جونو مجموعة من الأدوات الحساسة القادرة على رؤية (جانيميد) بطرق لم تكن ممكنة من قبل، ومن خلال الطيران بالقرب جدا، سننقل استكشاف (جانيميد) إلى القرن الحادي والعشرين، عبر أجهزة الاستشعار الفريدة الموجودة بالمركبة».
وستبدأ أدوات جونو العلمية في جمع البيانات قبل حوالي ثلاث ساعات من الاقتراب الأقرب للمركبة الفضائية، عبر مطياف الأشعة فوق البنفسجية (UVS) ومقياس إشعاع الموجات الدقيقة الذي سينظر في قشرة الجليد المائي للقمر للحصول على بيانات حول تكوينه ودرجة حرارته.
وتحتوي قشرة (جانيميد) الجليدية على بعض المناطق الفاتحة والمظلمة، مما يشير إلى أن بعض المناطق قد تكون جليدًا نقيًا، بينما تحتوي مناطق أخرى على جليد متسخ، وسيوفر مقياس إشعاع الموجات الدقيقة أول تحقيق متعمق لكيفية اختلاف تكوين وهيكل الجليد مع اختلاف العمق، مما يؤدي إلى فهم أفضل لكيفية تشكل القشرة الجليدية والعمليات الجارية التي تطفو على الجليد بمرور الوقت، كما يؤكد بولتون. ويضيف أن النتائج التي سيتم الحصول عليها من تلك المهمة، ستكمل تلك التي تحصل عليها مركبة «مستكشف أقمار المشتري الجليدية»، التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، والتي ستنظر إلى الجليد باستخدام الرادار بأطوال موجية مختلفة عندما تصبح أول مركبة فضائية تدور حول قمر آخر غير قمر الأرض في عام 2032.


مقالات ذات صلة

العالم محطة الفضاء الدولية (ناسا)

التعاون بين روسيا وأميركا في مجال الفضاء مستمر

تواصل روسيا والولايات المتحدة تعاونهما في مجال الفضاء في السنوات المقبلة، على الرغم من التوترات على الأرض.

يوميات الشرق إنجاز مذهل (ناسا)

مسبار «ناسا»... «يقهر» الشمس مُسجِّلاً إنجازاً مذهلاً

أكّدت «ناسا» أنّ المسبار «باركر» الشمسي «سليم» ويعمل «بشكل طبيعي» بعدما نجح في الوصول إلى أقرب نقطة من الشمس يصل إليها أي جسم من صنع الإنسان.

«الشرق الأوسط» (ماريلاند الولايات المتحدة)
يوميات الشرق صورة توضيحية للمسبار «باركر» وهو يقترب من الشمس (أ.ب)

«ناسا»: المسبار «باركر» يُسجل اقتراباً قياسياً من الشمس

أفادت وكالة «ناسا» الأميركية للفضاء بتسجيل مسبار فضائي في عيد الميلاد اقتراباً قياسياً من الشمس على نحو لم يحققه أي جسم من صنع الإنسان حتى الآن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم مسبار «باركر» التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وهو يقترب من الشمس (أ.ب)

مسبار لـ«ناسا» يصل إلى أقرب مسافة له على الإطلاق من الشمس

يستعد مسبار «باركر» التابع لوكالة «ناسا» للوصول عشية عيد الميلاد، إلى أقرب مسافة له من الشمس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
TT

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها.
وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات. ويقول المسؤول عن التنوع البيولوجي في أورلي سيلفان ليجال، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "الاصطدام بالحيوانات هو ثاني أخطر احتمال لتعرّض الطائرة لحادثة كبيرة".
وللمطارات التي تطغى عليها الخرسانة، مناطق برية محمية ترمي إلى حماية الطيران، تبلغ في أورلي مثلاً 600 هكتار. وتضم هذه المناطق مجموعة من الحيوانات كالثعالب والأرانب وأنواع كثيرة من الطيور من البشلون الرمادي إلى زاغ الجيف.
ويوضح ليجال أنّ الاصطدام بالحيوانات قد "يُحدث أضراراً كبيرة للطائرة"، كتوقف المحرك في حال سحبت المحركات النفاثة الطائر، أو إصابة الطيارين إذا اصطدم الطائر بالزجاج الأمامي. إلا أنّ الحوادث الخطرة على غرار ما سُجل في نيويورك عام 2009 حين استدعى تصادم إحدى الطائرات بإوز هبوطها اضطرارياً، نادرة. وفي أورلي، شهد عدد الحوادث التي تتطلب وقف الإقلاع أو عودة الطائرة إلى المطار انخفاضاً إلى النصف منذ العام 2014.
ويعود سبب انخفاض هذه الحوادث إلى تطوّر مهارات طاردي الطيور الـ11 في أورلي. ويقول ليجال "كنّا نوظّف في الماضي صيادين، لأننا كنّا بحاجة إلى شخص يدرك كيفية حمل سلاح"، مضيفاً "كنا نعمل ضد الطبيعة".
إلا أنّ القوانين تغيّرت وكذلك العقليات، "فنعمل منذ العام 2014 لصالح الطبيعة"، إذ "بات السلاح حالياً آخر الحلول المُعتمدة".
ويضيف "نوظّف راهناً علماء بيئيين، لأننا نحتاج إلى أشخاص" يتمتعون بـ"مهارات علمية"، بهدف توسيع المساحات الخضراء للحد من وجود الطيور قرب المدارج. ويوضح أنّ "معلومات الخبراء عن الحياة البرية" تساهم في "تحديد الأنواع وسلوكها بصورة سريعة، وإيجاد الخطة الأنسب" في حال كان تخويف الحيوانات ضرورياً.