تقرير: وكلاء إيران في العراق يهددون الولايات المتحدة بأسلحة أكثر تطوراً

جدران مضادة للتفجيرات لمواقع نوم الجنود الأميركيين في قاعدة عين الأسد الجوية في العراق (رويترز)
جدران مضادة للتفجيرات لمواقع نوم الجنود الأميركيين في قاعدة عين الأسد الجوية في العراق (رويترز)
TT

تقرير: وكلاء إيران في العراق يهددون الولايات المتحدة بأسلحة أكثر تطوراً

جدران مضادة للتفجيرات لمواقع نوم الجنود الأميركيين في قاعدة عين الأسد الجوية في العراق (رويترز)
جدران مضادة للتفجيرات لمواقع نوم الجنود الأميركيين في قاعدة عين الأسد الجوية في العراق (رويترز)

قالت صحيفة «نيويورك تايمز»، إن الولايات المتحدة تكافح لمواجهة التهديدات من الوكلاء والميليشيات الموالية لإيران في العراق. وذلك في ضوء حصول الأخيرة على أسلحة أكثر تطوراً مما يتوفر لديها، ولعل أكثرها خطورة طائرات مسيرة باستطاعتها استهداف مواقع حساسة، وفي الوقت ذاته تفادي الدفاعات الأميركية.
وبحسب التقرير، صرح مسؤولون أميركيون، أن تلك الميليشيات استخدمت طائرات مسيرة صغيرة محملة بالمتفجرات 3 مرات على الأقل، خلال الشهرين الماضيين، وأغرقت القنابل قواعد عراقية في هجمات في وقت متأخر من الليل بما في ذلك تلك التي تستخدمها وكالة المخابرات المركزية. ووحدات العمليات الخاصة الأميركية.
وصرح الجنرال كينيث ماكنزي جونيور، القائد الأعلى للقوات الأميركية في الشرق الأوسط، لوكالة «أسوشييتد برس» الشهر الماضي أن الطائرات بدون طيار تشكل تهديدًا خطيرًا وأن الجيش يسارع إلى ابتكار طرق لمكافحتها.
قال مسؤول كبير في الأمن القومي العراقي للصحيفة إن الطائرات بدون طيار شكلت تحديًا، لكنها كانت أدوات وليست لب المشكلة.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته حتى يتمكن من التحدث بحرية عن إيران أن «هذه وسيلة ضغط». وتابع أنه كلما زادت معاناتهم زادت هذه الهجمات.
استخدمت إيران الميليشيات بالوكالة في العراق منذ عام 2003 للتأثير على السياسة العراقية وتهديد الولايات المتحدة خارج حدودها.
ووفقًا لتقييم وكالة استخبارات الدفاع ونشر في أبريل (نيسان) العام الماضي أنه منذ أواخر عام 2019 نفذت الميليشيات العراقية المدعومة من إيران أكثر من 300 هجوم ضد المصالح الأميركية، مما أسفر عن مقتل 4 أميركيين ونحو 25 آخرين، معظمهم عراقيون وظهرت جماعات مسلحة التي لم تكن معروفة من قبل، وأعلن بعضها مسؤوليته عن الهجمات الصاروخية على أهداف أميركية.
وتعد هجمات صواريخ «الكاتيوشا» التي تنطلق من منصات متحركة الأكثر شيوعاً في العراق، حيث استهدفت بعضها السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد، والقواعد العسكرية التي تضم حوالي 2500 جندي أميركي وآلاف من المتعاقدين العسكريين.
ولردع تلك الهجمات، استخدمت الولايات المتحدة أسلحة متطورة مثل الطائرة المسيرة «MQ - 9 Reaper»، في تنفيذ العديد من الضربات الحساسة، كتلك التي حدثت في يناير (كانون الثاني) 2020، وأسفرت عن مصرع قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس «الحشد الشعبي».
وقال مسؤولون إنه بينما طورت الولايات المتحدة دفاعاتها لمواجهة الصواريخ والمدفعية التي تستهدف مواقعها في العراق، تحلق الطائرات المسلحة المسيرة التي تملكها فصائل موالية لإيران على ارتفاع منخفض للغاية بحيث لا يمكن لتلك الدفاعات اكتشافها.
فقبل منتصف ليل 14 أبريل (نيسان) بقليل، استهدفت غارة بطائرة مسيرة وكالة المخابرات المركزية. وقال ثلاثة مسؤولين أميركيون مطلعون على الأمر إن الغارة استهدفت حظيرة طائرات داخل مطار في مدينة أربيل شمالي العراق.
ويرجح مسؤولون أميركيون أن إيران تقف وراء الهجمات بالطائرات المسيرة، لأنه على عكس هجمات سابقة طالت أهدافاً أميركية وتبنتها بعض الفصائل بشكل فوري، لا يحدث الأمر ذاته في حالة هجمات الطائرات المسيرة المعقدة.
وقال حمدي مالك، الزميل المشارك في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: «هناك أدلة متزايدة على أن إيران تحاول إنشاء مجموعات خاصة، ومجموعات جديدة قادرة على شن هجمات معقدة للغاية ضد المصالح الأميركية».
وقال الجنرال كينيث ماكنزي، أثناء زيارته إلى شمال شرقي سوريا الشهر الماضي، إن المسؤولين العسكريين يطورون أساليب جديدة لتعطيل الاتصالات بين الطائرات من دون طيار ومشغليها، وكذلك تعزيز أجهزة استشعار الرادار لتحديد التهديدات بسرعة أكبر، وإيجاد طرق فعالة لردعها.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.