مجلس النواب الليبي يعلن اعتراف إيطاليا بشرعيته

سلاح الطيران يتبنى إسقاط طائرة لميليشيات «فجر ليبيا».. والجيش ينتقد مندوب بريطانيا في الأمم المتحدة

مجلس النواب الليبي
مجلس النواب الليبي
TT

مجلس النواب الليبي يعلن اعتراف إيطاليا بشرعيته

مجلس النواب الليبي
مجلس النواب الليبي

قال مجلس النواب الليبي إن إيطاليا لا تعترف إلا بشرعيته وإنها ترفض التعامل مع المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق) والمنتهية ولايته، الذي يسيطر على العاصمة الليبية طرابلس، إلا كونه طرفا في الحوار الذي ترعاه بعثة الأمم لمتحدة وتم تأجيله مؤخرا.
وأوضح المجلس أن الموقف الإيطالي ورد على لسان فرديناندو كازيني رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الإيطالي لدى لقائه أمس وفدا من البرلمان الليبي المنتخب الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي مقرا له.
ونقل البيان عن المسؤول الإيطالي قوله إن بلاده لا تتعامل مع البرلمان السابق كممثل شرعي، معتبرا في المقابل أن مجلس النواب جاء نتاجا لانتخابات حرة ونزيهة.
كما حث المسؤول الإيطالي الليبيين على استمرار الحوار وأن الحل السلمي هو الأقرب والأفضل لليبيا. وأعلن أعضاء المجلس أن الجيش الليبي أخذ على عاتقه مكافحة الإرهاب تحت شرعية مجلس النواب، ولفتوا إلى أن المجلس له رؤية واضحة في الحوار مع الفرقاء السياسيين، ولكنه لن يحاور المتطرفين دينيا كمن بايع «داعش» مثلا، أو من يؤويهم ويتستر على أفعالهم. وبعدما شددوا على أن المجلس يدعم الحوار، كما يدعم الجيش للقضاء على المتطرفين، وأشاروا إلى تقدم الجيش الليبي وتحقيقه التقدم وهو يحارب نيابة عن العالم ضد الإرهاب رغم نقص في الاحتياجات في الوقت الراهن. وأوضحوا أن رئاسة الأركان العامة المكلفة من قبل مجلس النواب تسير بخطى حثيثة لبناء جيش وتشكيل نواة ورسم ملامح لمؤسسة عسكرية وطنية تكفل وحدة البلاد وأمنها وسيادتها.
إلى ذلك، أعلنت رئاسة أركان القوات الجوية الموالية للشرعية في ليبيا مسؤوليتها عن إسقاط طائرة تابعة لميليشيات فجر ليبيا التي تسيطر على العاصمة طرابلس أول من أمس. وقالت رئاسة أركان القوات الجوية إن الطائرة التي تم إسقاطها خرجت من مدينة مصراتة لقصف قاعدة ‏الوطية التي يسيطر عليها الجيش الليبي، مشيرة إلى أنه تم استهدافها قبل الحدود التونسية بنحو 30 كيلومترا تقريبا. وأوضحت أنه تم إسقاط الطائرة بواسطة صواريخ استريلا المحمولة التابعة لعناصر الجيش الوطني الليبي بالمنطقة الغربية.
من جهة أخرى، وجهت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي انتقادات عنيفة لتصريحات منسوبة إلى المبعوث البريطاني لدى الأمم المتحدة مايكل غرينت مؤخرا، واعتبرت أن المتتبع للشأن الليبي، وخصوصا للساحة الأمنية وسير العمليات العسكرية، يدرك تماما حقيقة ما يجري في ليبيا بين الجيش الليبي والجماعات الإرهابية والميليشيات المتحالفة معها مثل ميليشيات الدروع، وخصوصا درع الوسطى مصراتة ودرع الغربية.
وقالت رئاسة الأركان في بيان لها إن هذا هو ما لا يعرفه أو ينكره ممثل بريطانيا في الأمم المتحدة مايكل غرينت، الذي مارس أمام الأمم المتحدة ما سمته بـ«سياسة الخداع» بقلب الحقائق وتغذية الرأي العام داخل الأمم المتحدة بمعلومات مغلوطة مجافية للحقيقة تماما. وأكد البيان مجددا رفض الجيش لما وصفه بهذه المحاولات المشبوهة التي تحاول بعض الدول الغربية من خلالها حجب حقيقة المعركة لصالح الإرهابيين بكل أطيافهم ودعم الفئة الباغية، مشيرا إلى أنه يرحب في المقابل بأي لجنة دولية للتحقق من تصريحات المبعوث البريطاني لدى الأمم المتحدة ومعرفة الحقيقة من أرض الواقع. وكان المندوب البريطاني قد أعلن رغبة بلاده في تشكيل ما وصفه بـ«حكومة وحدة وطنية» في ليبيا يكون لها «اتفاق باستخدام الأسلحة الموجودة والأسلحة التي سوف تحصل عليها الحكومة في مواجهة تهديد تنظيم داعش».
وأضاف: «هذه برأينا أفضل طريقة لمواجهة (داعش)، وعندما يكون هناك تحالف واسع وحكومة وحدة وطنية واسعة فعندها يمكن أن نساعد هذه الحكومة لمحاربة (داعش)، وفي الوقت الراهن من يحارب (داعش) فقط هم ميليشيات مصراتة».
إلى ذلك، أعلنت وكالة الأنباء الموالية لما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني المدعومة من جماعة الإخوان المسلمين وتسيطر على مدينة طرابلس منذ الصيف الماضي، أن مجهولين اقتحموا محطة الإرسال المسموع التابع لفرع قناة ليبيا الوطنية وسرقوا الكوابل المغذية للمحطة وكوابل التوصيلات الداخلية ومفتاح القلاب الرئيسي والمفاتيح الأخرى المشغلة للمحطة. وأوضحت أن المجهولين قاموا أيضا بتخريب وتكسير أبواب القناة الواقعة على طريق سبها طرابلس.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.