ثمة اقتناع في موسكو بأن التجارة الخارجية للاتحاد الروسي مع دول منطقة الشرق الأوسط لا تزال غير متوازنة؛ إذ يتغير المشترون الكبار للمنتجات الروسية بشكل سنوي. وتعتبر تركيا ومصر والجزائر من بين المستوردين الأساسيين في المنطقة للبضائع الروسية، ثم تأتي إيران ودولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية بهامش واسع. أما بالنسبة إلى الواردات، فإن إيران هي الشريك الرئيسي هنا، تليها المملكة العربية السعودية وتركيا وقطر بهامش كبير.
أيضاً يتضح من البيانات التي يقدمها الباحثون الروس، أن أكبر شركاء التجارة الخارجية لروسيا في الشرق الأوسط حالياً هم دولة الإمارات العربية المتحدة وإيران وإسرائيل. ولكن، مع ذلك، فإن الصادرات الروسية إلى هذه البلدان، وكذلك إلى دول أخرى في المنطقة لا تزال غير مستقرة بسبب العوامل السلبية المؤثرة الكثيرة... وعلى رأسها النزاعات العسكرية، وسياسات العقوبات، فضلاً العوامل التجارية المختلفة.
وتشير الخبيرة إيرينا عيدروس إلى أنه في مجال المصالح الاستراتيجية لروسيا خلال السنوات الأخيرة، كان التعاون مع قطر في مقدمة جدول الأعمال، وخصوصاً أن الدوحة سعت لتنويع علاقاتها الخارجية في أعقاب الأزمة التي وقعت بينها وبين دول مجلس التعاون الخليجي. وتضيف الخبيرة الروسية «وهكذا أصبحت روسيا أحد التوجهات الاستراتيجية لقطر. والأولوية هنا هي للتعاون الاقتصادي، على الرغم من أننا نلاحظ أيضاً نشاطاً سياسياً مشتركاً. ومع ذلك، فإنه من أجل تحقيق أو تعزيز مصالح الاتحاد الروسي، من الضروري توسيع جغرافية التعاون بشكل منهجي ليشمل كل دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى وتعميق التعاون في مختلف المجالات».
وبصفة عامة، وفقاً للخبيرة الروسية، فإن «الصراع على مصالح روسيا في المنطقة سوف يشتد، وسيكون من الصعب على روسيا الدفاع عن مصالحها ما لم تغير نهجها وتخصّص موارد إضافية لهذه المنطقة - رأس المال المالي والبشري أولا وقبل كل شيء».
من ناحية متصلة، يبدو أنه إلى جانب الاهتمام المباشر بتوسيع حضور الشركات الروسية وقطاع الأعمال - وهو أمر له أهمية خاصة لمواجهة الحصار الغربي والأزمة الاقتصادية الداخلية في روسيا –، تبرز بالنسبة لموسكو إلى جانب هذه المهمة أهمية وأولوية المحافظة على المكاسب التي أمكن تحقيقها حتى الآن... وخصوصاً في سوريا على الصعيدين العسكري والسياسي. وفي ضوء هذا التصوّر، تعتبر موسكو أن الهمّ الأكبر لروسيا حالياً، مع كل ما سبق، منع انزلاق الوضع في المنطقة نحو مواجهات عسكرية واسعة النطاق. وفي هذا الإطار، تعتبر القيادة الروسية – حسب الخبراء الروس - أن عليها «المساعدة في مواجهة تفاقم الأزمات الداخلية لبعض البلدان كما هو الحال في لبنان، لأن تفاقم الوضع الداخلي هناك بشكل خطر من شأنه أن يخلق ظروفا مواتية لتفجر حرب إقليمية».
بكلمات أخرى، يعتبر الخبراء الروس اليوم، أن «أزمة لبنان السياسية والاقتصادية العميقة تشكل حالياً واحدة من الهواجس الأساسية لموسكو؛ وذلك لأنها تخدم تفعيل القوى الخارجية المتنافسة إجراءات أكثر نشاطاً ضد روسيا». كذلك، يرى هؤلاء «أن نفوذ القوى العالمية والقوى الإقليمية المتصارعة في لبنان يهدد بتقليص دور روسيا في المنطقة. ومن ثم، تدرك موسكو جيداً أن أي حرب بين (حزب الله) وإسرائيل ستؤدي إلى خسارة المواقع الروسية في المنطقة بسبب الفوضى التي ستأتي».
15:2 دقيقه
مساعٍ روسية لتعزيز التعاون التجاري مع بلدان المنطقة
https://aawsat.com/home/article/3010181/%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D9%8D-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D9%8A-%D9%85%D8%B9-%D8%A8%D9%84%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82%D8%A9
مساعٍ روسية لتعزيز التعاون التجاري مع بلدان المنطقة
مع إبقاء الوضع اللبناني في قلب الحسابات
مساعٍ روسية لتعزيز التعاون التجاري مع بلدان المنطقة
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة