مصر ترسل معدات وفرقاً هندسية إلى غزة

لإزالة أنقاض المنازل المهدمة تمهيداً لبدء إعادة الإعمار

شاحنة تقلّ جرافة ضمن قافلة التجهيزات المصرية لدى عبورها معبر رفح أمس (أ.ف.ب)
شاحنة تقلّ جرافة ضمن قافلة التجهيزات المصرية لدى عبورها معبر رفح أمس (أ.ف.ب)
TT

مصر ترسل معدات وفرقاً هندسية إلى غزة

شاحنة تقلّ جرافة ضمن قافلة التجهيزات المصرية لدى عبورها معبر رفح أمس (أ.ف.ب)
شاحنة تقلّ جرافة ضمن قافلة التجهيزات المصرية لدى عبورها معبر رفح أمس (أ.ف.ب)

أرسلت مصر أمس معدات وفرقاً هندسية لقطاع غزة، للمساهمة في إزالة الأنقاض وركام المنازل المهدمة بالقطاع جراء الضربات الإسرائيلية الأخيرة، والتحضير لعمليات «إعادة الإعمار»، علماً بأن مصر تقود منذ أيام جهوداً حثيثة لتثبيت اتفاق وقف إطلاق بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية. وذكرت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية في مصر، أمس، أن «إرسال المعدات والأطقم الهندسية يأتي في إطار التخفيف عن مواطني القطاع، وسرعة إعادة الحياة إلى طبيعتها، وبدء إعادة الإعمار، وفي ضوء ما أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي من التزام مصري بسرعة تحسين الأوضاع المعيشية لسكان القطاع». وبث التلفزيون المصري الرسمي والقنوات المصرية أمس، صور شاحنات وجرافات وهي تعبر من الجانب المصري من معبر رفح إلى قطاع غزة.
ووفق الوكالة الرسمية بمصر فإن «هذه التحركات المصرية تأتي تنفيذاً لتوجيهات الرئيس السيسي، الذي أعلن عن تقديم مصر 500 مليون دولار لإعادة إعمار قطاع غزة، وهي المبادرة التي لاقت ترحيباً كبيراً على المستوى الإقليمي والدولي»، حسب الوكالة. وأعلن السيسي في مايو (أيار) الماضي تخصيص 500 مليون دولار كمساعدة في إعادة إعمار غزة، على أن تشارك الشركات المصرية في هذه الأعمال.
في ذات السياق، أرسلت مصر عبر معبر رفح خلال الأيام الماضية مساعدات إنسانية للفلسطينيين. فيما واصلت السلطات المصرية أمس، فتح معبر رفح البري استثنائياً لاستقبال الجرحى والمصابين والحالات الحرجة، ولإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، علاوة على عبور العالقين والحالات الإنسانية من الجانبين. ونقلت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» عن مصادر مسؤولة تأكيدها، أمس، «استمرار إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع لليوم الـ20 على التوالي، مع عبور العالقين والحالات الإنسانية من الجانبين، وذلك تيسيراً على الفلسطينيين طبقاً لتوجيهات القيادة السياسية»، مشيرة إلى «استمرار وجود الطواقم الإدارية والطبية كافة لتيسير دخول الجرحى والمصابين ومرافقيهم وعبور العالقين، وكذلك توفير عدد من سيارات الإسعاف المجهزة لنقل الجرحى والمصابين بعد تصنيف حالاتهم الصحية إلى المستشفيات المصرية لتلقي العلاج، فضلاً عن توفر استعدادات تامة لاستقبال أي عدد من الجرحى والمصابين وتيسير نقلهم للعلاج».
وذكرت وكالة «رويترز» أن فلسطينيين اصطفّوا على الحدود من ناحية غزة عند معبر رفح لاستقبال موكب التجهيزات المصري في أثناء دخوله القطاع. وقال مسؤول حدودي فلسطيني إن 50 شاحنة عبرت.
وأكد حازم قاسم المتحدث باسم «حماس» أمس (الجمعة)، تقدير الحركة لمساهمات مصر في جهود إعادة الإعمار. وذكرت وزارة الإسكان في غزة أن 1500 وحدة سكنية دُمرت خلال القتال، فضلاً عن تعرض 1500 وحدة أخرى لتلفيات غير قابلة للإصلاح، بينما تعرضت 17 ألف وحدة لأضرار جزئية. وقال مسؤول في الوزارة إن تكلفة إعادة البناء تبلغ 150 مليون دولار، حسب «رويترز».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.