مواجهات في الضفة عشية ذكرى النكسة

جريح فلسطيني خلال مواجهات في بلدة بيتا جنوب نابلس بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
جريح فلسطيني خلال مواجهات في بلدة بيتا جنوب نابلس بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
TT

مواجهات في الضفة عشية ذكرى النكسة

جريح فلسطيني خلال مواجهات في بلدة بيتا جنوب نابلس بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
جريح فلسطيني خلال مواجهات في بلدة بيتا جنوب نابلس بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)

تفجرت مواجهات في الضفة الغربية بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي عشية الذكرى الـ54 للنكسة وخلفت إصابات واعتقالات.
وأصيب 20 فلسطينياً على الأقل بالرصاص خلال مواجهات اندلعت، الجمعة، بين المواطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، في جبل صبيح المستهدف من قبل مستوطنين ببلدة بيتا جنوب نابلس. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن من بين الإصابات 15 بالرصاص الحي، و3 بالمعدني المغلف بالمطاط، و2 برضوض إثر اعتداء جنود الاحتلال عليهما بالضرب، والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.
وأفاد مدير الإسعاف والطوارئ بالهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس أحمد بأن طواقم الهلال نقلت 15 إصابة بالرصاص الحي إحداها خطيرة إلى المستشفى لتلقي العلاج، خلال المواجهات الدائرة في منطقة الجبل.
وقال نائب رئيس حركة فتح، عضو اللجنة المركزية للحركة محمود العالول، «إن هذه الهبة الجماهيرية ليست جديدة ومستمرة لمواجهة جرائم الاحتلال والمستوطنين واعتداءاتهم على شعبنا في كل مكان». وأضاف خلال مشاركته في المسيرة الجماهيرية، «جئنا اليوم للتأكيد أن هذه الأرض فلسطينية، وأن الكل جاهز من أجل التضحية من أجلها».
ويشهد جبل صبيح مواجهات شبه يومية بين الأهالي وقوات الاحتلال، رفضاً لإقامة مستوطنين قبل قرابة أسبوعين بؤرة استيطانية بحماية جيش الاحتلال على الجبل، أدت حتى الآن إلى مقتل الشابين عيسى برهم وزكريا حمايل، وإصابة العشرات.
كما تفجرت مواجهات في قرية كفر قدوم القريبة من قلقيلية شمال الضفة الغربية، وخلفت عشرات إصابات بالاختناق خلال قمع جيش الاحتلال لمسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان والتي انطلقت بدعوة من حركة فتح أحياء للذكرى الرابعة والخمسين للنكسة.
وأفاد الناطق الإعلامي في إقليم قلقيلية مراد شتيوي أن مواجهات عنيفة اندلعت بعد انطلاق المسيرة بين مئات الشبان وجنود الاحتلال الذين ردوا بإطلاق قنابل الغاز والأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط مما أدى لوقوع عشرات الإصابات بالاختناق بين صفوف المواطنين عولجت جميعها ميدانيا.
وأوضح شتيوي أن جنود الاحتلال اقتحموا البلدة واعتلوا أسطح منازل المواطنين ونصبوا كمائن في منازل مهجورة بهدف اعتقال الشبان إلا أنه تم كشفها دون تسجيل اعتقالات.
وفي بلدة نعلين غرب مدينة رام الله، أصيب فلسطينيان بالرصاص الحي، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة الجنوبية وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي تجاه المواطنين خلال مواجهات في المنطقة الجنوبية في البلدة المحاذية للجدار، ما أدى إشعال النيران في إحدى الأراضي الزراعية، وإصابة مواطنين اثنين نقلا على إثرها للعلاج.
وخرج الأهالي إلى الأراضي المذكورة في فعالية دعت إليها فعاليات نعلين، رفضا للاستيطان على أراضي البلدة.
وتفجرت هذه المواجهات عشية السبت الذي يصادف الخامس من يونيو (حزيران)، الذكرى الـ54 لـ«النكسة»، والتي أسفرت عن استكمال إسرائيل احتلال بقية الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس، والجولان من سوريا، وسيناء من مصر، بعد حرب دارت بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا والأردن عام 1967، وأطلق عليها كذلك «حرب الأيام الستة».
وقالت حركة فتح في بيان أمس «إن شعبنا وبعد 54 عاماً من نكسة حزيران، أكثر إصرارا على تحقيق أهدافه بالحرية والاستقلال الوطني، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.