واشنطن: المساعدات الإنسانية لغزة تدعم حل الدولتين

فلسطينيون خلال مواجهات مع الجنود الإسرائيليين جنوب نابلس بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون خلال مواجهات مع الجنود الإسرائيليين جنوب نابلس بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
TT

واشنطن: المساعدات الإنسانية لغزة تدعم حل الدولتين

فلسطينيون خلال مواجهات مع الجنود الإسرائيليين جنوب نابلس بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون خلال مواجهات مع الجنود الإسرائيليين جنوب نابلس بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)

أكدت الولايات المتحدة أن تقديمها للمساعدات الإنسانية والإغاثية للفلسطينيين مرتبط بسياستها في تطبيق حل الدولتين، وضمان تمتع كل من الإسرائيليين والفلسطينيين بإجراءات أمنية متساوية، وتحقق السلامة والازدهار والكرامة.
وأوضح نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن الإدارة الأميركية على دراية بالتقارير الأخيرة حول تشكيل التحالفات الإسرائيلية وكذلك الفلسطينية، كما أنها تتابع الوضع عن كثب فيما يخص منع مرضى السرطان في قطاع غزة من الدخول عبر معبر إيرز، وهو شيء توثقه الإدارة في العديد من السياقات المختلفة، على حد قول المتحدث.
وأضاف «بما في ذلك توثيقنا لهذه المخاوف على نطاق واسع في الضفة الغربية وتقرير حقوق الإنسان في غزة، لقد شجعنا جميع الأطراف على العمل معاً لتسهيل قدر أكبر من حرية التنقل، بما في ذلك للأغراض الإنسانية. وكان هذا بالتأكيد موضوع حوار مع نظرائنا الإسرائيليين خلال زيارة الوفد الأميركي إلى المنطقة، كما كان موضوع حوارنا مع السلطة الفلسطينية».
وشدد برايس، خلال مؤتمره الصحافي، على أن الهدف الأميركي في المدى الطويل، هو تحقيق تقدم واضح في توفير المساعدات الإنسانية، وتحقيق حل الدولتين، معتبراً أنه هدف مهم بحد ذاته، للرفاهية الإنسانية، كما أن حل الدولتين «الذي هو في تقديرنا الطريقة الوحيدة للحفاظ عليها، والأهم من ذلك، هوية إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، بينما تمنح الشعب الفلسطيني تطلعاته المشروعة في إقامة الدولة والأمن والكرامة».
وأشار إلى أن الإدارة الأميركية تعمل على ضمان وجود مساعدات إنسانية وافرة لشعب غزة، خصوصاً في أعقاب أعمال العنف الأخيرة، ومنذ تسلم الإدارة الأميركية الجديدة مهامها، أعلنت في أبريل (نيسان) الماضي، عن أكثر من 100 مليون دولار لدعم الشعب الفلسطيني، كما أعلنت السفيرة توماس غرينفيلد المبعوثة الأميركية إلى الأمم المتحدة، عن تقديم 15 مليون دولار كمساعدات في مجال الإغاثة المرتبطة بفيروس «كورونا» للشعب الفلسطيني، ويصل مجموع المساعدات الأميركية للشعب الفلسطيني 360 مليون دولار.
وفي إجابة على التغييرات التي تشهدها إسرائيل مع بوادر تشكيل حكومة جديدة لا تضم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أكد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أنه «بغض النظر عما يحدث، وبغض النظر عن الحكومة القائمة، فإن دعمنا القوي لإسرائيل سيبقى»، لافتاً إلى الالتزام الأميركي في الأيام الأخيرة، بتجديد العمل على القبة الحديدية في الدفاع عن إسرائيل، والتي «تنقذ عدداً لا يحصى من الأرواح الإسرائيلية»، وأن ذلك لن يتغير «حتى لو كان هناك تغيير في الحكومة الإسرائيلية».
لكنه استدرك في تصريحاته الجانب الفلسطيني أيضاً، قائلاً: «مرة أخرى، نحن نتحدث عن تدابير متساوية للسلامة والأمن للإسرائيليين والفلسطينيين، وعلى الجانب الإسرائيلي، تعد القبة الحديدية عنصراً مهماً في تلك المعادلة».
وقال برايس إذا استطاعت الإدارة الأميركية، أن تقدم إجراءات متساوية الإحساس بالفرصة، والشعور بالكرامة، والأمن والديمقراطية للفلسطينيين والإسرائيليين، فسوف تتمكن من كسر دائرة العنف، حتى تتم إعادة بناء غزة بمساعدة كبيرة من الولايات المتحدة، والمجتمع الدولي.
وفي سياق متصل، أفادت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، بأن أنتوني بلينكن وزير الخارجية شدد خلال لقائه مع بيني غانتس رئيس وزير الدفاع الإسرائيلي، على تعزيز السلام والأمن بين الفلسطينيين والإسرائيليين «على حد سواء»، مع التشديد على دعم إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وأشار البيان إلى أن بلينكن خلال لقائه بغانتس، ناقش الشراكة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والتزام أميركا الصارم بأمن إسرائيل، مشدداً في الوقت ذاته على أهمية المساعدات الإنسانية، وجهود الإغاثة، والإنعاش في غزة، وعلى حاجة الإسرائيليين والفلسطينيين «للتمتع بتدابير متساوية من الأمن والازدهار، والديمقراطية والكرامة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».