الحق على النقاد؟

> نظرة على الخريطة النقدية المنتعشة حالياً بكتابات عدد لا بأس به من النقاد تكشف عن أن النقد السينمائي هو نسبياً، بخير. نسبياً لأنه لا توجد هناك رابطة واحدة كحال نقاد العالم في كل بلد. لا توجد منصّة نقدية واحدة يشترك فيها الجميع سواء أكانت مجلة أو كتاباً سنوياً أو حتى موقعاً معيّناً. لكلٍّ مملكته الخاصة التي تضمّه أو تضمّه مع عدد قليل آخر.
> لكن هل الأمور بالفعل أفضل اليوم مما كانت عليه بالأمس بالنسبة لمهنة النقد السينمائي؟ هل هو مجرد نوستالجيا إذا نظرنا إلى الأمس بإعجاب أو أن الماضي كان أفضل مهما بدا العكس صحيحاً؟
> لنرَ... سابقاً ما كان هناك المجال الكافي لضم الكثير من النقاد تحت مظلّات نشر كثيرة. كانت هناك نوادي سينما يشرفون عليها. كانت هناك إصدارات موسمية ونشرات أسبوعية في وقت واحد. وكان هناك جمهور كبير يتابع جيداً رغم كثرة منصّات القراءة الورقية.
> كثير من الكتابات المهمّة في العقود الثلاثين الأخيرة من القرن الماضي نُشر في مجلات ثقافية معظمها انطفأ لأن الناس لم تعد تريد أن تقرأ الورق. وهذا الوضع مؤسف. فالكتابة النقدية والكتابة السينمائية ذات الهم الثقافي لا يمكن أن تولد فجأة ولا حتى أن تقود التغيير من تلقاء ذاتها.
> ما قبل الثمانينات كانت السينمات المتنوّعة، الفنيّة منها والترفيهية الجيدة، بمثابة بطاقات دعوة لعشاقها من الراغبين في الكتابة النقدية للاشتراك في تأليف ونشر إبداعاتها. هذا ما خلق التيارات النقدية جنباً إلى جنب التيارات الفنية وبذلك لعب النقد الدور الذي لا يُنسى في تكوين المثقف والهاوي السينمائي.