نيجيريا: خطف 136 طفلاً من مدرسة إسلامية

الرئيس بخاري أمر قوات الأمن بتكثيف جهود إنقاذ الضحايا

مجموعة فتيات نيجيريات سبق اختطافهن من مدرستهن الداخلية عقب إطلاق سراحهن في مارس الماضي (أ.ف.ب)
مجموعة فتيات نيجيريات سبق اختطافهن من مدرستهن الداخلية عقب إطلاق سراحهن في مارس الماضي (أ.ف.ب)
TT

نيجيريا: خطف 136 طفلاً من مدرسة إسلامية

مجموعة فتيات نيجيريات سبق اختطافهن من مدرستهن الداخلية عقب إطلاق سراحهن في مارس الماضي (أ.ف.ب)
مجموعة فتيات نيجيريات سبق اختطافهن من مدرستهن الداخلية عقب إطلاق سراحهن في مارس الماضي (أ.ف.ب)

أكدت حكومة إحدى ولايات وسط نيجيريا، أمس الخميس، أن مسلحين خطفوا 136 طفلاً من مدرسة إسلامية نهاية الأسبوع الماضي، في أحدث عمليات الخطف الجماعي في البلاد. وتستهدف العصابات عادة مدارس واقعة في مناطق نائية حيث يقيم التلاميذ في مساكن الطلبة وسط إجراءات أمنية ضعيفة، قبل أن تقتاد الضحايا إلى غابات قريبة لتبدأ المفاوضات.
وأفاد الناطق باسم شرطة ولاية نيجر، واسيو أبيودون، بأن المهاجمين وصلوا على متن دراجات نارية وبدأوا إطلاق النار عشوائياً، ما أدى إلى مقتل أحد السكان وإصابة آخر بجروح، قبل أن يخطفوا الأطفال من مدرسة «صالح تانكو الإسلامية».
وأكدت ولاية نيجر ليلة أول من أمس أن 136 تلميذاً خُطفوا. وكانت حكومة الولاية أفادت أولاً بوقوع الهجوم على المدرسة في بلدة تيجينا الاثنين، لكنها لم تذكر عدد التلاميذ المخطوفين. وقال نائب حاكم الولاية، الحاج أحمد محمد كيتسو، في تسجيل فيديو نشر على «تويتر»، إن «ما مجموعه 136 طفلاً خُطفوا». وأمر الرئيس محمد بخاري قوات الأمن ووكالات الاستخبارات بتكثيف جهود إنقاذ الأطفال.
وأدان بخاري الخطف «المؤسف» للأطفال، بحسب بيان للناطق باسمه غاربا شيهو، وحض جميع المشاركين في عملية الإنقاذ على بذل ما في وسعهم لضمان الإفراج الفوري عنهم. وقال كيتسو إن وكالات أمنية «تبذل كل ما في وسعها، لكنها لا تتمتع بالقدرات اللوجيستية الكافية»، مؤكداً الحاجة إلى مساعدتهم بمزيد من الإمكانات للتصدي للمجرمين.
وأفرج المهاجمون عن 11 تلميذاً هم «صغار جداً ولم يتمكنوا من السير» مسافة بعيدة، حسبما أعلنت السلطات في وقت سابق.
وقال نائب حاكم ولاية نيجر إن الحكومة لا تدفع فِدى، مضيفاً أن وكالات الأمن «تلاحق العصابات بحذر لتجنب وقوع أضرار جانبية».
وأضاف: «نحاول التفاوض لمعرفة كيف يمكننا إعادتهم بسلام».
وقال سيد عمر؛ والد أحد الأطفال المخطوفين، لوكالة الصحافة الفرنسية: «أناشد الحكومة السعي لحماية مواطنينا وأطفالنا أولاً». وأضاف: «نأمل أن يبذلوا جهوداً أكبر لإعادة أطفالنا».
وتجمعت الأمهات وأقارب آخرون وهم يبكون فيما كانوا ينتظرون الأطفال المفقودين أمام المدرسة بعد عملية الخطف.
وتزرع عصابات مسلّحة يطلق عليها محلياً اسم «قطاع الطرق» الرعب في أوساط سكان شمال غربي ووسط نيجيريا حيث تنفّذ عمليات نهب للقرى وسرقة للماشية وخطف مقابل فدية.
ومنذ ديسمبر (كانون الأول) 2020 (قبل هجوم الأحد)، خطف 730 طفلاً وتلميذاً.
وتزيد عمليات الخطف في شمال غربي ووسط نيجيريا من تعقيد التحديات التي تواجهها قوات الأمن النيجيرية التي تحاول إخماد تمرد إسلامي مستمر منذ أكثر من عقد في شمال شرقي البلاد.
وتشهد نيجيريا عمليات خطف منذ سنوات؛ إذ يستهدف المجرمون عادة شخصيات ثرية وبارزة. لكن أخيراً، لم يعد الفقراء بمنأى عن هذه الهجمات.
وفي وقت سابق هذا الشهر، أغلق مئات المتظاهرين جزئياً طريقاً سريعة مؤدية إلى العاصمة أبوجا بعد سلسلة عمليات خطف في المنطقة.
وتقيم المجموعات الإجرامية معسكرات في غابة روغو الممتدة بين شمال ووسط ولايات زمفرة وكاتسينا وكادونا ونيجر. وفيما تعد دوافعها مالية من دون أي ميول فكرية، فإن القلق يزداد من احتمال أن يتغلغل في صفوف تلك المجموعات جهاديون من شمال شرقي البلاد يشنون تمرّداً منذ 12 عاماً لتأسيس دولة إسلامية.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.