لهذه الأسباب قد لا يصل العالم أبداً إلى مناعة القطيع ضد «كورونا»

شخص يتلقى لقاح «كورونا» في الهند (أ.ف.ب)
شخص يتلقى لقاح «كورونا» في الهند (أ.ف.ب)
TT

لهذه الأسباب قد لا يصل العالم أبداً إلى مناعة القطيع ضد «كورونا»

شخص يتلقى لقاح «كورونا» في الهند (أ.ف.ب)
شخص يتلقى لقاح «كورونا» في الهند (أ.ف.ب)

رغم حملات التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد المنتشرة الآن في مختلف دول العالم، يقول العلماء إن «مناعة القطيع» ضد العدوى، يمكن أن تتحقق ثم تختفي سريعاً، ويمكن ألا يصل إليها العالم على الإطلاق.
وتتحقق «مناعة القطيع» حين يطور عدد كبير من الناس مناعة ضد فيروس ما، إما عن طريق التطعيم وإما بعد الإصابة بالعدوى في وقت سابق.
وتختلف تقديرات العلماء حول نسبة السكان التي ينبغي تطعيمهم أو إصابتهم بالعدوى للوصول إلى مناعة القطيع.
وقال الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المُعدية في الولايات المتحدة، إن مناعة القطيع يمكن الوصول إليها «إذا طوّر 70 إلى 85 في المائة من المواطنين مناعة ضد الفيروس»، في حين يقدر اختصاصي الطب الأميركي الشهير الدكتور خورخي رودريغيز، أن الرقم يتراوح بين 85 و90 في المائة.
ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن عدد من الأطباء والعلماء قولهم إن هناك عدة أسباب قد تمنع العالم من تحقيق مناعة القطيع.
ومن ضمن هذه الأسباب ما يأتي:
- عزوف الكثير من الأشخاص عن التلقيح:
قال الدكتور كريستوفر موراي، مدير معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة واشنطن: «إذا لم يتم تطعيم جميع الأشخاص فستستمر العدوى في الانتقال، الأمر الذي قد يمنع الوصول إلى مناعة القطيع، وقد يقضي عليها سريعاً في حال تحقيقها».
وأيدت الدكتورة لينا وين، طبيبة الطوارئ في جامعة واشنطن، كلام موراي، قائلة إنه «مع استمرار تردد الناس بشأن تلقي اللقاح، لست متأكدة من أننا سنصل أبداً إلى مناعة القطيع».
- عدم تطعيم الأطفال:
قال علي مقداد، عالم الأوبئة في جامعة واشنطن، إن عدم تلقي الأطفال الصغار لقاحات كورونا يعد عقبة كبيرة أمام الوصول لمناعة القطيع، لأن الأطفال قد يُصابون بالعدوى وينقلونها إلى غيرهم. وأضاف: «لقد بدأنا حملات التطعيم بأيادٍ مقيدة. لذلك نريد من جميع الأشخاص المؤهلين للحصول على اللقاح أن يأخذوه».
- تغير الفصول والمواسم:
يمكن أن تتغير مناعة القطيع بتغير المواسم والفصول.
قال موراي: «نحن نعلم الآن أن فيروس كورونا موسمي تماماً. هناك احتمال انتقال أكبر في الشتاء مقارنة بالصيف». وأضاف: «أعتقد أن مناعة القطيع يمكن أن تحدث في الصيف عند مستويات منخفضة جدا - مثل 55٪ و60٪. وأعتقد أنه بالنسبة لفصل الشتاء، ستكون المناعة أقرب إلى 80٪».
- طفرات كورونا:
يقول اختصاصي الطب الأميركي الشهير الدكتور خورخي رودريغيز إن الظهور المستمر لطفرات جديدة من كورونا يقف عائقاً أمام الوصول إلى مناعة القطيع، مؤكداً ضرورة الاستمرار في اتباع إجراءات منع تفشي كورونا من ارتداء الأقنعة وغسل اليدين وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي.
- السفر:
يقول رودريغيز: «حتى لو اعتقدت أي دولة في العالم أنها وصلت إلى مناعة القطيع، فإن السفر العالمي يمكن أن يعيث الفوضى مرة أخرى». وأضاف: «قد يكون ذلك خطيراً بشكل خاص مع ظهور طفرات جديدة من الفيروس، حيث قد تنتقل هذه الطفرات من بلد لآخر في وقت سريع».
وتابع رودريغيز: «مناعة القطيع لن تحدث إلا إذا تم تطوير مناعة عالمية ضد الفيروس».
يذكر أنه تم تطعيم أكثر من ملياري شخص باللقاحات المضادة لفيروس كورونا في كل أنحاء العالم، بعد ستة أشهر من بدء حملات التلقيح الجماعية في ديسمبر (كانون الأول) 2020، وفقاً لإحصاء أعدته وكالة الصحافة الفرنسية اليوم (الخميس).


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
TT

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)

كشفت دراسة أميركية عن استراتيجية بديلة تلجأ إليها الخفافيش عندما تفقد قدرتها على السمع، وهي حاسة أساسية تستخدمها للتوجيه عبر تقنية الصدى الصوتي.

وأوضح الباحثون من جامعة جونز هوبكنز أن النتائج تثير تساؤلات في إمكانية وجود استجابات مشابهة لدى البشر أو الحيوانات الأخرى، مما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات المستقبلية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Current Biology).

وتعتمد الخفافيش بشكل أساسي على حاسة السمع للتنقل والتواصل عبر نظام تحديد المواقع بالصدى (Echolocation)، إذ تُصدر إشارات صوتية عالية التّردد وتستمع إلى صدى ارتدادها عن الأشياء المحيطة لتحديد موقعها واتجاهها. وتعد هذه القدرة إحدى الحواس الأساسية لها.

وشملت الدراسة تدريب الخفافيش على الطيران في مسار محدد للحصول على مكافأة، ومن ثم تكرار التجربة بعد تعطيل مسار سمعي مهمٍّ في الدماغ باستخدام تقنية قابلة للعكس لمدة 90 دقيقة.

وعلى الرغم من تعطيل السمع، تمكنت الخفافيش من إتمام المسار، لكنها واجهت بعض الصعوبات مثل التصادم بالأشياء.

وأوضح الفريق البحثي أن الخفافيش تكيفت بسرعة بتغيير مسار طيرانها وزيادة عدد وطول إشاراتها الصوتية، مما عزّز قوة الإشارات الصدوية التي تعتمد عليها. كما وسّعت الخفافيش نطاق الترددات الصوتية لهذه الإشارات، وهي استجابة عادةً ما تحدث للتعويض عن الضوضاء الخارجية، لكنها في هذه الحالة كانت لمعالجة نقص داخلي في الدماغ.

وأظهرت النتائج أن هذه الاستجابات لم تكن مكتسبة، بل كانت فطرية ومبرمجة في دوائر الدماغ العصبية للخفافيش.

وأشار الباحثون إلى أن هذه المرونة «المذهلة» قد تعكس وجود مسارات غير معروفة مسبقاً تعزّز معالجة السمع في الدماغ.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة سينثيا موس، من جامعة جونز هوبكنز: «هذا السلوك التكيفي المذهل يعكس مدى مرونة دماغ الخفافيش في مواجهة التحديات».

وأضافت عبر موقع الجامعة، أن النتائج قد تفتح آفاقاً جديدة لفهم استجابات البشر والحيوانات الأخرى لفقدان السمع أو ضعف الإدراك الحسي.

ويخطط الفريق لإجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة مدى تطبيق هذه النتائج على الحيوانات الأخرى والبشر، واستكشاف احتمال وجود مسارات سمعية غير معروفة في الدماغ يمكن أن تُستخدم في تطوير علاجات مبتكرة لمشكلات السمع لدى البشر.