أنظار ماكرون تتحول إلى الانتخابات الرئاسية

مع ارتفاع شعبيته إلى 40 ٪

ماكرون بدأ أمس جولة من 10 زيارات داخلية لـ«جس نبض» فرنسا قبل إعلان ترشحه للرئاسة لعام 2022 (أ.ب)
ماكرون بدأ أمس جولة من 10 زيارات داخلية لـ«جس نبض» فرنسا قبل إعلان ترشحه للرئاسة لعام 2022 (أ.ب)
TT

أنظار ماكرون تتحول إلى الانتخابات الرئاسية

ماكرون بدأ أمس جولة من 10 زيارات داخلية لـ«جس نبض» فرنسا قبل إعلان ترشحه للرئاسة لعام 2022 (أ.ب)
ماكرون بدأ أمس جولة من 10 زيارات داخلية لـ«جس نبض» فرنسا قبل إعلان ترشحه للرئاسة لعام 2022 (أ.ب)

في الأمس، بدأ الرئيس الفرنسي جولته الداخلية الأولى في فرنسا، التي يجمع المراقبون على أنها تأخذ طابعاً سياسياً بامتياز، وأن أنظاره بدأت تتجه إلى الانتخابات الرئاسية لعام 2022. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تسجل شعبيته ارتفاعاً، بحسب استطلاعات الرأي، لم يعلن ترشحه رسمياً بعد لولاية ثانية، كما تنفي أوساطه أن يكون بدأ حملته الانتخابية، لكن تعتبر المعارضة تنقلاته الداخلية تحركاً انتخابياً، فهو بصدد القيام بعشر زيارات داخلية خلال الشهر الحالي وفي يوليو (تموز) المقبل، بهدف جس نبض الناخبين بعد أكثر من سنة على أزمة صحية مضنية. الهدف كما حدّده بنفسه عند إعلانه عن هذه الجولة في نهاية أبريل (نيسان) هو «جس نبض» فرنسا في مرحلة ما بعد كوفيد و«التواصل»، وهو ما يسعى الرئيس إلى استئنافه بعد 14 شهراً من القيود على التنقل لاحتواء الوباء. خلص استطلاع لشركة «إبسوس» للأبحاث السوقية إلى أن شعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ارتفعت بواقع 3 نقاط، لتصل إلى 40 في المائة، وذلك في أحدث استطلاع أجرته لصالح مجلة «لو بوا». وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن الاستطلاع أظهر ارتفاع شعبية رئيس الوزراء جان كاستيكس بواقع 3 نقاط مئوية لتصل إلى 35 في المائة. وقال النائب اليساري المتشدد أليكسيس كوربيير، الأربعاء: «فلنقبل فكرة أنه في حملة رئاسية». فيما أبدت رئيسة منطقة «ايل دو فرانس» فاليري بيكريس (يمين)، «صدمتها» لواقع أن هذه الجولة في فرنسا تبدأ أيضاً قبل ثلاثة أسابيع من انتخابات محلية.
بعد ظهر الأربعاء، حلّ ماكرون في بلدتي سان سيرك لابوبي ومارتيل السياحيتين ليتجه بعدها إلى كاهور في جنوب غربي البلاد. ويعتزم الرئيس الفرنسي الذي سيمضي يومين في المنطقة أن يتطرق إلى الصعوبات التي يواجهها قطاع السياحة المتضرر جداً من جراء الوباء، لكن أيضاً أن يستمع إلى شكاوى الفرنسيين قبل أقل من سنة على الانتخابات الرئاسية. وسيقوم ماكرون بإجمالي عشر زيارات في يونيو (حزيران) ويوليو يتناول فيها كل الموضوعات. الرئيس الفرنسي شغوف بهذه التنقلات والنقاشات في البلاد، كما تقول «فرانس برس»، في تحقيقها، وهو ما قام به عام 2018 في شرق وشمال فرنسا، وكذلك في مناسبة «النقاش الكبير» الوطني عام 2019 الذي تلا أزمة حركة «السترات الصفراء» الاحتجاجية التي هزت رئاسته.
في ختام هذه الجولة، في النصف الأول من يوليو، يمكن أن يتحدث الرئيس عن الأهداف التي يعتزم تحديدها للأشهر العشرة المقبلة قبل الانتخابات الرئاسية عام 2022. بين الموضوعات التي يجب البت بها، إطلاق إصلاح طويل الأمد مثل إصلاح نظام التقاعد الذي جُمد بسبب الأزمة الصحية، وكذلك إنشاء خدمة ضمان للشباب لمساعدة الفئة العمرية بين 18 و25 عاماً.
أدى إصلاح نظام التقاعد، وهو موضوع لا يزال مثيراً للخلاف في فرنسا، إلى تعبئة نقابية واسعة في نهاية عام 2019 وبداية عام 2020. كان ذلك قبل بدء أزمة كوفيد التي تسببت بوفاة أكثر من 110 آلاف شخص في فرنسا، ودفعت الليبرالي ماكرون إلى وضع سياسة مساعدات اقتصادية واجتماعية ضخمة لامتصاص الصدمة.
في وقت يبدو فيه أن «الحياة الطبيعية» تعود إلى فرنسا التي تخرج تدريجياً من الإغلاق، وحيث تتسارع حملة التلقيح، سيستفيد الرئيس من هذه الزيارات الميدانية لاختبار الرغبة في الإصلاح، التي لم تتأثر بحسب رأيه.
في هذه الزيارة الأولى، يتوجه ماكرون إلى منطقة مألوفة وهي إقليم لوت الذي «يحبه بشكل خاص» لا سيما سان سيرك لابوبي المعروفة بأنها واحدة من أجمل القرى في فرنسا، وتشكل في نظره مثالاً على «حياة ريفية سعيدة» تمزج بين النمو الصناعي والسياحة والجذور التاريخية، كما شرح في الآونة الأخيرة في مجلة زاديغ. لكن ماكرون لن يتمكن من تجنب التطرق إلى مسألة الانتخابات الإقليمية المرتقبة من 20 إلى 27 يونيو، لا سيما خلال لقائه النواب المحليين في منطقة سجل فيها حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف تقدماً في السنوات الماضية.
في أوكسيتانيا، تعتبر لائحة التجمع الوطني الأوفر حظاً للفوز في الدورة الأولى مع 30 في المائة من الأصوات، متقدمة على لائحة رئيسة المجلس المحلي المنتهية ولايتها الاشتراكية التي نالت 26 في المائة من نوايا التصويت، تليها لائحة الغالبية الرئاسية مع 13 في المائة، بحسب استطلاع للرأي أجراه معهد أيفوب في الآونة الأخيرة.



لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.