قال تيار المستقبل في لبنان، اليوم (الأربعاء)، إنه «ثبت بالوجه الشرعي والسياسي والدستوري أن رئاسة الجمهورية تقع أسيرة الطموحات الشخصية لجبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر».
وأضاف تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري المكلف بتشكيل الحكومة، في بيان نشره على موقعه الإلكتروني اليوم، أن «الرئيس العماد ميشال عون مجرد واجهة لمشروع يرمي إلى إعادة إنتاج باسيل في المعادلات الداخلية، وإنقاذه من حال التخبط الذي يعانيه».
ولفت إلى أن «بيان القصر الجمهوري يأتي رداً على بيان تيار المستقبل، ليؤكد هذا الانطباع ويكشف حقيقة الدور الذي يتولاه جبران وفريق عمله، بإهانة موقع الرئاسة وما يمثله في الحياة الوطنية، واستخدامه في أجندات حزبية ضيّقة أشعلت النزاعات السياسية في كل الاتجاهات، من النزاع داخل العائلة إلى النزاعات المتدحرجة في التيار الوطني الحر وكتلة لبنان القوي، وصولاً إلى مروحة النزاعات التي نشبت في مختلف الساحات، وجعلت من عهد العماد عون هدفاً تُرمى عليه السهام من كل حدب وصوب»، حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.
وتابع البيان: «من المؤسف، أن يصبح موقع الرئاسة ممسوكاً من قبل حفنة مستشارين، يتناوبون على كسر هيبة الرئاسة وتلغيمها بأفكار واقتراحات وبيانات لا تستوي مع الدور الوطني المولج بها».
وأعرب التيار عن أسفه أن تسمح الرئاسة لرئيس تيار سياسي وحزبي بمصادرة جناح خاص في القصر الجمهوري يُخصص للاجتماعات الحزبية وإدارة شؤون الرئاسة. ولفت إلى أنه «من الأشد أسفاً أن يقبل رئيس البلاد التوقيع على بيان أعده جبران باسيل شخصياً في حضور مستشاري السوء»، مشيراً إلى أن «كل الحملات على رئاسة الجمهورية بطلها جبران باسيل ومن زرعهم في القصر».
وقال التيار إن «من يستولي على صلاحيات رئيس الجمهورية هو من يتاجر بها ويضعها في البازار السياسي للبيع والشراء بها، ويستدرج العروض بشأنها، كما هو حاصل من خلال احتجاز التوقيع على تشكيل الحكومة».
ودعا تيار المستقبل، رئيس الجمهورية إلى وقف استيلاء من حوله على صلاحياته، ووقف محاولاتهم للاستيلاء على صلاحيات الآخرين، وطالبه بالعودة إلى الدستور ووثيقة الوفاق الوطني.
وكان مكتب الإعلام في الرئاسة اللبنانية قد قال، اليوم، إن استمرار هروب سعد الحريري من تحمل مسؤولياته في تأليف حكومة متوازنة وميثاقية تراعي الاختصاص والكفاءة وتحقق المشاركة، يشكّل إمعاناً في انتهاك الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وينمّ عن رغبة واضحة ومتعمَّدة في تعطيل عملية تشكيل الحكومة.
ونفى المكتب، في بيان عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن تكون مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، انقضاضاً على اتفاق الطائف، مشيراً إلى أن كل مواقفه وخياراته تستند إلى الدستور ووثيقة الوفاق الوطني.
وقال بيان مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية رداً على بيان أصدره مساء أمس تيار المستقبل: «إن الادّعاء دائماً بأن رئيس الجمهورية يحاول من خلال مواقفه الانقضاض على اتفاق الطائف ومفاعيله الدستورية هو قمة الكذب والافتراء وخداع الرأي العام، لأن رئيس الجمهورية استند في كل مواقفه وخياراته إلى الدستور وطبّقه نصّاً وروحاً، وإلى وثيقة الوفاق الوطني بكل مندرجاتها».
وأضاف: «يواصل تيار المستقبل بالتزامن مع الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة حملاته على رئاسة الجمهورية حيناً وشخص الرئيس عون أحياناً، مستعملاً عبارات وتوصيفات تدلّ على المستوى المتدني الذي وصلت إليه أدبيات القيمين على هذا التيار، ولعل بيان أمس خير دليل على ذلك».
وأشار إلى أن الرئاسة آثرت طوال أسابيع عدم الدخول في أي سجال مع تيار المستقبل رغم «التعابير الوقحة المستعملة»، إفساحاً في المجال أمام المبادرات لمعالجة الوضع الحكومي.
يُذكر أن رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي، والمكلف بتشكيل حكومة جديدة سعد الحريري، يتقاذفان المسؤولية حول الأزمة السياسية وتعثر تشكيل حكومة بعد تكليف الحريري في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
تيار المستقبل: الرئاسة اللبنانية أسيرة لطموحات باسيل الشخصية
تيار المستقبل: الرئاسة اللبنانية أسيرة لطموحات باسيل الشخصية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة