تضامن واسع مع أوساكا بعد انسحابها من «رولان غاروس»

فيدرر وسيرينا اجتازا أول عقبة وضربا موعداً مع سيليتش وبوزارنيسكو بالدور الثاني

أوساكا صدمت العالم بقرار انسحابها  من رولان غاروس (إ.ب.أ)
أوساكا صدمت العالم بقرار انسحابها من رولان غاروس (إ.ب.أ)
TT
20

تضامن واسع مع أوساكا بعد انسحابها من «رولان غاروس»

أوساكا صدمت العالم بقرار انسحابها  من رولان غاروس (إ.ب.أ)
أوساكا صدمت العالم بقرار انسحابها من رولان غاروس (إ.ب.أ)

التحقت اليابان بلاعبين كبار في عالم التنس والرياضة من أجل دعم اللاعبة ناومي أوساكا بعد انسحاب المصنفة الثانية عالميا من بطولة فرنسا المفتوحة (رولان غاروس)، ثانية البطولات الأربع الكبرى، بعد خلاف مع المسؤولين لرفضها حضور المؤتمرات الصحافية التي تلي المباريات، بدعوى معاناتها من الاكتئاب.
وفاجأت أوساكا، وهي واحدة من أكبر الأسماء في عالم التنس الجميع عندما قررت الانسحاب بشكل مفاجئ أول من أمس من البطولة الكبرى بعد تغريمها والتهديد باستبعادها لرفضها حضور مؤتمر صحافي. وكانت اللاعبة اليابانية الحاصلة على أربعة ألقاب كبرى كشفت عن نواياها في عدم الوفاء بالتزاماتها الإعلامية لحماية صحتها الذهنية على وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي واستخدمت حسابها على «تويتر» لإعلان انسحابها.
وكتبت أوساكا «أعتقد أن أفضل شيء للبطولة ولبقية اللاعبين ولمصلحتي أن أنسحب لذا يمكن للجميع التركيز في التنس في باريس». وفي حين لم ينل موقفها الأصلي سوى القليل من المساندة من اللاعبين المحترفين، الذين قال أغلبهم إن التعامل مع الإعلام جزء من الوظيفة، أثار انسحابها عاصفة من الدعم في عالم الرياضة. وقال توشيهيسا تسوتشيهاشي المدير التنفيذي للاتحاد الياباني للتنس أمس: «أهم شيء يجب وضعه في الاعتبار صحة أوساكا. أتمنى لها التعافي في أسرع وقت ممكن».
أما كاتسونوبو كاتو كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني فقال: «يجب علينا حمايتها في هدوء»، بينما ثار بعض القلق في شوارع طوكيو على الفتاة التي من المفترض أن تكون من الوجوه اللامعة في أولمبياد هذا العام بالمدينة. وأكدت فيكي سكورجي مديرة جمعية (تل)، التي تقدم خدمات واستشارات غير ربحية في اليابان، أن المجتمع يحتاج إلى أن يكون «أكثر احتراما ودعما» للصحة النفسية، هل سأل أحد أوساكا كيف حالها؟ لقد كتبت بيانا وقالت: «‬‬أحتاج إلى الاهتمام بنفسي، وعوقبت على ذلك. أعتقد أنها شجاعة وتحتاج إلى الدعم».
وجاءت كلمات سكورجي لتكرر ما قالته أكثر من لاعبة، حيث كتبت فينوس ويليامز الحاصلة على عدة ألقاب كبرى في حسابها على «تويتر»: «أنا فخور بك للغاية. اعتن بنفسك وسنراك عائدة للانتصارات قريبا». كما بعثت شقيقتها سيرينا والأميركيتان كوكو غوف وسلون ستيفنز برسائل دعم مع تحول الاهتمام من مسؤوليات أوساكا إلى سلامتها. واتفقت أسطورة التنس السابقة بيلي جين كينج مع تعليقات لاعبة التنس الكبيرة السابقة مارتينا نافراتيلوفا حول أهمية الصحة الذهنية، وكتبت: «يتطلب الأمر شجاعة بالغة لكي تكشف أوساكا عن حقيقة معاناتها من الاكتئاب، في الوقت الحالي أهم شيء هو منحها المساحة والوقت اللازمين للتعافي. نتمنى أن تكون في أفضل حال».
كما كانت هناك رسائل دعم من رياضيين في مسابقات أخرى، أبرزها من ستيفن كاري لاعب غولدن ستيت وريورز وفريق كل النجوم في دوري كرة السلة الأميركي الذي قال: «لا يجب عليك أبدا اتخاذ قرار كهذا، لكن الأمر مثير للإعجاب للغاية أن تسلك الطريق السريع عندما لا تحمي القوى صاحبها».
ووجهت بعض الانتقادات إلى منظمي رولان غاروس بسبب تعاملهم مع الأمر، وكتب ريتشارد إينغس مسؤول التنس الأسترالي السابق: «تعامل الاتحاد الفرنسي للتنس مع مخاوف الصحة الذهنية لأوساكا دون تعاطف أو حساسية. ثم يرفض رئيس الاتحاد الفرنسي الرد على الأسئلة في مؤتمر صحافي. إنه هدف عكسي».
وشعرت لورا روبسون المصنفة البريطانية الأولى سابقا أن إدارة البطولات الأربع الكبرى، التي هددت باستبعاد أوساكا من رولان غاروس وباقي المسابقات الكبرى مستقبلا، كان يمكنها التعامل مع الأمر بشكل أفضل، وقالت: «ربما إذا لم يكن تم التصعيد إلى هذا الأمر، لما انسحبت أوساكا».
إلى ذلك كلَّل السويسري روجيه فيدرر المصنف ثامنا عودته إلى ملاعب رولان غاروس بالنجاح عندما حجز بطاقته بسهولة إلى الدور الثاني بفوزه على الأوزبكستاني دينيس إستومين 6 - 2 و6 - 4 و6 - 3. ويلتقي فيدرر، المتوج بلقب البطولة عام 2009 والذي يضع أولويته بطولة ويمبلدون التي يحمل رقمها القياسي مع ثمانية ألقاب، في الدور الثاني اليوم مع الكرواتي مارين سيليتش الفائز على الفرنسي آرثر ريندركنيش 7 - 6 و6 - 1 و6 - 2.
كما استهلت المخضرمة الأميركية سيرينا ويليامز المصنفة السابعة والساعية إلى اللقب 24 في الغراند سلام ومعادلة الرقم القياسي في عدد الألقاب الكبرى المسجل باسم الأسترالية مارغريت كورت، بالفوز على الرومانية إرينا - كاميليا بيغو بصعوبة 7-6 و6 - 2 في ساعة و42 دقيقة.
وتلتقي سيرينا التي لم تفز بأي لقب كبير منذ تتويجها في بطولة أستراليا عام 2017 في الدور المقبل مع الرومانية الأخرى ميهايلا بوزارنيسكو.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.