السيسي لـ {الشرق الأوسط}: سقوط مصر سقوط للمنطقة لـ 50 سنة

الرئيس المصري: علاقات بلادنا مع السعودية ركيزة للأمن والاستقرار في المنطقة منذ عهد الملك عبد العزيز * لن ننسى مواقف الملك سلمان المشرفة منذ تطوعه ضد العدوان الثلاثي

السيسي لـ {الشرق الأوسط}: سقوط مصر سقوط للمنطقة لـ 50 سنة
TT

السيسي لـ {الشرق الأوسط}: سقوط مصر سقوط للمنطقة لـ 50 سنة

السيسي لـ {الشرق الأوسط}: سقوط مصر سقوط للمنطقة لـ 50 سنة

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن علاقات بلاده مع السعودية ركيزة للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وإن المسؤولين في البلدين مدركون لهذا الأمر المستقر «والمتفق عليه منذ عهد الملك عبد العزيز آل سعود، رحمه الله، الذي أدرك بحسه الاستراتيجي أهمية وضرورة دعم هذا التوجه».
وفي حوار موسع مع «الشرق الأوسط» في مكتبه بالقاهرة، أكد السيسي أن مصر لن تنسى مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز المشرفة «منذ أن تطوع في الجيش المصري في حرب العدوان الثلاثي، وكذا مواقفه العروبية المساندة والداعمة لمصر في حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973»، مبينا أن مصر حريصة على استكمال مسيرة العلاقات المتميزة مع العاهل السعودي.
واعتبر السيسي أن سقوط مصر هو سقوط للمنطقة بأكملها لـ50 سنة على الأقل، معترفا بأنه في الوقت الذي استطاع فيه المصريون تغيير وضع سياسي في بلادهم والانتقال لخطوات ديمقراطية عبر ثورتين، «كان لا بد من ثمن اقتصادي وأمني دفعه الـ90 مليون مصري»، مشيرا إلى أن بلاده لم تصمد إلا بوقفة السعودية والإمارات والكويت.
وحول تشكيل قوة عربية لمكافحة الإرهاب قال السيسي إنه حريص على التحرك الجماعي «وأعني دورا عربيا مشتركا لا يقتصر على الدور السعودي والمصري والإماراتي كل على حدة»، مضيفا: «نحن نتشاور مع أشقائنا بشأن قوة عربية مشتركة».
وفيما يخص زيارته للرياض المقررة غدا الأحد، قال: «لدينا مباحثات هامة وبناءة، سوف نتحدث في كل ما يتعلق بالمنطقة العربية والتحديات التي تحيط بها، سنناقش أيضا التطورات في اليمن وكيفية حماية الملاحة البحرية عبر باب المندب».
وردا على سؤال حول عودة جماعة الإخوان المسلمين للمشهد المصري من جديد، قال الرئيس السيسي: «هذا السؤال يوجه للمصريين وللشارع المصري وللرأي العام. وما يرتضيه ويوافق عليه سوف أقوم بتنفيذه فورا»، مضيفا أن «هناك بالفعل حالة غضب وألم مصرية منهم (الإخوان)».
وحول علاقات بلاده مع قطر، قال: «أنا أسألك: قدم لي تصريحا رسميا واحدا صدر منا فيه إساءة ضد أي من الدولتين، قطر وتركيا. بكل تأكيد لن تجد تصريحا سلبيا واحدا»، مستدركا أن القاهرة لا تزال ملتزمة باتفاق الرياض التكميلي، «وذلك تقديرا للسعودية ودورها العربي الكبير».
وفي ملف العلاقات مع دول الخليج، قال السيسي: «لدينا أربعة عناصر مهمة في علاقتنا مع دول الخليج هي، الأول: أمن مصر القومي يمر عبر دول الخليج. والثاني: أمن الخليج خط أحمر. والمحور الثالث: (مسافة السكة) التي تحدثت عنها سابقا. أما العنصر الرابع فهو إنشاء قوة عربية مشتركة»، مؤكدا في الوقت ذاته أن «مسافة السكة» من دول الخليج ما زالت كما هي ولم تتغير.
...المزيد

السيسي لـ «الشرق الأوسط»: أمن مصر الإقليمي يمر عبر دول الخليج * الأزمة اليمنية لم تأخذ منا الاهتمام الكافي.. وسأبحث في الرياض حماية الملاحة البحرية عبر باب المندب

التوريث.. ممكن في عهد السيسي؟

لماذا اعتذر السيسي لأمير قطر؟
أبرز المحطات في العلاقات الخارجية منذ تولي السيسي رئاسة مصر



سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

الأسد لدى استقباله رئيسي في القصر الرئاسي بدمشق أمس (أ.ف.ب)
الأسد لدى استقباله رئيسي في القصر الرئاسي بدمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

الأسد لدى استقباله رئيسي في القصر الرئاسي بدمشق أمس (أ.ف.ب)
الأسد لدى استقباله رئيسي في القصر الرئاسي بدمشق أمس (أ.ف.ب)

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد.

وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم». وتحدَّث عن دور إيران في مساعدة العراق وسوريا في محاربة «الجماعات التكفيرية»، بحسب وصفه، مضيفاً: «نحن خلال فترة الحرب وقفنا إلى جانبكم، وأيضاً سنقف إلى جانبكم خلال هذه الفترة، وهي فترة إعادة الإعمار».

أمَّا الأسد فقال خلال المحادثات إنَّ «العلاقة بين بلدينا بنيت على الوفاء»، مشيراً إلى وقوف سوريا إلى جانب إيران في حربها ضد العراق في ثمانينات القرن الماضي، ووقوف طهران إلى جانب نظامه ضد فصائل المعارضة التي حاولت إطاحته منذ عام 2011.
وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية أنَّ الأسد ورئيسي وقعا «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الشامل الاستراتيجي طويل الأمد». ولفتت إلى توقيع مذكرات تفاهم في المجالات الزراعية والبحرية والسكك الحديد والطيران المدني والمناطق الحرة والنفط.
بدورها، رأت وزارة الخارجية الأميركية أن توثيق العلاقات بين إيران ونظام الأسد «ينبغي أن يكون مبعث قلق للعالم».
الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»