وزير الصحة اللبناني يدعو إلى رفع السرية المصرفية عن حسابات مستوردي الأدوية المدعومة

الرئيس عون مجتمعاً مع وزير الصحة أمس (دالاتي ونهرا)
الرئيس عون مجتمعاً مع وزير الصحة أمس (دالاتي ونهرا)
TT

وزير الصحة اللبناني يدعو إلى رفع السرية المصرفية عن حسابات مستوردي الأدوية المدعومة

الرئيس عون مجتمعاً مع وزير الصحة أمس (دالاتي ونهرا)
الرئيس عون مجتمعاً مع وزير الصحة أمس (دالاتي ونهرا)

طالب وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن أمس، برفع السرية المصرفية عن الحسابات المدعومة لشركات الأدوية في محاولة لتوفير شفافية إضافية تمكّن لبنان من الاستمرار بتوفير الدعم لاستيراد الأدوية ومعالجة أسباب انقطاعها بالسعر المدعوم من السوق اللبناني.
وأعلنت الصيدليات في الأسبوع الماضي التوقف قسرياً عن البيع، فيما رفعت بعض المؤسسات الاستشفائية نسبة التقنين في الفحوصات والعمليات، بعد إعلان مصرف لبنان عدم قدرته على مواصلة دعم الدواء. وحاولت السلطات اللبنانية معالجة الأزمة بالاتفاق على دفع فواتير مجمدة بقيمة 180 مليون دولار لمستوردي الأدوية بالعملة الصعبة لقاء تسليم الأدوية والمستلزمات الطبية للصيدليات والمستشفيات والمرافق الصحية بكميات يفترض أن تخدم لشهرين.
وكان مصرف لبنان يوفر الدعم بالعملة الصعبة لاستيراد الأدوية إلى جانب دعم استيراد المواد الغذائية الأساسية والمحروقات، قبل أن تتراجع احتياطاته من العملة الصعبة ما دفعه للتلويح بتغطيتها من الاحتياطات الإلزامية للمصارف.
وقال وزير الصحة بعد لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون أمس، إن اختيار الفواتير ودعمها «كانا يتمان في حاكمية مصرف لبنان، وتبدأ الإجراءات مع المستورد والمصرف المعني، وتصل عبر الوزارة إلى مصرف لبنان». وقال: «هناك حلقة مفقودة، لأن فريق التفتيش الوزاري لا يستطيع، وخاصة في الفترة الأخيرة بعدما كشفنا على مستودعات المستوردين، التمييز بين الأدوية والمستلزمات المدعومة أو كميات الفحوصات المفقودة المدعومة، من عدمها، لأننا لم نتمكن من الحصول من حاكمية المصرف على الفواتير أو جردة في عامي 2020 و2021».
وطالب الوزير حسن بأن يتبنى حاكم مصرف لبنان «كل الأدوية التي وصلت إلى مستودعات المستوردين، قبل إعلان سياسة الموافقة المسبقة الجديدة»، كما طالبه بتحديد مبلغ شهري معلن ورسمي لوزارة الصحة العامة «كي نتمكن من العمل من خلاله، ونفند أولوياتنا بناء عليه».
ورأى حسن أن «موضوع الدواء ودعمه ليس موضوعاً مزاجياً، ويجب أن يكون بالتنسيق الوطيد مع وزارة الصحة العامة، وبشفافية مطلقة للجمهور، كما يجب إبعاده عن المزايدات والكتب والبيانات الإعلامية التي تزعزع الثقة بالقطاع الصحي وتضيع كل الإنجازات التي تحققت في الموضوع الوبائي».
ومن منطلق حق الوصول إلى المعلومة وضمان الشفافية، طالب حسن «برفع السرية المصرفية عن الحسابات المدعومة خلال عام 2020 للاستيراد، ليتسنى لوزارة الصحة العامة تتبع الدواء منذ لحظة وصوله إلى لبنان حتى صرفه إلى المواطن». وقال: «إذا لم نتمكن من الذهاب إلى هذه الخطوة، يصار إلى تحويل الملف إلى النيابة العامة المالية ووضع يدها عليه لما له من تداعيات خطرة على صحة المواطن».
وخلال لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس أيضاً، طالب حسن بدعم وزارة الصحة باستراتيجيتها للحفاظ على الأمن الدوائي «لأن الأرقام الجدلية المطروحة من حاكمية المصرف لا تخدم استراتيجية الوزارة الدوائية». وأوضح: «هناك مبلغ 100 مليون دولار شهرياً هناك التزام وتعهد من حاكم المصرف المركزي لقطاع الدواء يجب أن يستمر ويجب أن ننأى بموضوع دعم الدواء عن أي مخاطبة إعلامية إعلانية تسيئ إلى صحة المواطن وترهيبه في صحته نتيجة السياسات التي تعتمدها حاكمية المصرف من وقت إلى آخر».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».