إيرلو يرفض المبادرة السعودية والشرعية تصف تصريحاته بـ«المستفزة»

TT

إيرلو يرفض المبادرة السعودية والشرعية تصف تصريحاته بـ«المستفزة»

أثارت تصريحات الحاكم العسكري الإيراني في صنعاء المنتحل صفة «السفير»، حسن إيرلو، سخطاً واسعاً في الشارع اليمني السياسي والشعبي، بعد أن عبر عن رفضه للمبادرة السعودية لوقف الحرب واستئناف مسار السلام، مستبقاً في ذلك الموقف الرسمي المرتقب لزعيم الميليشيات، عبد الملك الحوثي، من المبادرة.
وفي حين وصف وزير الخارجية اليمني، أحمد عوض بن مبارك، تصريحات إيرلو بـ«المستفزة»، واصلت الميليشيات الحوثية هجماتها على مأرب، كما استهدفت بالقذائف مخيمات النازحين في محافظة حجة، وسط تقدم ميداني للجيش اليمني في أكثر من جبهة.
وكان حاكم طهران في صنعاء قد غرد على «تويتر»، ووصف المبادرة السعودية بأنها «مشروع لحرب دائمة، واستمرار للاحتلال وجرائم الحرب، وليست إنهاء للحرب»، بحسب زعمه.
وفي استباق للموقف المنتظر من زعيم الميليشيات، عبد الملك الحوثي، بخصوص المبادرة التي ينظر إليها اليمنيون والمجتمع الدولي على أنها «فرصة حقيقية» لطي صفحة الحرب، وضع إيرلو شروطاً وصفت بأنها إملاءات على الجماعة، حيث تضمنت تلك الشروط وقف العمليات العسكرية ضد الميليشيات، ورفع القيود عن المنافذ التي تسيطر عليها، وتوقف تحالف دعم الشرعية عن مساندة الحكومة المعترف بها دولياً، وتمكين الميليشيات من حكم اليمنيين.
وفي أول رد للحكومة اليمنية على تصريحات إيرلو، قال وزير الخارجية، أحمد عوض بن مبارك، خلال لقائه مع السفير الروسي لدى اليمن، فلاديمير ديدوشكين، أمس، في الرياض، إنه يأمل في «ألا تشكل المواقف الإيرانية السلبية تجاه المبادرة، والتصريحات المستفزة الصادرة من ضابط (الحرس الثوري) الإيراني، المدعو حسن إيرلو، عائقاً أمام ميليشيا الحوثي يحول دون القبول بالمبادرة، والتعامل معها بشكل إيجابي ونوايا صادقة للاتجاه نحو الحل السلمي، واستعادة الأمن والاستقرار في اليمن».
ونقلت المصادر الرسمية عن بن مبارك أنه نوه بـ«المواقف الدولية المرحبة بالمبادرة التي تعبر بشكل صريح عن رغبة المجتمع الدولي في إنهاء الحرب العبثية لميليشيا الحوثي التي أنتجت أسوء كارثة إنسانية»، لافتاً إلى أن ذلك الزخم «يجب أن يشكل دافعاً للميليشيا للقبول بالمبادرة، وتغليب لغة العقل، وإعلاء مصلحة اليمنيين على نزوات النظام الإيراني».
وكان وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الحكومة اليمنية، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، قد دعا في وقت سابق الميليشيات الحوثية إلى «التقاط المبادرة السعودية» لإنهاء الحرب، والتخلي عن التبعية للمشروع الإيراني في المنطقة، محذراً الجماعة من مغبة تجاهلها.
وأكد بن مبارك أن المبادرة السعودية «تمثل مرحلة جديدة»، وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «على الحوثيين التقاطها (المبادرة)، والإنصات لصوت العقل ومصالح اليمن، والتحرر من التبعية للمشروع الإيراني في المنطقة».
وفي رسالة تحذيرية للجماعة من مغبة عدم اغتنام فرصة المبادرة المعلنة، شدد وزير الخارجية اليمني على أن «يد السلام لن تظل ممدودة على الدوام، والشعب اليمني، بدعم من أشقائه وأصدقائه، لن يقبل الأفكار والمشاريع التي تسعى الميليشيات الحوثية لفرضها، وسيكون له كلمة الفصل لإنهاء عبثها بمصيره ومقدراته الوطنية».
وأوضح أن المبادرة «تقدم دليلاً قطعياً آخر أمام المجتمع الدولي لمعرفة الأطراف الساعية للسلام، في مقابل الأطراف المعرقلة، حيث ما فتئت الحكومة اليمنية تحذر من عدم جدية هذه الميليشيا، ومتاجرتها بدماء ومعاناة الشعب اليمني من أجل تحقيق مصالحها الضيقة، وفرض أفكارها المتطرفة وممارساتها الإرهابية».
وفي غضون ذلك، أفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني بأن القوات الحكومية تمكنت من صد هجمات للميليشيات الحوثية غرب مأرب، بالتزامن مع تواصل تقدمها في جبهات تعز وحجة.
وذكرت المصادر أن ما لا يقل عن 20 عنصراً من ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران قتلوا، الأربعاء، بنيران الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهة الكسارة، غرب محافظة مأرب.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصدر عسكري قوله «إن معارك عنيفة شهدتها جبهة الكسارة منذ صباح الأربعاء أسفرت عن مصرع ما لا يقل عن 20 عنصراً من ميليشيا الحوثي، وجرح آخرين، إلى جانب خسائر أخرى في المعدات».
وأضاف المصدر أن «مدفعية الجيش الوطني شنت قصفاً مكثفاً، تمكنت خلاله من تدمير مصادر نيران الحوثيين وتحصيناتهم، كما استهدفت تعزيزات كانت في طريقها إلى الميليشيا، وكبدتها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح».
وفي محافظة حجة الحدودية (شمال غربي البلاد)، أفادت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بأن ميليشيا الحوثي استهدفت تجمع «الدير» للنازحين الواقع في مديرية حيران.
وأكدت الوحدة، في بيان رسمي استهداف ميليشيا الحوثي الانقلابية «تجمعات النزوح بقذائف المدفعية والطيران المسير في مديريات حيران وحرض وعبس وميدي، شمال محافظة حجة».
وذكر البيان أن الميليشيات استهدفت تجمع الدير بمديرية حيران الذي يضم 113 أسرة نازحة بقذائف الهاون، ما تسبب في تهدم منزل أحد النازحين، وترويع النازحين عموماً، خاصة الفئات الضعيفة.
ودعت الوحدة التنفيذية الأمم المتحدة إلى «إدانة هذا العمل الذي يجرمه القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، وعمل إجراءات عملية تلزم بها ميليشيات الحوثي وتمنعها من استهداف تجمعات النزوح في محافظة حجة».
وطالب البيان الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية والحقوقية بـ«التدخل العاجل لتوفير الحماية للنازحين والمتضررين».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.