واقٍ شمسي جديد من دواء عمره قرن

TT

واقٍ شمسي جديد من دواء عمره قرن

توصلت دراسة أميركية جديدة نُشرت في العدد الأخير من دورية «ساينتيفيك ريبوتيز»، إلى أن الميثيلين الأزرق، وهو دواء عمره قرن من الزمان، لديه القدرة على أن يكون واقياً عالي الفاعلية وواسع النطاق من الأشعة فوق البنفسجية للشمس، وهو ما يجعله خياراً ملائماً في الأدوية لحماية صحة الجلد، وكذلك في المنتجات المختلفة التي يؤدي التخلص منها في البحار إلى مشاكل بيئية، لخطورة مواد الوقاية من أشعة الشمس التقليدية المستخدمة بها إلى الإضرار بالشعاب المرجانية.
وتستخدم 80 في المائة من واقيات الشمس اليوم «الأوكسي بنزون» كمانع كيميائي للأشعة فوق البنفسجية، رغم الدراسات المتعددة التي أظهرت أنه يسرع تدمير الشعاب المرجانية، وحظرته عدة دول لوقف الآثار المدمرة على النظام البيئي البحري في العالم، بالإضافة إلى ذلك فإنه يسبب أضراراً عند استخدامه في منتجات وقاية الجلد من أشعة الشمس.
ونظر فريق البحث، الذي ضم علماء من جامعة ماريلاند الأميركية، في فوائد الحماية من الأشعة فوق البنفسجية للميثيلين الأزرق من عدة زوايا في الخلايا الكيراتينية البشرية الأولية والأرومات الليفية الجلدية من متبرعين صغار وكبار وقارنوا تلك النتائج مع أوكسي بنزون.
وخلصوا إلى أن الميثيلين الأزرق لا يمتص فقط الأشعة فوق البنفسجية الطويلة (أ) و(ب) كما تفعل المواد الواقية من الشمس التقليدية، بل يساعد أيضاً في إصلاح تلف الحمض النووي الناجم عن الأشعة فوق البنفسجية، ما يؤدي إلى بقاء الخلية بشكل أفضل.
كما قاموا بتعريض نفس الكميات من الميثيلين الأزرق أو الأوكسي بنزون في (زينيا أومبيلاتا)، وهو نوع من الشعاب المرجانية الناعمة، في خزانات معزولة وراقبوا نمو الشعاب المرجانية واستجاباتها لهذه المواد الكيميائية، وأبلغوا عن تبيض حاد في المرجان وموت في الشعاب المرجانية المعالجة بالأوكسي بنزون في أقل من أسبوع، في حين أن الميثيلين الأزرق ليس له أي آثار سلبية على صحة المرجان حتى عند التركيز المرتفع نسبياً (1 ميكرو مول).
كما قارنوا الميثيلين الأزرق بمضادات الأكسدة الأخرى المعروفة للعناية بالبشرة مثل فيتامين أ (الريتينول) وفيتامين سي في قدرتها على تقليل الإجهاد التأكسدي الخلوي.
ويقول كان كاو أستاذ بقسم بيولوجيا الخلية وعلم الوراثة الجزيئي بجامعة ميريلاند، والباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة أول من أمس: «نحن متحمسون للغاية لرؤية أن الخلايا الليفية الجلدية المشتقة من الأفراد الصغار والكبار على حد سواء، قد تحسنت كثيراً من حيث الانتشار والضغط الخلوي في وسط زراعة الخلايا المحتوية على الميثيلين الأزرق، والأكثر إثارة للدهشة، وجدنا أن مزيج الميثيلين الأزرق وفيتامين سي يمكن أن يقدم تأثيرات مذهلة لمكافحة الشيخوخة، لا سيما في خلايا الجلد من المتبرعين الأكبر سناً، ما يشير إلى تفاعل تآزري قوي بين هذين النوعين من مضادات الأكسدة المفيدة».



ما هو سر إبطاء عملية الشيخوخة؟

قليل من الأدلة التي تثبت فاعلية المكملات المضادة للشيخوخة (غيتي)
قليل من الأدلة التي تثبت فاعلية المكملات المضادة للشيخوخة (غيتي)
TT

ما هو سر إبطاء عملية الشيخوخة؟

قليل من الأدلة التي تثبت فاعلية المكملات المضادة للشيخوخة (غيتي)
قليل من الأدلة التي تثبت فاعلية المكملات المضادة للشيخوخة (غيتي)

قال أحد الخبراء إن التجارب الإكلينيكية على المكملات المضادّة للشيخوخة قد تكشف عن الإجابة على البقاء بصحة جيدة في وقت لاحق من الحياة، وفقاً لصحيفة «سكاي نيوز».
ويذكر أنه، في حين أن عدداً من المكملات متاحة بسهولة وغير مكلِّفة، لكن هناك نقصاً في الأدلة التي تثبت فعاليتها، كما قالت خبيرة الشيخوخة البروفيسورة سينتيا كينيون.
وقد تكشف التجارب الإكلينيكية أن أحد المكملات الغذائية، قيد التداول تجارياً بالفعل، يحمل سر إبطاء عملية الشيخوخة البيولوجية، ومن ثم، الأمراض ذات الصلة بالعمر؛ مثل السرطان والخرف. وقالت الدكتورة كينيون، التي تعمل في شركة «كاليكو لايف ساينسيس»، التابعة لشركة غوغل، والتي أحدثت أبحاثها ثورة في الفهم العلمي للشيخوخة، إن هناك حاجة ضرورية لإجراء تجارب على «رابامايسين» و«ميتفورمين» - وهما مُكمّلان رُبطا بمكافحة الشيخوخة. وتطور «رابامايسين»، في الأصل، بصفته مثبطاً للمناعة لمرضى زراعة الأعضاء، بينما يستخدم «ميتفورمين» للتحكم في إنتاج الغلوكوز لدى مرضى السكري النوع الثاني. كما دعت إلى اختبار مواد أخرى موجودة في النبيذ الأحمر والحيوانات المنوية.
وتقول كينيون إن التجربة الإكلينيكية الكبيرة بما يكفي لتكون ذات مغزى، تكلِّف ملايين الدولارات، «ومن ثم لا يوجد نموذج عمل لهذا؛ لأنه إذا كنت تريد تجربة إكلينيكية مع شيء متوفر مجاناً وغير مكلِّف، فلا يمكنك تعويض تكلفة التجربة. لذا فإنك ستجعل الناس - إذا نجحت التجارب - أكثر مرونة ومقاومة للأمراض، ويمكن بيعها للجميع، ويمكن إعطاؤها للفقراء». وأضافت أن معرفة المكملات الغذائية، التي تؤثر على الإنسان، «ستكون أمراً رائعاً للعالم».
ودعت «منظمة الصحة العالمية» والحكومات والجماعات غير الربحية والمحسنين، إلى الاجتماع، والبدء بالتجارب على البشر. وقالت: «لا نعرف ما إذا كان أي منها سينجح، ولكن علينا اكتشاف ذلك».