جسم مضاد متعدد الاستخدامات يستهدف «كورونا»

باحثون أميركيون عدّوه بداية لعمل لقاح واسع النطاق

جسم مضاد متعدد الاستخدامات يستهدف «كورونا»
TT

جسم مضاد متعدد الاستخدامات يستهدف «كورونا»

جسم مضاد متعدد الاستخدامات يستهدف «كورونا»

في دراسة جديدة بالعدد الأخير من مجلة «نيتشر كومينيكيشن»، حقق علماء من معهد سكريبس للأبحاث في كيفية تأثير تعرض الجهاز المناعي السابق لفيروسات «كورونا» المسببة للبرد، على الاستجابة المناعية لـ«كوفيد 19».
ومن خلال القيام بذلك اكتشفوا جسماً مضاداً لفيروسات «كورونا» المسببة لنزلات البرد، تم تشغيله أثناء الإصابة بعدوى «كوفيد 19»، وستساعد النتائج في السعي للحصول على لقاح أو علاج بالأجسام المضادة يعمل ضد معظم أو جميع فيروسات «كورونا»، كما يقول كبير المؤلفين، رايس أندرابي، من قسم علم المناعة وعلم الأحياء الدقيقة بمعهد سكريبس، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للمعهد في 28 مايو (أيار) الماضي. وأضاف أندرابي: «من خلال فحص عينات الدم التي تم جمعها قبل الوباء ومقارنتها مع عينات من الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا المستجد، تمكنّا من تحديد أنواع الأجسام المضادة التي تتفاعل مع فيروسات كورونا المسببة لنزلات البرد، وكذلك فيروس كورونا المستجد، المسبب لمرض (كوفيد 19)».
وفي الاختبارات اللاحقة، قام الجسم المضاد أيضاً بتحييد فيروس «كورونا المستجد»، أو الفيروس التاجي الذي يسبب السارس، أو المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة. وأضاف أندرابي: «لقد تمكنا من تحديد أن هذا النوع من الأجسام المضادة المتفاعلة ينتج على الأرجح عن طريق خلية ذاكرة B التي تعرضت في البداية لفيروس كورونا الذي يسبب نزلات البرد، ثم يتم استدعاؤها أثناء الإصابة بعدوى (كورونا) المستجد».
وتعد خلايا الذاكرة جزءاً أساسياً من جهاز المناعة، إنهم «يتذكرون» التهديدات الأولية للمرض، ويمكن أن ينتشروا في مجرى الدم لعقود، ويكونوا على استعداد لاستدعائهم للعمل مرة أخرى إذا ظهر التهديد مرة أخرى، وهذه الخلايا مسؤولة عن إنتاج الأجسام المضادة المستهدفة. «وقد يكون الاكتشاف خطوة مهمة في التطوير النهائي للقاح لعموم الفيروسات التاجية، والذي سيكون قادراً على الحماية من فيروسات كورونا المحتملة التي تظهر في المستقبل»، كما يقول دينيس بيرتون، من قسم المناعة والأحياء الدقيقة بعهد سكريبس للأبحاث، والباحث المشارك بالدراسة، مضيفاً: «من المرجح أن يظهر فيروس كورونا قاتل آخر مرة أخرى في المستقبل، وعندما يحدث نريد أن نكون أكثر استعداداً، فتحديدنا لجسم مضاد تفاعلي ضد (كورونا المستجد) وفيروسات كورونا الأكثر شيوعاً هو تطور واعد في الطريق إلى لقاح أو علاج واسع المفعول».
ويبحث مختبر بيرتون أيضاً عن الأجسام المضادة التي يمكن استخدامها للحماية من كثير من أشكال الإنفلونزا، وهو فيروس آخر من المحتمل أن يتسبب في حدوث جائحة في المستقبل.
وفي الدراسة الجديدة، استخدم الفريق البحثي المجهر الإلكتروني لفهم كيف يكون الجسم المضاد التفاعلي قادراً على تحييد مجموعة من فيروسات «كورونا». ورأوا أنه يرتبط في الغالب بقاعدة بروتين ارتفاع الفيروس، وهي منطقة لا تتغير كثيراً من سلالة إلى سلالة، كما يقول الباحث المشارك بالدراسة جي سونغ، وهو طالب دراسات عليا في مختبر بيرتون: «تلك التي تسبب نزلات البرد، تؤثر على طبيعة ومستوى الأجسام المضادة التي يتم إنتاجها عند ظهور تهديدات أكثر خطورة لفيروس كورونا».


مقالات ذات صلة

الأشخاص المَرِحون أكثر صموداً في الأزمات

يوميات الشرق المرح سمة شخصية تعكس القدرة على التفاعل مع الحياة بروح مرحة ومتفائلة (جامعة ساسكس البريطانية)

الأشخاص المَرِحون أكثر صموداً في الأزمات

أفادت دراسة أميركية بأن الأشخاص الذين يتمتّعون بمستويات عالية من المرح كانوا أكثر قدرة على الصمود والتكيف، خصوصاً خلال جائحة كورونا مقارنةً بغيرهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

النساء أكثر عرضة للإصابة بـ«كورونا طويل الأمد»

كشفت دراسة جديدة أن النساء معرضات لخطر أعلى بكثير للإصابة بـ«كورونا طويل الأمد» مقارنة بالرجال.

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة القمر (إ.ب.أ)

هل أثرت جائحة «كوفيد» على القمر؟... دراسة تجيب

أفاد موقع «ساينس أليرت» بأن دراسة أُجريت عام 2024 خلصت إلى أن جائحة «كوفيد-19» التي تعرضنا لها أثرت على درجات الحرارة على القمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يمكن أن تثير الفيروسات حالة التهابية قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب أو تفاقمها (أرشيفية)

تحذير طبي... الإصابة بالفيروسات الشتوية قد تسبب مضاعفات في القلب

أبلغ مسؤولو الصحة في أميركا عن «طفرة» في فيروسات الشتاء، وحذّر خبراء الصحة من أن أعراض أمراض القلب تشبه في بعض الأحيان أعراض أمراض الجهاز التنفسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ روبرت كيندي جونيور يتحدث خلال اجتماع في مبنى الكابيتول في واشنطن 9 يناير 2025 (أ.ب)

روبرت كيندي المرشح المثير للجدل لوزارة الصحة الأميركية يخضع للمساءلة بمجلس الشيوخ

يَمْثُل روبرت كيندي أمام مجلس الشيوخ الأميركي، الأربعاء، حيث ستتم مساءلته بشأن تاريخه في نشر معلومات مضللة حول اللقاحات، في حين يستعد لتولي منصب وزير الصحة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

نجاة وزير ليبي من محاولة اغتيال في طرابلس

وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عادل جمعة (أرشيفية - أ.ف.ب)
وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عادل جمعة (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

نجاة وزير ليبي من محاولة اغتيال في طرابلس

وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عادل جمعة (أرشيفية - أ.ف.ب)
وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عادل جمعة (أرشيفية - أ.ف.ب)

نجا عادل جمعة، وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية الليبية في طرابلس، اليوم (الأربعاء)، من محاولة اغتيال، حسب بيان حكومي.

وفي بيان، أعربت الحكومة الليبية المعترف بها دولياً عن «إدانتها الشديدة محاولة الاغتيال التي تعرض لها وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عادل جمعة عبر إطلاق نار مباشر على سيارته في طرابلس من جهة مجهولة».

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، أكدت الحكومة أن الحالة الصحية للوزير «مستقرة»، وأن الأجهزة الأمنية «باشرت على الفور تحقيقاتها المكثفة لكشف ملابسات الحادثة... لتعقب الجناة وتقديمهم للعدالة».

كما شددت على أنها «لن تتهاون مع أي محاولة لاستهداف أمن الدولة».

يعد عادل جمعة من المسؤولين المقربين من رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، ويرافقه في معظم اجتماعاته وزيارته الخارجية.

ومحاولة الاغتيال هي الثانية خلال أقل من عام، عقب تعرض موكب عبد المجيد مليقطة، المستشار الخاص لرئيس الحكومة لمحاولة اغتيال في يونيو (حزيران) من العام الماضي ونجاته منها.

وليبيا منقسمة منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، وتدير شؤون البلاد حكومتان: الأولى في طرابلس معترف بها دولياً برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والأخرى في شرق البلاد يترأسها أسامة حمّاد، وتحظى بدعم البرلمان والمشير خليفة حفتر.