قرار «الميدل إيست» التعامل بـ«الفريش دولار» سيقلص عدد اللبنانيين القادرين على السفر

الحوت لـ«الشرق الأوسط»: شركتنا تجارية وغير مملوكة من الدولة

محمد الحوت
محمد الحوت
TT

قرار «الميدل إيست» التعامل بـ«الفريش دولار» سيقلص عدد اللبنانيين القادرين على السفر

محمد الحوت
محمد الحوت

بدأت أمس (الاثنين) شركة طيران الشرق الأوسط (MEA)، الناقلة الوطنية في لبنان، تقاضي ثمن تذاكرها بـ«الفريش دولار» ما سيقلص إلى حدود دنيا عدد اللبنانيين القادرين على السفر وبخاصة بغرض السياحة. وقد تركت الشركة التي لن تبيع التذاكر في مكاتبها إنما من خلال وكلاء السفر القرار لهم بتقاضي ثمن البطاقة بالدولار حصراً أو استناداً إلى السعر القياسي للمصرف المركزي الذي أُطلق هذا الشهر والبالغ حالياً 12 ألف ليرة لبنانية مقابل الدولار الواحد.
وانتقد النائب جميل السيد بشدة قرار «الميدل إيست». واعتبر أنها بفرضها دفع ثمن التذاكر نقداً بالدولار «تخالف قانون النقد، بينما هي شركة وطنية تملكها الدولة بنسبة 99 في المائة عبر مصرف لبنان الذي يتفرج على ابتزاز اللبنانيين».
ورد رئيس مجلس إدارة شركة طيران الميدل إيست (MEA) محمد الحوت على منتقدي القرار الجديد، مؤكداً أنه «يهدف لتأمين استمرارية عمل الشركة وإلا كانت لتتوقف عن الطيران». وأضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «قرار مجلس إدارة الشركة واتخذ منذ عدة أشهر وأعلنا عنه مطلع العام الحالي وقلنا بوقتها إننا نسعى لتنفيذه وسرنا به بعدما استنفدنا كل إمكانية الاستمرار بتقاضي سعر تذاكر السفر بالدولار المحلي (أي 1515 ليرة مقابل الدولار الواحد) بينما كل نفقات الشركة من إيجار طائرات ورسوم عبور وإيواء وصيانة وغيرها تتم بالدولار العالمي (يبلغ حالياً نحو 12800 ليرة لبنانية للدولار الواحد)، خاصة أننا لم نعد نستطيع تحويل الدولار المحلي لدولار عالمي، أضف أن لدى مصرف لبنان أولويات أهم من دعم بطاقات السفر باعتبار أن أي مسافر سيصرف بالدولار العالمي حين يغادر البلد وثمن التذكرة لن يكون إلا جزءاً بسيطاً من موازنة الرحلة أي بنسبة تتراوح ما بين 10 و15 في المائة من موازنة الرحلة».
وشدد الحوت على أن لا علاقة لشركته بالدولة اللبنانية كمالك للشركة «إنما علاقتنا معها محصورة بكونها منظم للعمل. فنحن بنهاية المطاف شركة تجارية في قطاع الطيران تعمل وفق أحكام قانون التجارة، وقراراتها يتخذها مجلس الإدارة ولا تخضع لموافقة الوزير ولا لوصايته لا من قريب أو من بعيد. فإذا كان مصرف لبنان يساهم بالشركة فذلك لا يعني على الإطلاق أنها باتت مملوكة من الدولة لأن هوية المساهم لا تؤثر على الصفة القانونية للشركة إلا وهي شركة تجارية». وفيما استهجن الحوت الحديث عن احتكار الشركة لخطوط طيران معينة، أكد أن كل شركات الطيران العالمية تأتي إلى لبنان وأن الأجواء مفتوحة للجميع، لافتاً إلى أن «أهم الخسائر التي سجلتها (الميدل إيست) منذ اندلاع الأزمة مرتبطة بكمية الفريش دولار التي دخلت إلى الشركة والتي خرجت منها، والقيمة الصافية تفوق 200 مليون دولار».
وقال رئيس منظمة «جوستيسيا» الحقوقية الدكتور بول مرقص إن كان المصرف المركزي يملك غالبية أسهم «الميدل إيست» فذلك لا يجعل منها مملوكة من الدولة اللبنانية مباشرة بل من المصرف المركزي الذي تم تأسيسه بقانون النقد والتسليف وهو كيان قانوني عام يتمتع بالاستقلال المالي والإداري ولا يخضع للقواعد الإدارية والتنظيمية والضوابط المطبقة على القطاع العام. وأشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن قرار بيع التذاكر بالدولار الأميركي حصراً سواء تم من «الميدل إيست» أو من وكلاء السفر، في حال اتخذ، يشكل مخالفة للقوانين اللبنانية، لا سيّما لأحكام قانون النقد والتسليف اللبناني لا سيما المادة 192»، معتبراً أنه «يُفترض أن يبقى التسعير بالليرة اللبنانية بما يوازي ما تدفعه الشركة بالدولار الأميركي زائد حد معين بالليرة وألا تحصر التعامل بالدولار».
وارتفعت أصوات كثير من اللبنانيين المقيمين اعتراضاً على القرار الجديد لـ«الميدل إيست». واعتبروا أنه في وقت تحتجز المصارف أموالهم بالدولار وتفرض عليهم سحب مبالغ محددة منها بالليرة على أساس سعر صرف 3900 ليرة للدولار الواحد، يفرض عليهم شراء تذاكر السفر على أساس سعر صرف 12000 أو 12800 ليرة.
وكان نقيب وكلاء السفر جان عبود رجح ألا تتجاوز نسبة اللبنانيين الذين سيكون في إمكانهم السفر بعد فرض الدفع بـ«الفريش دولار» الـ3 في المائة. وقالت ليا رزق (34 عاماً) التي كانت تسافر مرة أو مرتين كل سنة للسياحة إنها من الآن وصاعداً لن تكون قادرة على القيام ولو برحلة واحدة كل خمس سنوات إلا إذا تمكنت من تأمين مدخول بالدولار الأميركي.


مقالات ذات صلة

المجال الجوي للنمسا من دون مراقبة عسكرية بسبب إجازات المراقبين

أوروبا إحدى مراقبات الحركة الجوية لدى شركة «أوسترو كونترول» (صفحة الشركة عبر «فيسبوك»)

المجال الجوي للنمسا من دون مراقبة عسكرية بسبب إجازات المراقبين

خلا المجال الجوي للنمسا من المراقبة العسكرية خلال العطلة الأسبوعية الحالية؛ نظراً لأن مراقبي الحركة الجوية التابعين للجيش النمساوي اضطروا إلى أخذ إجازة.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد الشيخ الدكتور عبد الله بن أحمد آل خليفة خلال جولته في معرض البحرين الدولي للطيران (بنا)

وزير المواصلات لـ«الشرق الأوسط»: البحرين تتجه للاستثمار في الطائرات الكهربائية

تتخذ البحرين خطوات مستمرة للاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، والاعتماد على الحلول البيئية المستدامة؛ مثل الطائرات الكهربائية والطاقة المتجددة في تشغيل المطارات.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد تستمر أعمال معرض البحرين الدولي للطيران حتى الجمعة (الموقع الرسمي)

شركات طيران: المنطقة بحاجة إلى السلام والهدوء

على هامش معرض البحرين الدولي للطيران، أجرت «الشرق الأوسط» مقابلات مع عدد من مسؤولي شركات الطيران الذين شددوا على حاجة المنطقة إلى السلام.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد الأمير سلمان بن حمد مع أطقم الصقور السعودية المشاركة (الموقع الرسمي للمعرض)

ارتفاع نسبة المشاركة بأكثر من 30 % في معرض البحرين الدولي للطيران

افتتح ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد، معرض البحرين الدولي للطيران 2024 بقاعدة الصخير الجوية، وسط حضور إقليمي ودولي واسع لشركات الطيران، وصناع القرار.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة خلال افتتاح النسخة السابقة للمعرض (الموقع الرسمي)

معرض البحرين الدولي للطيران 2024 نحو تطوير الشراكات ودفع الابتكار

تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ينطلق الأربعاء معرض البحرين الدولي للطيران 2024، بمشاركة كبريات شركات الطيران والدفاع والفضاء العالمية.

عبد الهادي حبتور (المنامة)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.