البرلمان التونسي يسائل 6 وزراء من حكومة المشيشي

وجه انتقادات كثيرة لأداء وزرائها

جانب من جلسات البرلمان التونسي (رويترز)
جانب من جلسات البرلمان التونسي (رويترز)
TT

البرلمان التونسي يسائل 6 وزراء من حكومة المشيشي

جانب من جلسات البرلمان التونسي (رويترز)
جانب من جلسات البرلمان التونسي (رويترز)

عقد البرلمان التونسي أمس جلسة عامة، خصصت لمساءلة ستة وزراء في حكومة هشام المشيشي، وعرفت توجيه انتقادات كثيرة للحكومة الحالية، ولأداء وزرائها الذين لا يزال جلهم يعمل بالإنابة دون سند دستوري واضح، وذلك بعد رفض الرئيس قيس سعيد قبول 11 وزيراً لأداء اليمين الدستورية، ما عطل تسلم حقائبهم الوزارية منذ 26 من يناير الماضي، تاريخ مصادقة البرلمان على ترشحاتهم.
وشملت جلسة المساءلة وزير الشؤون الخارجية والتونسيين بالخارج، ووزير الشؤون المحليّة والبيئة بالإنابة، ووزير السياحة وزير الشؤون الثقافية بالإنابة، ووزير الشؤون الدينية، إضافة إلى وزير أملاك الدّولة والشؤون العقارية بالإنابة، ووزير التجهيز والإسكان والبنية التحتية.
وخلال جلسة أمس طالبت بعض أحزاب الائتلاف الحاكم وأحزاب المعارضة على حد السواء، رئيس الحكومة هشام المشيشي بالحضور إلى البرلمان، ومصارحة التونسيين بحقيقة الوضع الذي تمر به البلاد.
وقال مصطفى بن أحمد، رئيس كتلة «تحيا تونس»، إن الجلسات الحوارية مع أعضاء الحكومة «باتت متكررة، وتكاد تكون جلسات شكلية، خاصة في ظلّ غياب رئيس الحكومة، وعدم مخاطبته نواب البرلمان بصفة مباشرة، والاكتفاء بالاستماع لبعض الوزراء بين جلسة وأخرى». محذراً من أن الوضع في تونس «خطير للغاية، والأزمة غير مسبوقة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وسياسة الهروب إلى الأمام ليست حلاً، ولذلك يجب على جميع الأطراف السياسية والاجتماعية تحمل مسؤوليتها للخروج من هذا النفق المظلم».
ويرى مراقبون أن الحركية التي أراد البرلمان إبرازها في عمله لمراقبة أداء الحكومة موجهة بالخصوص إلى الرئيس قيس سعيد، بعد أن رفض التحوير الوزاري، ومفادها أن حكومة المشيشي مدعومة من قبل البرلمان، وأن عدم قبول رئيس الدولة للوزراء المشمولين بالتعديل (11 وزيراً) لن يثني الحكومة عن العمل ومواصلة تنفيذ برامجها، ولن يثني البرلمان عن مراقبة أدائها بصفة دورية.
على صعيد آخر، قال محمد الناصر، رئيس الجمهورية الأسبق ورئيس البرلمان إبان حقبة حكم نداء تونس، إن الحزب الذي أسسه الباجي قائد السبسي كان يرغب بعد فوزه في انتخابات 2014 أن يتحالف مع التيار اليساري لحكم البلاد، وقاد مشاورات فعلية بهدف التوصل إلى توافق مع ممثلي اليسار، ليتمكن من تشكيل حكومة من دون حركة النهضة. واعترف الناصر بأن حزب النداء لم يكن ينوي التوافق مع حركة النهضة. لكن رفض أحزاب اليسار هو الذي اضطره إلى «الذهاب نحو نوع آخر من التوافق»، على حد تعبيره.
في سياق ذلك، قال الناصر، خلال حفل تقديم كتابه «جمهوريتان وتونس واحدة»، إن صفات القيادة وشخص قائد الدولة «مفقودة اليوم في تونس، ومن أهم تلك الصفات أن يتعالى القائد عن مصالحه الشخصية والحزبية والعائلية، وأن يكون ناكرا للذات، وهذه الوضعية من بين أسباب أزمة الحكم اليوم، في ظل قيادة لا تعطي الأمل لشعبها، ولا تحس بأوجاعه ولا تنزعج لفقره وبؤسه».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.