الولايات المتحدة تجسَّست على حلفائها الأوروبيين... بمشاركة دنماركية

ماكرون يطالب واشنطن وكوبنهاغن بـ {توضيح} و{صراحة كاملة}... وميركل تؤيده

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيره الدنماركي خلال زيارته الأخيرة لكوبنهاغن (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيره الدنماركي خلال زيارته الأخيرة لكوبنهاغن (رويترز)
TT

الولايات المتحدة تجسَّست على حلفائها الأوروبيين... بمشاركة دنماركية

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيره الدنماركي خلال زيارته الأخيرة لكوبنهاغن (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيره الدنماركي خلال زيارته الأخيرة لكوبنهاغن (رويترز)

طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل الحكومة الدنماركية بتقديم توضيح شامل بشأن تقارير تحدثت عن مشاركة دنماركية في تجسس وكالة الأمن القومي الأميركية (إن إس ايه) على عدد من كبار ساسة أوروبا، حسب ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية.
وفي أعقاب مشاورات لمجلس الوزراء الفرنسي - الألماني، قال ماكرون أمس الاثنين: {أريد أن أقول إن هذا الأمر غير مقبول بين شركاء حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهذا أمر شديد الوضوح». وأضاف ماكرون أنه ينتظر «صراحة كاملة وتوضيحاً للواقعة من شركائنا الدنماركيين والأميركيين».
من جانبها، قالت ميركل إنه لا يسعها سوى أن « تتفق» مع كلمات ماكرون، مشيرة إلى أنه لم يطرأ تغيير على موقف الحكومة الألمانية من عمليات الوكالة الأميركية «وما كان صحيحاً آنذاك ينطبق اليوم أيضاً» وذلك في إشارة إلى ما تم إعلانه عن أنشطة تجسسية للوكالة قبل سنوات. وكانت ميركل قد صرحت آنذاك بالقول: {التجسس بين الأصدقاء غير ممكن تماماً».
وأكدت ميركل أنها «اطمأنت» لما أعلنته الحكومة الدنماركية بشكل واضح جداً حيال موقفها من هذه الأمور « وفي ضوء ذلك فإنني أرى فرصة جيدة لإقامة علاقات مفعمة بالثقة إلى جانب توضيح الواقعة».
وكانت الحكومة الدنماركية أعلنت في وقت سابق من يوم أمس أنها تنأى بنفسها عن بعض ممارسات التجسس، بعد ظهور تقارير تفيد بأن الدنمارك أيدت تنصت الولايات المتحدة على ميركل وغيرها من كبار السياسيين قبل نحو عقد من الزمان.
وكشفت المعلومات عن التجسس الأميركي على الأوروبيين إثر تحقيق أجرته هيئة الإذاعة الدنماركية مع تلفزيون «إس في تي» وشبكة «إن آي كاي» النرويجية ووسائل إعلام ألمانية وصحيفة «لوموند» الفرنسية. واستغلت وكالة الأمن القومي الأميركية، حسب تقرير هيئة الإذاعة والتلفزيون الدنماركية، شراكة مع وحدة تابعة للمخابرات الخارجية بالدنمارك للتجسس على عدد من الدول في السويد والنرويج وفرنسا وألمانيا. ووفقاً للهيئة الدنماركية، جرى إبلاغ وزيرة الدفاع ترين برامسن، التي تولت الوزارة في يونيو (حزيران) 2019، بالتجسس في أغسطس (آب) 2020. وقالت الوزيرة للهيئة الإذاعية إن «التنصت المنهجي على حلفاء مقربين أمر غير مقبول». ولم يثبت أن الدنمارك كانت تعلم أن الولايات المتحدة كانت تستخدم نظام المراقبة الخاص بها للتجسس على جيرانها. وأفادت الهيئة، الأحد، بأن الولايات المتحدة تجسست على سياسيين أوروبيين بارزين، بينهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بين عامي 2012 و2014 بواسطة برنامج تعاون مع المخابرات الدنماركية. وأضافت، نقلاً عن تسعة مصادر مطلعة لم تسمها، أن وكالة الأمن القومي الأميركية (إن إس إيه) تنصتت على كابلات الإنترنت الدنماركية للتجسس على سياسيين ومسؤولين رفيعي المستوى في ألمانيا والسويد والنرويج وفرنسا. وذكرت تفاصيل التجسس في تقرير داخلي وضعته وحدة الاستخبارات العسكرية الدنماركية تحت اسم «عملية دنهامر»، وقدم إلى قيادة الوحدة في مايو (أيار) 2015. ووفقاً للتحقيق الذي يشمل الفترة من 2012 حتى 2014، استخدمت الوكالة الأميركية كابلات دنماركية خاصة بالمعلومات للتجسس على مسؤولين كبار بهذه الدول منهم الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي كان وزيراً للخارجية آنذاك، وزعيم المعارضة السابق في ألمانيا بيير شتاينبروك.
وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية، أمس، إنها تتابع تقريراً عن استغلال الولايات المتحدة لشراكة مع الدنمارك للتجسس على كبار المسؤولين في دول مجاورة، بينهم المستشارة ميركل. وقال المتحدث شتيفن زايبرت، في مؤتمر صحافي اعتيادي، إن «الحكومة الاتحادية على علم بالتقرير، وعلى اتصال بجميع الهيئات الوطنية والدولية ذات الصلة للحصول على توضيح». وأضاف: «من ناحية المبدأ كما تعرفون، أود أن أطلب منكم تفهم أن الحكومة الاتحادية لا تعلق علانية على الأمور المتعلقة بأنشطة الاستخبارات». كما امتنع متحدث باسم جهاز المخابرات الدفاعية الدنماركي عن التعقيب.
وكانت الوكالة الأميركية تملك إمكانية الاطلاع على رسائل الجوال والمكالمات الهاتفية وسجل الإنترنت، بما في ذلك عمليات البحث وخدمات المحادثة. وأضافت الهيئة الدنماركية أن التحقيق الداخلي بجهاز المخابرات الدفاعية الدنماركي بدأ في 2014 بعد مخاوف أثارتها تسريبات لإدوارد سنودن في العام السابق كشفت طريقة عمل وكالة الأمن القومي الأميركية. وهرب سنودن من الولايات المتحدة بعدما سرب ملفات سرية خاصة بوكالة الأمن القومي في 2013، وحصل على حق اللجوء في روسيا.
ورداً على طلب للتعليق على تقرير هيئة الإذاعة والتلفزيون الدنماركية، قال متحدث باسم المستشارية الألمانية، كما نقلت عنه «رويترز»، إنها لم تعلم بأمر المزاعم إلا عند سؤال الصحافيين عنها. وفي واشنطن، لم ترد الوكالة على طلب للتعقيب، وأحجم مدير مكتب مدير المخابرات الوطنية عن التعليق.



روته: يجب تعزيز دفاعات حلف «الناتو» لمنع الحرب على أراضيه

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب تعزيز دفاعات حلف «الناتو» لمنع الحرب على أراضيه

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، اليوم (الخميس)، تحذيرا قويا بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية بحاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».