ندد آلاف المتظاهرين الإثيوبيين المؤيدين لحكومة آبي أحمد، أمس، بالولايات المتحدة لفرضها قيوداً على المساعدات لبلادهم، خلال تجمع ضخم نظمته السلطات لتظهر الدعم الشعبي لمواقفها، في مواجهة ضغوط أميركية عليها، بسبب الصراع في إقليم «تيغراي» ونزاع «سد النهضة».
وشارك أكثر من عشرة آلاف في التجمع، ورفع بعضهم لافتات بالإنجليزية والعربية والأمهرية، كتب عليها شعارات مثل «أميركا أظهري لنا حيادك» و«إثيوبيا لا تحتاج لراع» و«أملأوا السد»، في إشارة لسد النهضة الذي تعارض مصر والسودان عملية الملء الثاني للخزان، والمزمعة خلال الأسابيع المقبلة.
وفرضت الولايات المتحدة قبل أسبوع قيوداً على المساعدات الاقتصادية والأمنية لإثيوبيا بسبب الصراع في تيغراي، حيث أرسلت هي وإريتريا المجاورة قوات العام الماضي للإطاحة بالسلطات المحلية هناك.
كما أثار ملء سد النهضة، الذي يتكلف تشييده أربعة مليارات دولار، خلافات دولية. وتقول إثيوبيا إن الكهرباء التي سيولدها مطلوبة لتنمية اقتصادها، بينما تقول مصر والسودان إنه ينتهك حقوقهما في مياه النيل.
وقالت أدانيش أبيبي رئيسة بلدية أديس أبابا للحشد الذي نظمته وزارة الشباب: «لن نركع أبداً. الشروط المسبقة وقيود السفر التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها غير مقبولة على الإطلاق. لا بد من تصحيحها».
ومن المقرر أن يزور المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان، المنطقة الأسبوع المقبل بهدف التشاور مع قادة إثيوبيا والسودان ومصر، والقيام بجهود دبلوماسية للمساعدة في حل النزاعات في المنطقة وتقديم تقرير إلى البيت الأبيض حول خطوات حل هذا النزاع.
ودخلت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على خط النزاع الراهن، بعد جولة سابقة أجراها فيلتمان، إلى كل من مصر والسودان وإثيوبيا بين 4 و13 مايو (أيار) الحالي، لوقف التصعيد الراهن في ظل إصرار إثيوبيا على الملء الثاني لخزان السد في يوليو (تموز) المقبل.
والأسبوع الماضي، تعهد بايدن في اتصال هاتفي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «تعزيز الجهود الدبلوماسية خلال الفترة المقبلة من أجل التوصل إلى اتفاق يحفظ الحقوق المائية والتنموية لكل الأطراف».
وتصر حكومة آبي أحمد على إتمام ملء السد بصرف النظر عن استئناف المفاوضات أو التوصل إلى اتفاق مع مصر والسودان، وقالت اللجنة التنفيذية لحزب الازدهار (الحزب الحاكم)، إن استكمال الجولة الثانية من ملء سد النهضة الإثيوبي واستكمال الانتخابات الوطنية المقبلة بنجاح سيحددان مصير الإثيوبيين والبلاد بشكل عام.
وعقبت اللجنة على الضغوط الدولية على إثيوبيا، للاستجابة للمخاوف المصرية والسودانية، بأنه «يجب أن يكون واضحاً لأي شخص أن إثيوبيا لن تتنازل عن مصالحها الوطنية أبداً بسبب الضغط الدبلوماسي والتأثيرات الأخرى التي تفرضها القوى التي لها مصلحة كبيرة في المنطقة».
ولفتت في بيان نشرته وكالة الأنباء الإثيوبية، أمس، إلى أن «مصلحة إثيوبيا في المنطقة تقوم على مبادئ الربح للجميع وليس على أساس النزاعات أو الخلافات مع الآخرين الذين لهم نصيب في المنطقة بشكل عام وفي البحر الأحمر بشكل خاص».
إثيوبيا تحشد مواطنيها في مواجهة ضغوط أميركية
آلاف المتظاهرين انتقدوا واشنطن وطالبوا بإتمام ملء «سد النهضة»
إثيوبيا تحشد مواطنيها في مواجهة ضغوط أميركية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة