تقاذف مسؤولية التعطيل الحكومي بين «المستقبل» و«الوطني الحر»

TT

تقاذف مسؤولية التعطيل الحكومي بين «المستقبل» و«الوطني الحر»

اعتبر النائب هادي حبيش، عضو كتلة «المستقبل» التي يرأسها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، أن مبادرة رئيس البرلمان نبيه بري خلقت أجواء إيجابية في موضوع تشكيل الحكومة، إلا أن ما يُحكى عن لوائح لتشكيلات حكومية أرسلها رئيس الجمهورية إلى البطريرك الماروني بشارة الراعي لا تخدم هذا الجو التفاؤلي، ولا تساعد في حلحلة الأمور.
وقال حبيش، أمس، «إذا كانت النيات إيجابية بالفعل، ستكون هناك حكومة، وإن لم تكن كذلك كما سمعنا عن لوائح أرسلت إلى البطريرك، فهذا لا يؤشر إلى نيات إيجابية من الفريق الآخر، والبلاد ذاهبة نحو مزيد من التعطيل والخراب». وأشار إلى أنه إذا كانت هناك جدية في تشكيل الحكومة، فالحلول صارت واضحة جداً، من بينها أن الوزراء الذين سموا الرئيس الحريري يقترحون أسماء الوزراء المسيحيين والرئيس الحريري يختار من بينهم، أو أن يسمي وزراء اقتصاديين كما سماهم الحريري من الناجحين في قطاعاتهم، بما يشبه التشكيلة الموجودة لدى رئيس الجمهورية».
وتساءل حبيش كيف يمكن أن يكون من غير المسموح على الرئيس المكلف السني أن يسمي أي وزير مسيحي، ولا ينطبق المعيار عينه على كتل ومرجعيات سياسية أخرى مثل رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، و«حركة أمل» و«حزب الله»، مضيفاً أنه إذا كان الأمر مجرد إعلان أمام الرأي العام عن عدم الرغبة بالثلث المعطل، وفي المقابل تتم تسمية الوزراء المسيحيين، فهذا الأمر هو أكثر من ثلث معطل، إنه الثلث مع وزيرين، وبذلك يعود هذا الفريق من جديد ويلتف على الدستور ويعمل على تطيير الحكومة متى أراد.
من جهتها، أشارت الهيئة السياسية في «التيار الوطني الحر» أنها تنتظر مع الشعب اللبناني أن يحسم الرئيس المكلف أمره بتشكيل حكومة تحترم المعايير والأصول الدستورية، وتكون قادرة بوزرائها وبرنامجها على تنفيذ الإصلاحات اللازمة.
واعتبرت الهيئة في بيان لها بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، أن رسالة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى مجلس النواب أدت وظيفتها في الإضاءة على العقدة الحكومية، وكشفت المسؤول عنها بعدما استطاع على مدى سبعة أشهر تغليف عجزه عن التأليف بإلقاء التهم الواهية على الآخرين، مضيفة أن «التيار» واجه سلبية المعطل بإيجابية وذكره بآلية التشكيل ومسارها.
وجاء في البيان أن «الوطني الحر» لن يسمح باستمرار المماطلة، وسيكون إلى جانب رئيس الجمهورية في أي خطوة سيتخذها، ويطالبه بدعوة الكتل النيابية إلى التشاور في مجمل الأزمات على مرأى ومسمع من اللبنانيين ليكونوا على بينة من مواقف كل طرف سياسي وسلوكه، ويتأكدوا بأنفسهم من هم الذين يمنعون الحلول والإصلاحات في لبنان.
وفيما خص تفاصيل مسعى بري، أشار عضو كتلة «التنمية والتحرير» (تضم نواب حركة «أمل») النائب محمد خواجة، أن موضوع حكومة من 24 وزيراً محسومة، وهي طرح منطقي، ولا يتضمن أي ثلث معطل لأحد.
وعن عقدة تسمية الوزيرين المسيحيين، قال خواجة في حديث إذاعي إنه يعتقد أن لدى الرئيس بري أكثر من خيار واقتراح، ومن الطبيعي أن يكون قد شخص كل عقدة قبل الدخول في مبادرته، إلا أن المهم أن تتجاوب بقية الأطراف، لافتاً إلى أن «حزب الله» اصطف خلف الرئيس بري في موقفه بمسألة تشكيل الحكومة منذ اليوم الأول.
وشدد خواجة على أن بري يقوم بمسعى كبير ويتواصل مع الطرفين المعنيين تشكيل الحكومة، وأنه من المفترض أن يعود الحريري إلى لبنان لتسلك الأمور سلوكاً عملياً، على أن يلتقي بالرئيس بري لتبدأ صورة الحل بالاكتمال، وأن المسؤولية لا تقع فقط على الرئيس بري بل على الطرفين المعنيين بالتشكيل، مشدداً على أن هذه الفرصة هي الأخيرة.
ودعا رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» هاشم صفي الدين، إلى الإسراع في تشكيل الحكومة اللبنانية والتجاوب مع المبادرة، آملاً أن تكون الأخيرة لتشكيل الحكومة، لا الأخيرة للوصول إلى اليأس.



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.